رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مكتبات المثقفين 11

الروائى مصطفى البلكى: كل كتاب يمثل جزءا مهما فى بناء الذاكرة (حوار)

الكاتب الروائي مصطفي
الكاتب الروائي مصطفي البلكي بصحبة كتبه

تعد المكتبة من أبرز ما تجده في منازل الكتاب والمثقفين، بل تكاد منازل بعضهم قد تحولت إلى مكتبات يعيشون فيها.

 

وحول مكتبات الكُتاب، وكم فقدوا منها خلال تنقلاتهم وأسفارهم، وهل يعير الكاتب كتبه أو يستعيرها، وغيرها من المحاور، يقدم "الدستور" سلسلة حوارات عن مكتبات المثقفين

 

وفي الحلقة الــ 11 من حلقات سلسلة مكتبات المثقفين، يحدثنا الكاتب الروائي مصطفي البلكي، عن مكتبته وأول كتاب اقتناه، والكتاب الذي لا يستطيع الاستغناء عنه، وأهم الكتب في مكتبته وغير ذلك؟.

متي اشتريت أول كتاب؟

 

أرجع سبب شغفي بالكتاب إلى جدتي، فهي التي ورطتني في حب الحكاية، فمنحتني سلاحا لم أفعل ما يلزم من أجل نزعه. وأعتبر هذه البداية مع السرد الشفاهي هي البداية الملكية لعشق الحكاية المكتوبة، وهذا الأمر زاد حينما رأيت مكتبة مدرسة ناصر الثانوية العسكرية بأسيوط في ثمانينيات القرن الماضي، حلمت بأن تكون لي واحدة مثلها.

 

 هذا الطموح كان مشروعا رغم ضعف الامكانيات المادية المحدودة جدا لطالب في المرحلة الثانوية، قوي هذا الحلم حينما حصلت على أول كتاب من بائع الكتب القديمة/ عم “جمعة” في مدينة أسيوط وكانت رواية “هذا هو الحب” لمحمد حسين المهندس. ومنذ ذلك اليوم أصبح فعل شراء الكتب انتقائي كان هدفي منه خلق مساحات يمكنني الركض فيها، ومناهضة الملل وتقوية قدراتي بما يكفي لأعرف ما أنا عليه.

 

ما أهم الكتب في مكتبتك؟

يمكنني أن أقول إن كل ما في مكتبتي هي كتب جيدة للقراءة، فكل كتاب يدخل إليها أقيم معه صداقة من نوع مختلف، صداقة تقوم على المنفعة، يحدثني هو عن عالم كنت أجهله ومن جانبي أكون صادقا قدر الإمكان في جعله لبنة في بناء رحلتي لمعرفة من أنا.

ما الكتاب الذي لا يمكنك الاستغناء عنه؟

 

كل كتاب يمثل جزءا مهما في بناء الذاكرة الذي بني من خلال الصداقة، وأنا بدوري لا أسعى لقطع الروابط، وبالتالي لا يمكنني الاستغناء عن كتاب ساهم في تكويني.

 

ما الكتاب الذي لديك منه أكتر من نسخة منه؟

بالنسبة لي الكثير من الكُتَّاب سيظلون دائما على قيد الحياة بأعمالهم التي أسعى دائما إلى اقتناء كل شيء يصدر لهم، حتى لو كانت لدي نسخ قديمة لهم ومن هؤلاء، نجيب محفوظ، ومحمد البساطي، محمد المخزنجي وغيرهم الكثير. وهناك رواية كلما وجدت نسخة منها اقتنيتها ألا وهي “لقيطة” كونها أول حكاية مكتوبة أقرأها.

