رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بينارد: إسرائيل ستخسر التحالف الأمريكي بسبب غزة

الحرب علي غزة
الحرب علي غزة

رأى الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي بيتر بينارد، أن الشباب الأمريكي والأقليات والليبراليين في أمريكا - وهم الدوائر التي قدمت الدعم الساحق للرئيس الأمريكي باراك أوباما ليصبح رئيسًا، والذين تتزايد نسبتهم في عدد سكان الولايات المتحدة - هم من يعارضون السياسة الأمريكية المنحازة إلى إسرائيل والتي تغض النظر عن بشاعة جرائمها في حق الشعب الفلسطيني، وأن التحالف الأمريكي الإسرائيلي أصبح على المحك في المستقبل.
وقال بينارد – في تقرير نشرته صحيفة "هآرتس الإسرائيلية" على موقعها الإلكتروني اليوم السبت - "عاش أوباما في مدينة شيكاغو الأمريكية في شارع تتواجد به أقدم طائفة يهودية في شيكاغو "كام إشعياء إسرائيل"، ويتولاها الحاخام أرنولد جاكوب وولف الذي كان الرئيس المؤسس "لبريرا" - وهي أول جماعة يهودية أمريكية تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية - وطوال حياته المهنية ، تحدى بحماس سياسات الاستيطان الإسرائيلية والمنظمات اليهودية الأمريكية التي بررت لإسرائيل الاستيطان، وفي عام 1970 في كلمات تشبه ما يحدث حاليًا وكأنها كتبت صباح اليوم، ندد وولف بقادة اليهود الأمريكيين في القضية الإسرائيلية الذين "لا يطالبون بالدعم فقط، وإنما بالخضوع أيضًا.. وأن أي جماعة ولاؤها أقل لإسرائيل، وأي حاخام يحمل آراء مستقلة عن الوضع في الشرق الأوسط سينظر لهم بعين الريبة، بالإضافة إلى الكراهية بالتأكيد".
وأوضح الكاتب بينارد أن وولف من المعجبين بأوباما ولكنه يعتبره "جبانا" ، وتوقع الحاخام وهو في الثمانين من عمره قبل شهر من انتخاب أوباما وثلاثة أشهر من وفاته.. قائلاً: "على الرغم من أن أوباما يعرف أكثر من أي شخص عن الوضع في الشرق الأوسط، فإنه سيكون حذرًا ولن يقوم بفعل أي شيء من شأنه زعزعة المجتمع اليهودي، وأنا لا اتفق معه في ذلك، ولكن هذا ما سيحدث".
وأكد بينارد، أن وولف كان محقًا، فقد أصبح أوباما يضع ضغوطا قليلة لمنع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو من التوسع في بناء المستوطنات أقل من سلفه جورج بوش.
وعلى الرغم من عدم تغيير أوباما لسياسة أمريكا مع إسرائيل، فإن التحالف الأمريكي بدأ في التغيير، وبالنظر إلى استطلاعات الرأي خلال الحرب الفلسطينية - الإسرائيلية: يدافع غالبية الأمركيين عن الأفعال الإسرائيلية ويلقون باللوم على حماس في تصعيد أعمال العنف ، ولكن الفئة العمرية التي دعمت أوباما سابقًا على النقيض من ذلك، فهي تدين أعمال العنف من الجانب الإسرائيلي وتتعاطف مع حماس.
ونقل الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي نتيجة استطلاع للرأي أجراه مركز جالوب لاستطلاعات الرأي، جاء فيه أن الأمريكيين في عمر 65 يدعمون إسرائيل بنسبة 24 نقطة، بينما من تقل أعمارهم عن 30 عاما يعارضون إسرائيل بفارق 26 نقطة.
وبالنسبة إلى الأقليات العرقية والإثنية ، يدعم الأمريكيون البيض الحرب بنسبة 16 نقطة، ولكن ذوي البشرة السمراء يعارضون ذلك بنسبة 24 نقطة ، ووفقا لمركز بيو للأبحاث، يلقي المحافظون بنسبة 54 نقطة أكثر اللوم على حماس في القتال من إسرائيل، بينما بات موقف الليبراليين متعادلا.
واستطرد بينارد.. قائلاً: ما هي القواسم المشتركة بين الشباب والأقليات والليبراليين؟ انهم الدوائر التي قدمت الدعم الساحق لباراك أوباما ليصبح رئيسًا، وعند سؤالهم عن الثقافة والحرب والسلام، فإنهم غالبا ما يعتقدون أنهم أشبه في التفكير بنظرائهم الأوروبيين عن آبائهم وأمهاتهم وأجدادهم ، وفي عام 2013، على سبيل المثال، وجدت مؤسسة "بيو" للدراسات أن الأميركيين تحت سن 30 يصدقون الأمم المتحدة بنسبة 24 نقطة أكثر من الأمريكيين فوق سن الـ50 ، وهو أكبر فارق في السن في أي من البلدان السبعة عشر التي شملتها دراسة بيو ، ووجد استطلاع بيو 2012 أن الأمريكيين الشباب يتفوقون ب 30 نقطة عن كبارهم بالقول انه يجب على الولايات المتحدة "تجنب المواجهة العسكرية" مع ايران بدلا من "اتخاذ موقف".
ورصد بينارد، أن الأمريكيين ينمون أقل تعصبا للقومية ، وأقل تشددا ، وأقل تدينا وأقل ميلا إلى النظر في ثقافتها المسيطرة، وأنهم سينمون أقل تعاطفًا مع حكومة إسرائيلية يحددها بالضبط تلك الخصائص، وتساءل: متى سيغير ذلك من السياسة الامريكية؟.
وأجاب أنه لم يتوصل لميعاد محدد لذلك ، ولكن في كل مرة يندلع بها الصراع، خصوصًا في حالة ما استمرت إسرائيل بانتخاب حكومات معادية لدولة فلسطينية قابلة للحياة، فإن المزاج الأمريكي سيتحول تدريجيا ، وبالفعل خسرت إسرائيل جون ستيوارت، المتحدث الأكثر تأثيرًا للشباب الليبرالي في أمريكا.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي بيتر بينارد أنه في نهاية المطاف ، فإن المخاوف السياسية التي قيدت أوباما لن تقيد خلفاءه الأيديولوجيين.