رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أيمن سلامة: حديث نتنياهو حول المناطق الآمنة "جنون مطبق"

نتنياهو
نتنياهو

وصف الدكتور أيمن سلامة، خبير القانون الدولي  والمستشار القانوني السابق لحلف الناتو في البلقان، حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عن توفير مناطق آمنة في محيط رفح الفلسطينية وخارج المناطق العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي، بالجنون المطبق، حتى إن كان هناك 10 آلاف من المدنيين وليس 100 ألف في شرق رفح سيوجههم الجيش الإسرائيلي عن طريق المنشورات التي ألقاها هناك.

معايير وشروط المناطق الآمنة 

وأضاف سلامة، في تصريحات خاصة، لـ«الدستور»، إنه لم يحدث في تاريخ الحروب والنزاعات المسلحة أن يقوم جيش عدو بإخلاء المدنيين بمئات الآلاف في غضون أيام أو أسابيع، فالمناطق الآمنة لها معايير وشروط طبقا للقانون الدولي الإنساني، وأهم هذه المعايير والشروط للمناطق الآمنة هي أن تكون مراقبة من هيئات دولية مستقلة لا تتبع أحد أطراف النزاع المسلح، وأن تتوافر فيها كل سبل الأمن والسلامة والصحة، ويحذر دخول الجيش المحارب الذي قام بتوفير هذه المناطق الأمنة المزعومة إليها، وألا تكون هذه المناطق مسرح عمليات للعدائيات العسكرية.

وأكد خبير القانون الدولي، أنه على مدار أكثر من 220 يوم منذ 7 أكتوبر لم توفر إسرائيل حارة واحدة آمنة للمدنيين الفلسطينيين، بل تقوم باستهدافهم وقصفهم، بعد مطالبة إسرائيل سكان شمال غزة بإخلاء موطنهم ومحال إقامتهم في شمال غزة، وحين تحركوا قامت بقصفهم بالطائرات والدبابات وألحقت بهم مئات القتلى.

وقال سلامة إن هناك نماذج وأمثلة قليلة لا تزيد على أصابع اليد الواحدة التي استطاع وفلحت فيها منظمة الأمم المتجدة في إنشاء مدن ومناطق آمنة، وكان أبرزها في البوسنة والهرسك في المدن الآتية: سراييفو، وجورازدة، وزيبا، وسيريبرينتشا عام 1995 أثناء الحرب البوسنية، وبالرغم من أن هذه المدن انتشرت فيها قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام الدولي، وتم رفع راية الأمم المتحدة خفاقة على هذه المدن، لكن هذه التجربة كانت فاشلة رغم قدرات الأمم المتحدة حينما اقتحمت ميليشيات مسلحة لسرب البوسنة في مدينة سيريبرينتشا في 10 يوليو 1995 وقتلت ما يزيد على 8 آلاف بوسنى مسلم مدني غير مشارك في الصراع المسلح.

جنون نتنياهو 

وأوضح خبير القانون الدولي، أن حديث الجيش الإسرائيلي ودعوته للمدنيين هو جنون مطبق وكذب أشر، وستكون هناك تداعيات كارثية سلبية خطيرة ليس فقط على المستوى الإنساني بخصوص المدنيين في مدينة رفح التي هي على تماس مع الحدود المصرية، ولكن كذلك ستكون لها تداعيات سياسية واجتماعية واقتصادية وغيرها، خاصة في علاقات إسرائيل بالعالم وفي الصدارة منها الولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن دول الجوار مع اسرائيل.

وأشار إلى أن هذا الاقتحام المجنون غير المحسوب من قبل مجلس الحرب الإسرائيلي، ستعرقل تداعياته الكارثية أي محاولات مرتقبة لتدشين علاقات إسرائيلية مع الدول العربية خلال السنوات المقبلة.