رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

د. صبحى عسيلة: مصر الطرف الوحيد الذى لم يتاجر بالقضية الفلسطينية

الدكتور صبحى عسيلة
الدكتور صبحى عسيلة

- قال إن الرئيس السيسى يتبنى موقف التهدئة الشاملة فى إطار مشروع أشمل للتسوية السياسية 

- «القاهرة الإخبارية» الوسيط الإعلامى الذى يعكس رؤية القاهرة فى دعم القضية الفلسطينية

- لولا القنوات الجديدة لاستطاعت إسرائيل بث أكاذيبها عن منع مصر دخول المساعدات لغزة

- تل أبيب بالغت فى الحديث عن «طوفان الأقصى» لتصور للعالم أن اليهود أمام «محرقة جديدة» 

- نتنياهو أعاد القضية الفلسطينية إلى ما قبل 75 عامًا وروّج للحرب الحالية بأنها دينية

قال الدكتور صبحى عسيلة، رئيس تحرير مجلة «مختارات إسرائيلية» الخبير فى مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، إن الدعم الأهم الذى قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل فى حربها ضد غزة هو الدعم الإعلامى والسياسى للرواية الإسرائيلية عن أحداث السابع من أكتوبر، خاصة أن الإعلام الغربى كله يتبع الإعلام الأمريكى فى توجهاته، مشيرًا إلى أن الرأى العام العالمى فطن مؤخرًا إلى ما تحمله السردية الإسرائيلية من أكاذيب، ما تسبب فى خروج المظاهرات بالشوارع والجامعات.

وأوضح «عسيلة»، خلال حديثه لبرنامج «الشاهد»، الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد الباز، على فضائية «إكسترا نيوز»، أن قناة «القاهرة الإخبارية» كانت خطوة طال انتظارها للتعبير عن الرؤية المصرية للأحداث، مشيدًا بالدور الذى لعبته القناة والإعلام المصرى ككل فى تغطية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بعدما استطاع أن يكون صوت غزة فى وقت التعتيم الإعلامى على الأوضاع داخل القطاع.

■ الإعلام فى زمن الحرب والصراع، وتحديدًا فى الحرب الروسية الأوكرانية والحرب الإسرائيلية على غزة، هل هو جانٍ أم مجنى عليه؟

- فى الحقيقة الإعلام ينقل ما يحدث، ففى بعض الأحيان يكون جانيًا وفى البعض الآخر يكون مجنيًا عليه، والمشكلة هى فى تضخيم ما يحدث، فالتضخيم أو التركيز على مشهد ما، من خلال إعطاء أحداث ما وقتًا ومساحة، وهذه الحالة تعرف فى الإعلام بـ«التقطير للقضية»، من خلال التركيز على بعض المشاهد فقط، ففى الأزمات والحروب دائمًا ما تكون هناك مئات القصص، والسؤال هنا هو على ماذا يركز الإعلام؟ وفى وقت تدار فيه الحروب على شاشات التليفزيون نجد الإعلام جانيًا، بسبب الانحياز المفرط لمشهد ما.

وأحيانًا يكون الإعلام هو المجنى عليه، لأن الكثير من الأطراف يحملونه مسئولية تغيير الحقيقة، أو خلق حقيقة أخرى مختلفة، لكن لا بد للإعلام أن يعرض الحقيقة دون تضخيم، أو تسليط الضوء على صورة معينة.

■ برأيك.. هل ضخمت إسرائيل مشهد السابع من أكتوبر إعلاميًا؟

- أحداث السابع من أكتوبر شهدت مبالغة غير مسبوقة من إسرائيل، سواء فى الأحداث نفسها أو فى الأرقام، وصدروا المشهد للشارع الإسرائيلى بأن جيشهم قد هُزم، وأن ما حدث إهانة للجيش الذى لا يُقهر.

