رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا اختار الرئيس الصينى زيارة فرنسا وصربيا والمجر فى جولته الأوروبية؟ (خاص)

الصحفية الصينية سعاد
الصحفية الصينية سعاد ياي شين

قال الصحفية الصينية سعاد ياي شين هوا إن الرئيس الصيني شي جين بينغ يجري زيارة إلى كل من فرنسا وصربيا والمجر خلال الفترة ما بين 5 و10 مايو الجاري، تلبية لدعوة كل من رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، ورئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش، ورئيس المجر تاماس سوليوك ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.

 

العلاقات بين الصين وفرنسا وصربيا والمجر

وأضافت الصحفية الصينية في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن الجولة الأوروبية تعتبر الأولى التي يقوم بها الرئيس الصيني شي منذ خمس سنوات، مشيرة إلى أنه لا شك أن جولة الرئيس الصيني تحمل أهمية كبيرة في دفع التنمية الشاملة للعلاقات بين الصين وفرنسا وصربيا والمجر، وكذلك العلاقة بين الصين والاتحاد الأوروبي، وضخ حيوية جديدة لسلام وتنمية العالم.

وتابعت سعاد ياي شين أن فرنسا وصربيا والمجر من الدول التي أقامت شراكة استراتيجية شاملة مع الصين، لافتة إلى أن الدول الثلاث التي زارها الرئيس الصيني شي في جولته الأوروبية تشترك في شيء واحد: كلها للشركاء الاستراتيجيين الشاملين للصين.

إقامة شراكة استراتيجية شاملة بين الصين وفرنسا 

وأشارت إلى أن فرنسا أقامت شراكة استراتيجية شاملة مع الصين عندما قام الرئيس شي جين بينغ بزيارتها في مارس 2014، وكانت أول دولة في الغرب تقيم شراكة استراتيجية شاملة وتطلق حوارًا استراتيجيًا مؤسسيًا مع بكين، موضحة أنه خلال السنوات الأخيرة، شهد التعاون بين البلدين تعمقًا مستمرًا في مجالات الطيران والاستخدام المدني للطاقة النووية ومواجهة تغير المناخ وغيرها من المجالات المختلفة.

وأوضحت أنه في الوقت الحالي، تعد فرنسا ثالث أكبر شريك تجاري وثالث أكبر مصدر للاستثمار الفعلي للصين في الاتحاد الأوروبي، وبكين هي أكبر شريك تجاري لباريس في آسيا. وفي الفترة من يناير إلى فبراير الماضيين، ازداد الاستثمار الفرنسي المباشر في الصين بنسبة 585.8% مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق، كما تمت إقامة شراكة استراتيجية بين الصين وصربيا عام 2009 وشراكة استراتيجية شاملة بينهما عام 2016، مما جعل صربيا أول دولة تقيم شراكة استراتيجية وشراكة استراتيجية شاملة مع الصين في وسط وشرق أوروبا.

وتابعت: خلال السنوات الأخيرة، تعاونت الصين وصربيا في البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، وحقق التعاون بينهما نتائج مثمرة. وكان أول جسر وأول طريق سريع بنتهما الشركات الصينية في أوروبا موجودين في صربيا وتبادل البلدان الصيني والصربي دعم بعضهما بعضًا في القضايا الدولية الكبرى. وصمدت العلاقة بين البلدين أمام اختبار تقلبات الوضع الدولي خلال السنوات الأخيرة. وأشاد الرئيس الصيني شي بعلاقة بلاده مع صربيا بدرجة عالية، وقال إن صربيا قد أصبحت "الصديق الحديدي" للصين. ويمكن وصف العلاقة بين البلدين بأنه نموذج للعلاقات الودية بين الصين والدول الأوروبية.

 

وثيقة تعاون لمبادرة الحزام والطريق مع الصين

فيما أكدت أن المجر، هي أول دولة أوروبية توقع على وثيقة تعاون لمبادرة الحزام والطريق مع الصين. وفي مايو عام 2017، حضر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الدورة الأولى من قمة التعاون الدولي لمبادرة الحزام والطريق والتي عقدت في الصين، حيث أعلن البلدان الصين والمجر إقامة شراكة استراتيجية شاملة بينهما. ومنذ ذلك الحين حتى العام الماضي، حضر رئيس الوزراء المجري أوربان ثلاث دورات متتالية من قمة التعاون الدولي لمبادرة الحزام والطريق والتي استضافتها الصين وتعد الصين أكبر مستثمر منفرد في المجر. 

واستكملت: في السنوات الأخيرة، استثمرت شركات السيارات الكهربائية ومؤسسات البطاريات الصينية في المجر وبنت مصانع هناك، ما يدفع التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين أن يتطور بشكل مستمر تعزيز التواصل الاستراتيجي بين الصين وأوروبا لا شك أن هذه الجولة الأوروبية للرئيس الصيني شي تساعد على دفع التواصل الاستراتيجي بين الصين وكل من فرنسا وصربيا والمجر، كما تعتبر حركة دبلوماسية مهمة تقوم بها الصين تجاه أوروبا وفي الوقت الحاضر، يشهد العالم تغيرات وتحديات كبيرة في التنمية الاقتصادية والصراعات الإقليمية، حيث ظهرت بعض العناصر المتوترة في العلاقات الصينية الأوروبية.

واختتمت تصريحها قائلة: "في ظل هذا، فإن تعزيز التواصل الاستراتيجي والتنسيق السياسي والتعارف المتبادل بين الصين والدول الأوروبية يساعد على ترسيخ الأساس للتعاون الودي بين الصين وأوروبا، ما يتوافق مع التزام كل من الجانبين الصيني والأوروبي بسياساته الخارجية واستراتيجيته المستقلة، كما أن تعزيز التوافق الاستراتيجي بين الصين وفرنسا وصربيا والمجر سيساعد في دفع المزيد من الدول للبدء من النقطة الأساسية المتمثلة في اتباع المبادئ الأساسية الدولية وتقديم حلول فعالة للقضاء على المخاطر الجيوسياسية الحالية، بدلًا من الاعتماد على وتحت قيادة الآخرين، حتى تتراكم المخاطر وتحدث المزيد من الصراعات".