رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا مرحبا بسفراء الدول التى تعادى المصريين


أثناء وجودى فى دولة الكويت الشقيقة.. شاهدت بأم عينى تحركات غريبة ومريبة لسفراء بعض الدول مثل السفير الأمريكى داخل هذا المجتمع المحافظ..زى إيه مثلا؟.. على سبيل المثال لا الحصر..كنت أفاجأ أثناء تغطيتى لمؤتمرات برلمانية يقيمها المرشحون بهذا السفير ضمن الحضور!!...

.. وعندما سألت زملائى الصحفيين الكويتيين عن سبب وجوده فى مناسبات من هذا النوع؟..كانوا يجيبون على بأن «الأمريكان لابد أن يحشروا أنوفهم فى كل شىء.. وأن ما يحدث فى الكويت يحدث فى مصر وغيرها من بلداننا العربية».

أكتب عن هذه السلوكيات «المريبة» بعدما تابع جميعنا العلاقات المشبوهة للسفيرة الأمريكية السابقة «آن باترسون» مع جماعة الإخوان الإرهابية وحركات شبابية ونشطاء وثوريين وجمعيات حقوقية وأخرى نسوية مصرية و.... ثم جاءت الطامة الكبرى عندما كشفت وسائل إعلامية تورط شخصيات عامة وسياسية واجتماعية مصرية لها ثقلها هى الأخرى مع هذه الباترسون فى أعمال تضر بالأمن القومى المصرى.. وهذا ما «فضحه» د-عبد الرحيم على فى برنامجه «الصندوق الأسود» على قناة «القاهرة والناس» !!.

طيب إيه لزومه الكلام ده؟.. لأ.. ليه لزوم ونصف.. إزاى؟.. الآن تم تعيين سفيرأمريكى جديد فى القاهرة يدعى روبرت ستيفن بيكروفت- سفير واشنطن فى أرض الرافدين- وما أدراك عزيزى القارئ ما فعله المجرمون بأرض الرافدين- وذلك بعدما رفضنا تعيين المدعو روبرت فورد -كبير الدبلوماسيين الأمريكيين فى الأزمة السورية- خلفا لباترسون التى أرسلتها بلادها لتطبيق السيناريو السورى والليبى والتونسى فى مصر!!..وهنا يجب طرح السؤال التالى: هل ستتغير السياسة العدائية للادارة الأمريكية بتغير سفرائها تجاه شعبنا الذى أطاح بالنظام الإرهابى-العميل-الغادر-الخائن -المتآمر على بلاده لصالح المشروع الصهيو-أمريكى ؟!.. بالطبع لأ.. طيب إيه المطلوب من السفير الجديد الذى أتى الينا من بلد شقيق تستعر فيه الآن نيران الفتنة الطائفية ؟.

المطلوب أن تكون «واشنطن» حذرة فى التعامل مع المصريين.. وأن تكون قد استوعبت الدرس جيدا بعد ثورة الشعب الثانية فى 30 يونيو.. فالمصريون تغيروا ولم يقبلوا بعد ذلك تبعية من أحد أيا ما كان.. وده معناه ضرورة تأكيد الإدارة الامريكية على «بسم النبى حارسه وصاينه.. سى روبرت» بعدم التدخل فى الشأن المصرى الداخلى تحت أى مزاعم أو مسميات.. وأن يكون تحركاته وعلاقاته هو أو غيره من ممثلى الدول الأخرى وتحديدا .. «قطر وتركيا وإيران وإسرائيل» مع الأجهزة المصرية المعنية فقط لا غير.. أما عملاء هذه الدول من أبناء جلدتنا.. فنصيحتى لهم بأن «يتلموا بقى ويخلوا عندهم شوية من الأحمر الغامق .. ويدخلوا جحورهم ويغلقوا أبوابها على أنفسهم حتى ينفذ الله فيهم أمرا كان مفعولا».

عزيزى القارئ .. لقد سبق وكتبت عن دور «باترسون» التى أرسلتها بلادها من باكستان للقاهرة بسبب قدرتها على ادارة ملف «المتأسلمين الباكستانيين»..وقد نجحت بامتياز فى هذا الملف أيضا داخل مصر .. بدليل أنها استطاعت إفشال ثورة 25 يناير عن طريق «العملاء» المشار إليهم فى أعلى المقال.. ثم صعود الإخوان للحكم ..واستطردت آنذاك قائلا: إن الشعب المصرى بارادته يستطيع تحدى أمريكا .. .. وها قد حانت هذه اللحظة يوم 30 يونيو وأبهر العالم بثورته ودستوره واختيار رئيسه.. أخيرا..أنصح وزارة خارجيتنا وجميع أجهزتنا السيادية ألا يتركوا الحبل على الغارب لأعداء مصر يعيثون فيها فسادا.. فسياسة أمريكا ومن يسير فى ركابها واحدة وإن غيروا سفراءهم من الأسوأ إلى السيئ..مش كده ولا إيه؟!.

كاتب صحفى