وحركة «حماس» ارتكبت أخطاء عند تصوير عدد من المشاهد لعملية «طوفان الأقصى»، وعمل الإعلام الإسرائيلى والدولى على فبركة بعض الأمور، مثل قتل «حماس» الأطفال واغتصاب النساء، وغيرهما من الاتهامات التى روجت لها الحكومة الإسرائيلية.

■ ماذا قدمت الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل على المستوى الإعلامى؟

- الرأى العام العالمى لا يتعامل مع المشاهد التى صدرتها «حماس» خلال عملية «طوفان الأقصى»، وكان الدعم الأهم الذى قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل بعد أحداث السابع من أكتوبر هو الغطاء السياسى الإعلامى غير المسبوق لكل الروايات الإسرائيلية عن وحشية حركة «حماس».

ولعل أشهر هذه الروايات عندما صرح رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، بأن «حماس» هى التى قصفت مستشفى المعمدانى، وعلى الفور سخرت أمريكا إعلامها لتعزيز هذه الفكرة.

كما حاول «نتنياهو» الربط بين «حماس» والإرهاب، ثم بعد ذلك تحدث عنها كأنها «داعش»، سعيًا لكسب الدعم الغربى من جديد، بعد فشل رواياته حول قتل الأطفال الإسرائيليين على يد الحركة.

وفى الحقيقة، فإن الإعلام الغربى تابع لوسائل الإعلام الإمريكية، وأسهم بشكل كبير فى تعزيز وتأكيد روايات إسرائيل، لكن الشعوب فطنت لهذا الأمر، ما أفشل الرواية الإسرائيلية.

■ برأيك.. هل سيطر «نتنياهو» على عقل المواطن الغربى والأمريكى برواياته عن الأحداث؟

- العقل الغربى فى مضمونه لا يفهم العمليات الانتحارية التى تقوم بها المقاومة الفلسطينية، وهذا ما استغله «نتنياهو» بشكل جيد، كما أن إسرائيل استخدمت «السوشيال ميديا» للترويج لأفكارها وأهدافها، وضمان تسيد الرواية الإسرائيلية، وأن ما يتعرضون له هو حرب وجودية تهدد كيان الدولة الإسرائيلية واليهود.

و«نتنياهو» أعاد القضية إلى ما قبل ٧٥ عامًا، عندما صور الحرب الحالية بأنها حرب دينية، استخدم فيها آيات من التوارة، وأرسل صورًا للرأى العام العالمى تزعم أن اليهود يواجهون محرقة جديدة فى العصر الحالى، كما أنه عمل على تنمية مخاوف الإسرائيليين، وتصدير فكرة أن الفلسطينى يهدد وجودهم على الأرض، مستغلًا فكرة أن اليهود يتحكمون فى الإعلام بالولايات المتحدة، خاصة أن «نتنياهو» يعد أمريكيًا أكثر منه إسرائيليًا.

■ كيف ترى الموقف المصرى من الحرب الإسرائيلية على القطاع؟

- الإعلام المصرى قدم الأمور بشكل مهنى بحت، بل أسهم فى التوعية بحقيقة القضية، خاصة أن مصر تحمل القضية الفلسطينية على كتفيها بكل ما أوتيت من قوة، ويعلم الفلسطينيون أن مصر هى الطرف الوحيد الذى لم يتاجر، ولم يقايض عليها، وبناء عليه، يسلمون لمصر فيما تفعله، بمن فيهم «حماس» و«الجهاد الإسلامى».

وكل الفترات التى شهدت تراجعًا فى القضية كانت بسبب عودة الفصائل الفلسطينية لدول أخرى غير مصر، أو العمل وفق اعتبارات أخرى بعيدة عن الموقف المصرى، وهذا مثلًا ما سبب الانقسام فى فلسطين بين «حماس» و«فتح»، وغزة والضفة.

ومصر دائمًا ما تتبنى وجهة نظر واضحة فى تسوية هذا الصراع، تقوم على تكوين طرف فلسطينى واحد قوى، وتدفع نحو المصالحة الفلسطينية، بالإضافة إلى أنها لا تتصرف نيابة عن الفلسطينيين، بل تدعم ما يتفقون عليه، دون أن تفرض تصورًا أو توجهًا معينًا، بل تطرح رؤيتها وتقول إنه لا مفر من حل الدولتين.

