رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحف الإمارات تبرز الأوضاع فى فلسطين جراء العدوان الإسرائيلي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ركزت صحف الإمارات المحلية -الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها- على الأوضاع التي يعيشها الفلسطينيون جراء العدوان، الذي يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي وخرقه للهدنة التي أعلنها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون.
فمن جانبها وتحت عنوان "فشل الهدنة والبحث عن النصر" قالت صحيفة "البيان" إن جهودا دولية نجحت في إعلان هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة في قطاع غزة لكنها لم تصمد سوى ساعات قليلة ليخرقها جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف عنيف وغارات متتالية ليسقط -خلال أقل من 3 ساعات- أكثر من 70 شهيدا فلسطينيا.
وأضافت أنه يبدو أن هذا الجنون الإسرائيلي جاء إثر فقدان الاحتلال شكل النصر في حال ثبتت التهدئة، خاصة بعد إعلان اختطاف ضابط إسرائيلي في عملية نوعية للمقاومة شرق رفح قتل خلالها عدد من الجنود الإسرائيليين.
وأشارت "البيان" إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وبان كي مون كانا قد أصدرا بيانا موحدا دعا إلى تهدئة لمدة 72 ساعة، والالتزام بوقف إطلاق النار، وقبلت بها إسرائيل وكذلك المقاومة الفلسطينية في غزة إلا أنه بعد أقل من ساعتين من سريان الهدنة جن جنون جيش الاحتلال الإسرائيلي -فيما يبدو- بعد اكتشافه اختفاء ضابط إسرائيلي خلال عملية نوعية شرق رفح لتتهم إسرائيل "حماس" بتنفيذ العملية بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ.
وأكدت الصحيفة أنه من الواضح أن إسرائيل بحاجة للتهدئة لأنها في مأزق داخلي حيث تزايدت الضغوط على الحكومة شعبيا بعد فقدان الجيش عددا كبيرا من جنوده والرعب الدائم الذي يعيشه سكان إسرائيل، إلا أن حكومة الاحتلال تريد الخروج بأي انتصار. كما أن الفلسطينيين بحاجة ماسة إلى هذه الهدنة إنسانيا لكن المقاومة نجحت في انتزاع نصر عسكري على إسرائيل في اللحظات الأخيرة قبيل بدء سريان الهدنة ما يرجح أن الهدنة هي فقط من أجل الوصول إلى تفاهمات متعددة بين الفلسطينيين أنفسهم وبين الوسطاء، وكذلك بين المحاور وتفاهمات دولية حتى يمكن في النهاية الوصول إلى تهدئات يتم التفاوض خلالها مع دولة الاحتلال من أجل الوصول إلى هدنة طويلة أو دائمة ستكون صفقة سياسية وأمنية وعسكرية وليس فقط وقف إطلاق النار.
ودعت "البيان" الفلسطينيين إلى التوافق على ألا يأخذ ذلك وقتا طويلا من أجل الحفاظ على الدم الفلسطيني الطاهر.
من ناحيتها قالت صحيفة "الخليج" في افتتاحيتها تحت عنوان "نزع الشرعية عن إسرائيل" إنها "فقط إسرائيل التي تمارس الإرهاب والعدوان والاحتلال والتطهير العرقي وترتكب المذابح وعمليات الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وتنتهك حقوق الإنسان والشرعية الدولية وتنتهج العنصرية بجميع أشكالها سلوكا يوميا ضد الشعب الفلسطيني بصورة تتجاوز سلوك أعتى الأنظمة العنصرية البائدة مثل النازية والفاشية".
وأضافت أن دولة بهذه المواصفات "دولة مارقة" بكل المقاييس تشكل وصمة عار على جبين الإنسانية وعلى الحضارة الإنسانية بكل ما تمثله من قيم بل إن وجود هذه "الدولة" يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة وممارساتها تشكل خروجا على الأسس والمبادئ التي قامت عليها المنظمة الدولية.
وأكدت أن الدول العربية مطالبة الآن بالخروج من حالة الخمول والتخاذل والمداراة والاستكانة إلى حالة الفعل بإطلاق حملة دبلوماسية واسعة باتجاه كل دول العالم والمنظمات الإقليمية والقارية لتجريم إسرائيل وخلع الشرعية عنها وطردها من الأمم المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أنه آن الأوان لخطوة في هذا الاتجاه باستخدام ما لدى الدول العربية من وسائل ضغط سياسية واقتصادية وبما لها من علاقات وصداقات، مشيرة إلى أن هذه الخطوة أصبحت عملا واجبا وضروريا نظرا لما باتت تشكله إسرائيل من خطر على أمن وسلامة المنطقة والعالم، خصوصا أنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك ترسانة من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وترفض الانضمام إلى وكالة الطاقة النووية والالتزام بتفتيش منشآتها النووية أو الانضمام إلى جهود تحويل منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من الأسلحة النووية، ما يفضح نواياها العدوانية وإبقاء هذه الأسلحة سيفا مسلطا على رقاب شعوب المنطقة وعامل تهديد دائم لأمنها وتهديدا لوجودها.
وشددت "الخليج" على أن ما ترتكبه إسرائيل حاليا ضد قطاع غزة من حرب إبادة راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء عدا التدمير الهائل في المنازل والمنشآت والمدارس والمستشفيات، يجب أن يشكل دافعا للدول العربية للخروج إلى العالم الذي بدأ يعي حقيقة إسرائيل من خلال التظاهرات التي تشهدها معظم عواصم أوروبا وآسيا وأفريقيا بل وداخل الولايات المتحدة، حتى إن دولا أمريكية لاتينية ذهبت أبعد من الدول العربية في ردود فعلها على العدوان واعتبرت إسرائيل دولة إرهابية. واعتبرتها فرصة يجب أن تستغلها الدول العربية لوضع "إسرائيل" في المكان الذي تستحقه كدولة مارقة خارجة على القانون الدولي والشرعية الدولية، خصوصا أنها ترفض منذ قيامها تنفيذ كل قرارات الشرعية الدولية وتستخف بها وبمضمونها.
وتساءلت الصحيفة في ختام افتتاحيتها "أليس هذا وحده يكفي لتحرك عربي. وبخطوة جدية يؤكد فيها العرب أنهم جزء من الصراع مع هذا الكيان المارق المتوحش.