رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى مار أدّاي من الاثنين والسبعين رسول

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى مار أدّاي من الاثنين والسبعين رسول ويرى البعض أن كلمة "آداي" من الناحية اللغوية تقابل تداوس بحسب التقليد السرياني. آداي هذا هو أحد السبعين رسولاً، بعثه القديس توما إلى الرها ليشفي الملك أبجر الخامس ويكرز له كوعد السيد المسيح له. قيل أن آداي وتلميذه ماري كانا حاضرين يوم الخمسين، وأن توما إذ أرسل آداي للملك أبجر آمن الأخير ومعه جموع من شعبه، كما آمن على يديه صانع المجوهرات الملكي "أجاي" الذي صار أسقفًا كخلف لآداي، وأيضًا آمن باليت الذي سامه كاهنًا قبيل نياحته مباشرة.

 وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها انه في أورشليم، صاحت الحشود: "هوشعنا في الأعالي. مباركٌ الآتي باسم الربّ، ملك إسرائيل". أنّه لحسن أن نقول "الآتي"، لأنّه يأتي باستمرار ولا يتركنا أبدًا: "الرَّبّ قَريبٌ مِن جَميعِ الَّذينَ يَدْعونَه مِن جَميعِ الَّذينَ بِالحَقِّ يَدْعونَه. تباركَ الآتي باسم الربّ". الملك الطيّب والمسالم يقف على بابنا... الجنود هنا في الأسفل، والملائكة في السماء، والبشر والخالدون... كانوا يصرخون: "مباركٌ الآتي باسم الربّ، ملك اسرائيل". لكنّ الفرّيسيّين وقفوا جانبًا، وكان الكهنة غاضبين. كانت تلك الأصوات التي تنشد حمد الله تدوّي بدون توقف: الخليقة كلّها كانت مبتهجة...

لهذا السبب، في هذا اليوم، قام بعض اليونانيّين المندفعين بعد سماع تلك الأناشيد الرائعة لتكريم الله بحماسة، بالاقتراب من الرسول الذي يدعى فيلِبُّس وقالوا له: "يا سَيِّد، نُريدُ أَن نَرى يسوع". انظروا، إنّ الحشد كلّه لعب دور البشير وحثّ اليونانيّين على الارتداد. على الفور، توجّه هؤلاء إلى تلاميذ الرّب يسوع المسيح: " نُريدُ أَن نَرى يسوع". هؤلاء الوثنيّون تشبّهوا بزكا، لكنّهم لم يصعدوا على الجميزة، بل سارعوا إلى الارتفاع نحو معرفة الله. "نُريدُ أَن نَرى يسوع": لا لتأمّل وجهه، بل لحمل صليبه. لأنّ الرّب يسوع رأى رغبتهم وأعلن بصراحة لأولئك الذين كانوا هناك: "السَّاعَةُ الَّتي فيها يُمَجَّدُ ابنُ الإِنسان"، معتبرًا أنّ ارتداد الوثنيّين هو هذا المجد.

وأطلق على الصليب اسم "المجد". لأنّه من ذلك اليوم حتّى يومنا هذا، يتمجّدَ الصليب؛ فبالفعل، هذا الصليب هو الذي لا يزال يكرّس الملوك، ويزيّن الكهنة، ويحرس العذارى، ويعضد الزاهدين، ويشدّ الروابط بين الزوجين ويقوّي الأرامل. الصليب هو الذي يمنح الكنيسة الخصوبة، وينير الشعوب، ويحافظ على الصحراء ويفتتح الجنّة.