فى المقابل، تعمل إسرائيل على إحداث الانشقاق بين الفلسطينيين، والمعارضة الإسرائيلية نفسها حمّلت «نتنياهو» مسئولية تقوية حركة «حماس»، وتغذية الانقسام الفلسطينى، حتى يقول للأمريكان إنه لا يوجد طرف فلسطينى للحديث معه، فى الوقت الذى كان يُدخل فيه الأموال إلى «حماس»، حتى إنه كان يتفاخر بأنه الوحيد الذى وقف ضد حلم الدولة الفلسطينية.

لذا فإن مصر، عندما حدث هذا الانفجار، استطاعت أن تقود جهود التهدئة طوال الوقت، وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى يتحدث دائمًا عن تهدئة شاملة لا وقتية، فى إطار مشروع أشمل للتسوية السياسية وحل القضية، وكان الجميع يستغرب ذلك منه فى البداية، خاصة عندما نظمت مصر مؤتمرًا دوليًا للسلام بعد أسبوعين فقط من عملية «طوفان الأقصى»، وهذا يدل على أن مصر مصممة على أن تسود فكرة الحل السياسى.

وعندما غضبت مصر من بعض الفصائل، وهذا حدث كثيرًا، لم يؤثر هذا الغضب على موقفها من القضية الفلسطينية، وهذا من عظمة الدولة المصرية.

■ كيف صححت منصة «القاهرة الإخبارية» ما يتم نشره من أخطاء عن المواقف المصرية؟

- «القاهرة الإخبارية» هى خطوة طال انتظارها، والجميع كان يحتاج إليها، لأن دولة بحجم وتأثير مصر لا بد أن يكون لها صوت إقليمى معتبر، لأن الإعلام يستخدم سياسيًا، وكثير من المنصات، سواء كانت إقليمية أو دولية، تنفذ أجندة معينة لصالح صاحب القناة، وهذا شىء منطقى ومعروف.

وبعض القنوات فى فترات معينة كانت تقود حملات على مصر، وبعضها كان يروج لرؤيته فقط دون التعرض لرؤية مصر، التى تاهت وسط حزمة من القنوات الإقليمية والدولية الناطقة بالعربية، أو التى تستهدف المواطن العربى، وفى القلب منه المواطن المصرى، لأن مصر، مثلما هى سوق اقتصادية كبيرة، فهى أيضًا سوق كبيرة إعلاميًا وإخباريًا.

لهذا، كانت مصر بحاجة لقناة قادرة على حمل الرؤية المصرية، خاصة فى القضية الفلسطينية بالتحديد، لأن مصر تحمل القضية على كتفيها، وتسخر كل أدواتها السياسية وأجهزتها الأمنية والدبلوماسية لخدمتها طيلة عقود، فهى القضية الأهم والأبرز التى استحوذت على موارد السياسة الخارجية المصرية، دفاعًا عن حق الفلسطينيين، ودفاعًا عن أمن واستقرار المنطقة، الذى يعد ضرورة لمشروع مصر التنموى الكبير، لأن من مصالح مصر أن تكون حدودها مؤمنة وليست مشتعلة.

و«القاهرة الإخبارية» تعكس حقيقة وطبيعة ما يدور فى الجوانب السياسية، وتظهر حجم الدعم غير العادى الموجه للقضية الفلسطينية، حتى إنها أصبحت جزءًا من الحكاية والرواية المصرية، التى قصرنا عبر عقود فى صياغتها، حتى أصبحت أجيال متعددة تأخذ تاريخها من روايات إخوانية تقوم على التشكيك المستمر فى دور الدولة.

