رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الذكاء الاصطناعى يشعل سباق التسلح بين الصين والولايات المتحدة

مقاتلات إف 16 الأمريكية
مقاتلات إف 16 الأمريكية

كشفت تقارير أمريكية عن استعانة الولايات المتحدة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتحقيق التفوق العسكري على الصين، في ظل تصاعد التوتر بين البلدين.

وحسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، تهدف الولايات المتحدة إلى البقاء متقدمة على الصين في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليق الطائرات المقاتلة، والتنقل دون استخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، مشيرة إلى اشتباك طائرتين مقاتلتين تابعتين للقوات الجوية الأمريكية مؤخرًا في معركة جوية في كاليفورنيا، وتم استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه المناورة.

الذكاء الاصطناعى يشعل سباق التسلح بين واشنطن وبكين

وتتنافس الولايات المتحدة مع الصين للبقاء في الصدارة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي واستخدامه في أنظمة الأسلحة، وقد أدى التركيز على الذكاء الاصطناعي إلى توليد قلق عام من أن الحروب المستقبلية سوف تخوضها آلات تختار الأهداف وتضربها دون تدخل بشري مباشر.

وأوضح الأدميرال كريستوفر جرادي، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة: "أدرك كلانا أن هذا سيكون عنصرًا حاسمًا للغاية في ساحة المعركة المستقبلية، حيث تعمل الصين على ذلك بنفس القدر من الجدية الذي نبذله"، مشيرًا إلى أن ما يجري هو سباق بالفعل بين البلدين.

وأشارت الوكالة الأمريكية إلى مراحل تطور استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الجيش الأمريكي منذ عقود حتى عام 2012، حينما اتخذ الذكاء الاصطناعي خطوة كبيرة إلى الأمام عندما مكّن الجمع بين البيانات الضخمة وقدرة الحوسبة المتقدمة أجهزة الكمبيوتر من البدء في تحليل المعلومات وكتابة القواعد التي تضعها بنفسها، وهذا ما أطلق عليه الخبراء اسم "الانفجار الكبير" للذكاء الاصطناعي.

ووفق هذا التطور باتت البيانات الجديدة التي أنشأها الكمبيوتر الذي يكتب القواعد هي الذكاء الاصطناعي ذاتها، كما يمكن برمجة الأنظمة للعمل بشكل مستقل عن الاستنتاجات التي تم التوصل إليها من القواعد المكتوبة آليًا، وهو شكل من أشكال الاستقلالية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

عسكرة الذكاء الاصطناعى

ولفتت الوكالة الأمريكية إلى أن وزير القوات الجوية، فرانك كيندال، أشرف على تطور جديد هذا الشهر عندما طار على متن طائرة "فيستا"، وهي أول طائرة مقاتلة من طراز F-16 يتم التحكم فيها بواسطة الذكاء الاصطناعي، في تدريب قتالي فوق قاعدة إدواردز الجوية في كاليفورنيا.

وفي حين أن هذه الطائرة هي العلامة الأكثر وضوحًا على أعمال الذكاء الاصطناعي الجارية، إلّا أن هناك المئات من مشاريع الذكاء الاصطناعي الجارية من قبل البنتاجون.

وفي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، عمل أعضاء الخدمة على مسح آلاف الساعات من المحادثات التجريبية المسجلة لإنشاء مجموعة بيانات من طوفان الرسائل المتبادلة بين الطواقم ومراكز العمليات الجوية أثناء الرحلات الجوية، حتى يتمكن الذكاء الاصطناعي من معرفة الفرق بين الرسائل المهمة مثل إغلاق المدرج أو الثرثرة العادية في قمرة القيادة، فكان الهدف هو جعل الذكاء الاصطناعي يتعرف على الرسائل المهمة التي يجب رفعها لضمان رؤيتها بشكل أسرع من قبل وحدات التحكم.

وفي مشروع مهم آخر، يعمل الجيش على بديل للذكاء الاصطناعي للملاحة المعتمدة على الأقمار الصناعية لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

ونوهت الوكالة بأنه في الحرب المستقبلية من المحتمل أن يتم ضرب أو التدخل في الأقمار الصناعية ذات القيمة العالية لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وقد يؤدي فقدان نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) إلى إعاقة أنظمة الاتصالات والملاحة والأنظمة المصرفية الأمريكية، ويجعل أسطول الطائرات والسفن الحربية التابع للجيش الأمريكي أقل قدرة على تنسيق الرد.

لذا، أطلقت القوات الجوية في العام الماضي برنامجًا للذكاء الاصطناعي تم تحميله على جهاز كمبيوتر محمول، تم تثبيته على أرضية طائرة شحن عسكرية من طراز C-17؛ للعمل على حل بديل باستخدام المجالات المغناطيسية للأرض.

لكن السلامة لا تزال مصدر قلق بالغ، فقد أكد المسئولون أن الطريقة الأكثر أهمية لأخذ السلامة في الاعتبار هي التحكم في البيانات التي يتم إعادة إدخالها في جهاز المحاكاة ليتعلم منها الذكاء الاصطناعي. 

وأوضحت "أسوشيتد برس" أنه في حالة الطائرات المقاتلة يتم التأكد من أن البيانات تعكس الطيران الآمن، حيث تأمل القوات الجوية الأمريكية أن تكون نسخة من الذكاء الاصطناعي التي سيتم تطويرها بمثابة الدماغ لأسطول مكون من 1000 طائرة حربية دون طيار، قيد التطوير، تتولاها شركتا جنرال أتوميكس وأندوريل.