رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى عيد الصعود

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى عيد الصعود.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: في صلاته الكهنوتيّة الكبرى، طلبَ مخلِّصُنا أن نكون معه حيث هو وأن نتأمَّل مجدَه. هو يحبُّنا كما يحبُّه الآب ويرغب في إعطائنا كلّ ما أعطاه الآب إيّاه. هو يريدُ أن يعطينا المجدَ الذي أخذَه من أبيه وأن يجعلَنا كلُّنا واحدًا. لا يريدُنا أن نكون مجرّد جماعة، بل أن نشكِّلَ وحدةً كاملةً ونكون مجتمعين من خلال ألوهيَّتِه في مجد الملكوت، لا بالذوبان في جوهرٍ واحدٍ، بل بالكمال وهو قمّة الفضائل. هذا ما أعلنَه الرّب يسوع المسيح حين قال: "فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِداً". هكذا، حين نصبحُ كاملين بفضل الحكمة والتعقُل والعدالة والتقوى وفضائل المسيح كلِّها، سنتمكّن من الاتّحاد بالنور السرمدي لأُلوهية الآب، متحوِّلينَ إلى نور من خلال اتّحادِنا به، وإلى أبناء حقيقيّين لله من خلال اتّحادِنا بابنِه الوحيد الذي يُشركُنا بعظمة ألوهيَّتِه.

وبهذه الطريقة، نصبحُ جميعُنا واحدًا مع الآب والابن. وكما أعلنَ أنّه والآب واحد: "أنا والآبُ واحِد"، فإنّه يصلّي أيضًا كي نشاركَ مثلَه في الوحدةِ ذاتِها... لا وحدة الجوهر التي يشتركُ بها مع الآب، بل الوحدة الّتي توصف كالتالي: كما أنّ الآب قد أشرَكَه بمجدِه، فهو بدورِه يُشارك أولئك الذين يحبُّهم بمجدِه بالطريقةِ نفسِها.

ألم يَقلْ المسيح بنفسه: "إنَّ مَلكوتَ اللهِ بَينَكم"؟ إذًا فإنّ الحياة الأبديّة تبدأ الآن... أرجوكم يا إخوتي، كونوا برهانًا لذلك! إذا أساءَ إليكم أحدُهم، إذا أهانَكم، أخذَ منكم ما هو لكم أو حتّى إذا كان مُضطهِدًا للكنيسة المقدّسة، صلّوا لله وقولوا: "يا ربّ، نحن جميعًا خلائقُكَ، أشفِقْ على عبيدَكَ وقُدْ قلوبَهم إلى التوبة". حينئذٍ، ستشعرُ بالنعمة في روحِكَ. في البدء عليكَ بالتأكيد أن تقومَ بجهدٍ لتحبَّ أعداءَكَ؛ لكن حين يرى الربّ إرادتَكَ الحسنة، يساعدُكَ في كلّ شيء والخبرة نفسها تدلُّكَ على الطريق. أمّا ذاك الذي يُضمِرُ الشرَّ لأعدائه، فهو لا يستطيع إملاك الحبّ ولا معرفة الله.

لا تَكنْ عنيفًا مع أخاك أبدًا؛ لا تَحكمْ عليه أبدًا؛ أقنِعهُ باللطف والمحبّة. الكبرياء والقساوة تلغيان السَّلام. إذًا، يجب أن تحبّ ذاك الذي لا يحبُّكَ وأن تُصلّي من أجله؛ هكذا لا يتعكّر السّلام أبدًا.