وقد كانت مصر تحتاج الوسيط الإعلامى الذى يعكس ما يدور فيها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وهذا الوسيط تمثل فى «القاهرة الإخبارية»، التى توضح ملفات كثيرة، لا تتعلق بالقضية الفلسطينية فقط، كما أنها تدافع عن الدور المصرى الكبير، الذى هو مجال للاستهداف غير العادى من إسرائيل وقوى أخرى فى المنطقة، خاصة أثناء الحرب الأخيرة على قطاع غزة، مع التشكيك والطعن فيه، خاصة أن مصر كلما رفضت الموقف المتوافق مع الرؤية الإسرائيلية زادت الضغوط عليها سياسيًا واقتصاديًا، مع استغلال هذا الضغط.

لذا، كان لا بد من منصة للدفاع وتصدير الرؤية الصحيحة للمواطنين، بعيدًا عن الشائعات التى تخرج فى الصحف الأوروبية والأمريكية، وهنا تمثل دور «القاهرة الإخبارية» المهم، الذى يمكن تلخيصه فى مقولة «من غزة.. هنا القاهرة»، لأنها أصبحت صوت غزة والفلسطينيين وقت ظلل التعتيم الإعلامى على الأوضاع فى القطاع.

■ كيف رصدت التحولات فى الرأى العام العالمى بخصوص حرب غزة؟

- المجازر الإسرائيلية والصور اللا إنسانية التى تصلنا من قطاع غزة غيرت الكثير من الرأى العام الدولى، سواء فى الشوارع أو الجامعات، وأصبح هناك رأى عام دولى يتبنى القضية بشكل إنسانى، وهذا يضغط على القادة الغربيين، لكن هذا التغير لم يصل لدرجة ١٠٠٪.

أما الرأى العام العربى، فقد حدثت عندنا مظاهرات ومقاطعة لبعض المنتجات، وتم إحياء صورة إسرائيل باعتبارها العدو.

أما مصريًا، فقد كان هناك لقاء لأحد المسئولين الإسرائيليين على إحدى القنوات وكان منفعلًا جدًا بسبب رد الفعل المصرى على الحرب الإسرائيلية على غزة، خاصة أن هناك معاهدة سلام، متناسيًا أن المصريين يرون أن إسرائيل هى العدو، وأنها لا يمكن أن تكون طرفًا فى معاهدة سلام، وأن هذا التصور كأنه جين تحت جلد المصريين، يتراجع دوره أحيانًا ثم سرعان ما ينشط عند اللزوم.

لهذا كتبت ذات مرة أن إسرائيل هى من تفجر طاقة العداء الموجودة لدى الرأى العام والشارع المصرى من خلال ممارساتها، والأمريكان أيضًا يسيرون على نفس النهج، وكأنهم يستجدون عداءنا، لدرجة أن المصريين يفكرون أحيانًا أن الشيطان لو حارب إسرائيل فعليهم أن ينتصروا له، ليس حبًا فى الشيطان، ولكن كرهًا فى إسرائيل.

وهذا يعود لرحلة اقتناص المكان، التى خاضتها إسرائيل عبر ٧٥ عامًا، عبر القوة المسلحة والتآمر الدولى خلافًا للدول الطبيعية، وتصرفها وكأنها تريد أن تكون دولة منبوذة وغير طبيعية طوال الوقت، فنحن لا نستطيع التعايش معها، ولا أن نأمنها، وهذا يفسر الشكوك الدائمة تجاه الطرف الإسرائيلى، الذى لا يبغى السلام، لأن مشكلة إسرائيل طيلة الوقت هى فى غياب الشرعية الأخلاقية لها كدولة محترمة، وأنه لا يمكن الوثوق بها، أو التعامل معها دون الشعور بالعيب والعار.

وبالمناسبة، فإن الرأى العام داخل إسرائيل، ومنذ عام ٢٠٠٠، ينجرف نحو اليمين كما لم ينجرف من قبل، وهو ما يفسر وجود «نتنياهو» فى رئاسة الحكومة، ومن قبله آرييل شارون، حتى إن حزب «العمل»، الذى قامت عليه إسرائيل تاريخيًا، لم يعد موجودًا، واندثر ومعه اليسار تقريبًا، ولا توجد حاليًا حركة «السلام الآن»، حتى وصلنا للنسخة الأكثر قبحًا، والمتمثلة فى اليمين المتطرف، وهذا ما يفسر التصريحات العدائية للحكومة الإسرائيلية، التى تعتبر الفلسطينيين حيوانات بشرية، وهى ألفاظ فى قمة العنصرية.

