رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من عبدالعزيز إلى عبدالله


فرح المصريون يوم الجمعة الماضى بزيارة خادم الحرمين الشريفين «الملك عبدالله بن عبدالعزيز» لوطنه مصر برغم مرضه ليؤكد مساندته، دعمه لمصر فالعلاقة بين مصر والسعودية متميزة لأنهما العمود الفقرى للأمة العربية وقديمة تمتد إلى سيدنا محمد الرسول المكى ــ صلى الله عليه وسلم ــ الذى تزوج من «ماريا المصرية»وأنجب منها «إبراهيم». وموقف الملك «عبدالله» ليس جديداً، بل يمتد إلى صاحب الجلالة «الملك عبدالعزيز آل سعود»، مؤسس المملكة العربية السعودية، الذى عمل جاهداً على وحدة العرب «إنى على استعداد أن أكون أنا وأسرتى كجندى بسيط أجاهد فى سبيل العرب ولتوحيد كلمتهم ولست أريد من وراء ذلك جزاءً ولا شكوراً».. ورأى «إذا اتحد المسلمون والعرب فليست هناك قوة فى مقدورها مهما اجتمعت على الانتصار علينا».

موقف «الملك عبدالله» الذى دعا لمؤتمر لمساعدة مصر ليس بجديد على السعودية فقد فعلها من قبله الأسطورة «الملك فيصل» «من الرجال القلائل الذين يندر وجودهم» كما وصفته إحدى الصحف الأجنبية، وصفه «السادات» بأنه بطل العبور، وأنه سيحتل الصفحات الأولى من تاريخ جهاد العرب، «فتح خزائن بلاده للدول المحاربة نأخذ منها ما تشاء لمعركة العبور والكرامة، بل إنه قد أصدر أوامره إلى ثلاثة من أكبر بنوك العالم بأنه من حق مصر أن تسحب ما تشاء وبلا حدود للمعركة».. كتب «كيسنجر» فى مذكراته يصف مقابلته «للملك فيصل» محاولاً إثناءه عن وقف ضخ البترول فى 73. «أردت أن أبدأ الحديث بمداعبته لما رأيته متجهماً، قائلا: «إن طائرتى تقف هامدة فى المطار بسبب نفاد الوقود فهل تأمرون جلالتكم بتموينها وأنا مستعد للدفع»، فلم يبتسم الملك بل رفع رأسه نحوى وقال: «أنا رجل طاعن فى السن وأمنيتى أن أصلى ركعتين فى المسجد الأقصى قبل أن أموت فهل تساعدنى على تحقيق هذه الأمنية؟».

موقف «الملك عبد الله» القوى المتفائل بأن مصر ستستعيد عافيتها ويحذر من التدخل فى شئونها الداخلية ويقف موقفاً وطنياً ضد تدخل أمريكا وضغوطها يذكرنا ذلك بالملك فيصل الذى واجه أمريكا، قائلاً: «نحن مستعدون أن نعود للخيام ونستغنى عن البترول إذا استمر الأقوياء وأنتم فى طليعتهم فى مساعدة عدونا علينا».

وقوف مصر والسعودية معاً ضد الإرهاب ليس بجديد عليهما فقد استدعى «الملك فهد» أول من استخدم «خادم الحرمين» بدلا من صاحب الجلالة فى عام 79 القوات المسلحة المصرية لمساندته فى صد قبائل التكفير والهجرة التى هاجمت الحرم المكى. على خادم الحرمين الملك «عبدالله» ودول الخليج أن يتحدوا مع مصر لبناء جيش عربى موحد حتى نحمى وطننا، أمننا القومى ومن التدخل فى شئوننا الداخلية والوقوف ضد مخططات أمريكا، إسرائيل، قطر، تركيا، إيران، لأن انقسامنا هو سبب ضعفنا