 

هل فكرت أن تستغني عن مكتبتك أو كتبت وصية بشأنها؟

لا أستطيع تخيل مصير مكتبتي؟ لكن حينما أقرأ عن النهايات المؤسفة لتبديد ذاكرة شخص ما من خلال التخلص من مكتبته من أجل الحصول على غرفة زيادة في الشقة أو ركن لوضع قطع أثاث، أشعر بغصة وألم لذلك فالوصية واجبة للحفاظ على ذاكرتي وعلى الصداقات التي وجدت بيني وبين كتبي.

كم مكتبة فقدت لظروف خارجة عن إرادتك؟

 

مكتبة واحدة وكانت في حجم سبت فاكهة، كنت أيامها في الصف الثاني الثانوي وحدث أن انتقلنا إلى بيت جديد بعد انفصال والدي وعمي، واستقلال كل واحد منهما في بيت وحده هو وعائلته، جمعت كل كتبي التي كانت نتاج عمليات الشراء من عم جمعة ووضعتها في "سبت" لأضعه فوق سقف البيت القديم وانشغلت عنه لأيام، وحينما صعدت لأحضره لم أجده واندلعت ثورة عارمة بداخلي وحينما سألت عنه اكتشفت أن أمي ألقت بكل الكتب في الفرن أثناء قيامهما بعملية الخبيز الأخيرة لظنها أنها كتب مدرسية لا حاجة لي بها. كان الأمر غريبا في أثره وجعلني بعد ذلك أكثر حرصا على كتبي.

 

ما الكتاب الذي تمنيت اقتناءه ولم تعثر عليه؟

كل الكتب التي تمنيت وجودها في مكتبتي وجدتها، فأنا لا أتنازل عن أحلامي.

 

هل تشتري كتب ولا تقرأها لظروف ضيق الوقت أو غيرها؟

أصبحت عملية الشراء مرض عضال لا يمكن الشفاء منه، وأنا من عادتي عند الشراء وقبل أن أضعها في ركن خاص يكون قريبا مني، أتصفح الكتب وأقرأ عدة صفحات وأكاد أجزم أنه لا يوجد كتاب في مكتبتي إلا ومررت عليه.

هل تحدد ميزانية لتزويد مكتبتك موسميا في مناسبات كمعرض الكتاب؟

 

عملية شراء الكتب لا تتوقف وتتعدد مصادرها، يجعلني دائم الاقتناء من عند بائعي الجرائد خصوصا السلاسل الشهرية أو النصف شهرية، ومكتبات دار المعارف ومنفذ بيع كتب الهيئة العامة للكتاب وبعض بائعي الكتب القديمة، وعند زياراتي للقاهرة لا بد من زيارة بائعي الكتب في سور الازبكية بالعتبة وبائعي الكتب القديمة في الاسعاف والمركز القومي للترجمة.

 

هل تعير كتبك لأحد وهل تستعيدها أم لا ترد إليك، وهل تستعير كتب من الأصدقاء وهل تعيدها؟

الكتب قابلة للإعارة، وتظل في ذاكرتي لأنني أدونها في دفتر خاص وحينما أشعر ببادرة مصادرة من قبل المستعير أذكره وأسترد ما أخذه، ونادرا ما أستعير كتبا من الأصدقاء وإن حدث فغالبا أرد ما أخذته.

 

و"مصطفي البلكي"، كاتب روائي، من مواليد محافظة أسيوط، والتي مازال يتمسك في الإقامة والعيش في رحابها، صدر له العديد من الأعمال الإبداعية السردية، نذكر من بينها روايات: “البهيجي” عن دار سما للنشر 2021. وعن نفس الدار صدر له في العام 2016 رواية “نفيسة البيضا”، ورواية “قارئة الأرواح” عن نفس الدار.

 

فضلا عن روايات: الجمل هام للنبي، بياع الملاح، سيرة الناطوري، ممرات الفتنة، جلنارة حمراء، سيدة الوشم، بيت العدة والكرباج، وسبع حركات للقسوة والصادرة مطلع العام الجاري، بالتزامن مع دورة معرض القاهرة الدولي للكتاب الخامسة والخمسين وغير ذلك.