وكذلك لا يمكن نسيان تصريحات أحد الوزراء حول ضرب الفلسطينيين بالنووى، التى أثارت الغضب فى إسرائيل، ليس انتصارًا للإنسانية، بل لأنه أول اعتراف منهم بامتلاك إسرائيل السلاح النووى، وهو ما يهدد الأمن القومى الإسرائيلى.

وليس من قبيل الصدفة أنه فى الوقت الذى يتراجع فيه اليسار الإسرائيلى لصالح اليمين، تتراجع أيضًا حركة «فتح» الفلسطينية، بينما يعلو صوت الجهاد والمقاومة المسلحة، بل وتبنى إطار «المقاومة للمقاومة».

وإذا سألت أحدًا فى «حماس» عن توقعاته بشأن رد الفعل الإسرائيلى عن أحداث ٧ أكتوبر فإنه لن يستطيع الرد عليك، فهناك سوء تقدير من حركة «حماس» لرد الفعل الإسرائيلى، والثمن الذى دفعه سكان قطاع غزة، والقضية الفلسطينية نفسها، التى لم تكن معرضة طيلة ٧٥ عامًا للإبادة مثلما هى معرضة الآن.

وهذا يفسر الموقف المصرى، الذى صاغه الرئيس السيسى صياغة فائقة بقوله: «لا لتهجير الفلسطينيين، ولا لتصفية القضية الفلسطينية، ولا للمساس بالأمن القومى لمصر».

■ هل كان المشهد سيختلف بغياب «القاهرة الإخبارية»؟

- تقديم مادة إعلامية بصوتك يجعل من يستقبلها يتكلم لغتك، ويتعلمها أيضًا، لفهم ما تبثه من رسائل إعلامية، وهذا ما يفسر بدايات قناة «الجزيرة»، التى كانت تفتح الشاشات طوال الوقت، ما تسبب فى تراجع متابعات ومشاهدات قنوات مثل «سى إن إن».

و«القاهرة الإخبارية» تنقل أخبارًا عن مصر من مصادر حصرية، سواء من رفح أو غزة أو غيرهما، ولولاها لاستطاعت إسرائيل بث أكاذيبها حول منع مصر دخول المساعدات، وذلك لأن القناة موجودة على معبر رفح على مدار الساعة، وترصد الصورة بكل تفاصيلها، ولو أنها كانت غير موجودة لأصبحت روايتها منقوصة وغير مكتملة، أو حتى غير حقيقية، ولاستطاعت إسرائيل بث أكاذيبها كما يحلو لها.

وهذه القناة أكملت المشهد الإعلامى لتغطية المجتمع المصرى الثرى والغنى بقضاياه الاجتماعية والسياسية، وهذا ما يفسر الاهتمام الإعلامى بمصر دائمًا، لأن موضوعاتها تعد كنزًا للإعلاميين.

وأتذكر ذات مرة أن إعلاميًا عربيًا قال لى: «أنا باتعب عشان أعمل موضوع عن بلدى، لكن لما آجى مصر وأبص من البلكونة باعمل موضوع».

وهذه هى مصر، وهذا هو قدرها، لأنها فعلًا سوق ضخمة للإعلاميين، وكل هذا كان يستفيد منه آخرون قبل ولادة «القاهرة الإخبارية»، والقنوات المصرية على شاكلتها، مثل «إكسترا نيوز».

ومؤخرًا، استطاعت مصر بأدواتها المختلفة، من خلال الإعلام والدراما والسينما، أن ترسخ السردية المصرية، مثلما حدث مثلًا فى مسلسل «مليحة»، الذى تم عرضه فى شهر رمضان الماضى.