رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد سلسلة من الانتقادات:

"سراي عابدين" و"صديق العمر".. مسلسلات تاريخية بلا "تاريخ"

 مسلسلات صديق العمر
مسلسلات صديق العمر وسراي عابدين

بعد عرض أقل من عشر حلقات في المسلسلات الرمضانية هذا العام، تعرضت بعض المسلسلات إلى هجوم عنيف من النقاد، وعزوف الكثير من المشاهدين عنها، خاصة المسلسلات التي تناقش أحداثًا تاريخية، وهما"صديق العمر" و"سرايا عابدين".

وهاجمت أسرة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مسلسل "صديق العمر"، ورأت أن هدف المسلسل تشويه صورة جمال عبد الناصر، أما مسلسل سرايا عابدين فالكثير يرى أنه بعيد كل البعد عن الواقع.

أكد طارق الشناوي، الناقد الفني، أن سرايا عابدين، وصديق العمر، بهما العديد من المشاكل سواء كان يناقش تاريخًا  قريبًا مثل "صديق العمر" أو يرصد تاريخًا معاصرًا مثل "سرايا عابدين" ، فلا هذا يمثل جمال ولا ذلك يمثل الخديوي.

وبالنسبة لمسلسل صديق العمر فاختيار جمال سليمان كان نقطة ضعف كبيرة ليس لأنه سوري، هناك كثيرون يتقنون اللهجة المصرية غير مصريين مثل هند صبري، وتيم حسن، وإنما كانت المشكلة في عدم إتقان لهجة جمال عبد الناصر، كذلك ضاع منه التعبير والإحساس بالشخصية، أما باسم سمرة فمن حسن حظه أنه تمت مقارنته بجمال سليمان فكان أقوى منه، إلا أنه كان في العام الماضي أفضل كثيرا.

وأشار إلى تواجد العديد من المغالطات أشار إليها سامي شرف، سكرتير جمال عبد الناصر، من بينها وضع هيكل في شكل من يحكم مصر حيث جعلها مسألة مهينة.

أما مسلسل سرايا عابدين فبالرغم من أن تتر المسلسل يؤكد أن القصة مستوحاة من أحداث حقيقية، إلا أن المسلسل يقفز على حقائق التاريخ، فسرايا عابدين لم تكن موجودة منذ البداية وأيضا لقب الخديو، وفقد المسلسل إحساس المصداقية من قبل المشاهد.

ومن سوء حظ المسلسل أنه قورن بالمسلسل التركي حريم السلطان منذ البداية وقبل عرضه.

من ناحيتها قالت الناقدة ماجدة موريس أن مسلسل سرايا عابدين يعتبر كما لو كان مسلسل خيالي في شكل تاريخي، فالقصة من وحي خيال المؤلف، فهو ليس تاريخًا بأحداث حقيقية، إنما الشخصيات والديكورات فقط، وقد استغل فريق العمل كلمة "تاريخي" ليحظى بإعجاب المشاهد، أما كلمة مستوحى من أحداث حقيقية فذلك يجعل المؤلف يفلت من المحاسبة.

وأكدت أن المسلسل يلبس ثوب التاريخ، لكنه غير تاريخي فهو يركز فقط على حريم الخديو وكيفية تعاملهم معه.

وأضافت ماجدة موريس أن فريق عمل مسلسل "صديق العمر" اجتهد كثيرًا، بداية من جمال سليمان، الذي خانته اللهجة، وربما يرجع ذلك بسبب تجسيده لشخصية مؤثرة جدا في مصر.

وقالت: "من الصعب أن نحكم على باسم سمرة نظرا لعدم معرفة الشعب المصري بالمشير عبد الحكيم عامر بشكل كبير، إلا أنه كان أحيانا يخرج عن الإطار، وحتى الآن يركز المسلسل أحداث انفصال مصر وسوريا بعد الوحدة، التي لم يكن في وقتها شفافية في الإعلام المصري.

أما المخرج مجدي أبو عميرة، فقال إن مسلسل سرايا عابدين تتوافر فيه عناصر الإبهار والتميز الشديد في الصورة والنص والتمثيل، فقط ينقصه الإشراف التاريخي وأن يكتب ذلك على تتر المسلسلات، ففي الماضي كانت الأعمال التاريخية تعرض على الجمعية التاريخية، وأساتذة التاريخ.

ومن ناحية التشابه بين مسلسل حريم السلطان وسرايا عادبدين، أكد أبو عميرة أنه لابد أن يكون هناك تشابه، فمعظم الأعمال المعروضة حاليا مشابهة لمسلسلات تركية ومكسيكية.

وقدم المخرج الكبير كل التقدير والاحترام للفنان السوري جمال سليمان، إلا أنه رآه بعيدًا عن شخصية عبد الناصر، حيث خانه الحظ في اختيار الشخصية، موضحًا أن سليمان أراد أن يؤدي الشخصية من منظور مختلف.

من ناحيته أكد الناقد نادر عدلي، أن المسلسلين يفقدان الدقة التاريخية، فمسلسل صديق العمر يفتقد الصدق الفني من ناحية أن الشخصيات مقلدة، وأداء كل من جمال سليمان وباسم سمرة كان غير مقنع، واختيار الشخصيات الأخرى مع الشخصيات الرئيسية كان غير موفق، كما أن إيقاع العمل لا يتفق مع الحالة الثورية التي تمر بها البلاد، واتضح التعجل في تنفيذ المسلسل، وتواجد العديد من الأخطاء به.

أما مسلسل سرايا عابدين فيمثل فترة منذ قرن ونصف من الزمان، والأحداث التاريخية به لم يهتم بها أحد، وتعد فترة الخديوي إسماعيل أهم الفترات المعاصرة التي عاشتها مصر، وإنجاز هذا الرجل لا يظهر في المسلسل، حيث إن التركيز كله منصب على علاقته بزوجاته الأربعة وجواريه، فالمسلسل قائم على النساء وعلاقات الخديوي النسائية.

وفي المسلسل متاح لكاتب السيناريو أن يستخدم خياله لما يدور داخل القصر لأن الجمهور لا يعرف ما كان يحدث وقتها.

وأضاف عدلي أن المسلسل تأثر كثيرا بالمسلسل التركي حريم السلطان، ولو أطلقنا عليه حريم عابدين سيكون معناه أدق، إلا أن وجه الاختلاف يكمن في أن سرايا عابدين أهم من حريم السلطان فنيا حيث الديكورات، وأداء الممثلين لأن الأجواء في مصر ليست مثل الأتراك.

وأكد أنه بالرغم من اختلاف الأجواء في "سرايا عابدين" ووجوده في عالم آخر بعيدا عن أكثر من 30 مسلسل، وكذلك عناصر الإبهار والتكلفة العالية التي سادت في المسلسل، إلا أنه لم ينجح في أن يقدم شيئًا تاريخيًا، فالمصريون يعرفون عن الخديوي إسماعيل أنه من فتح قناة السويس وبنى القاهرة على الطراز الأوروبي وأسس مجلس الشورى.