رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد حديث الرئيس السيسي أمس.. ما مستقبل كليات تجارة وآداب وحقوق؟

افتتاح الرئيس عبد
افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لمركز البيانات والحوسبة

"قاعدين كلكم تدخلوا ولادكم آداب وتجارة وحقوق، مع كل التقدير، طاب هيطلع يشتغل إيه؟ والابن يبقى زعلان مني وزعلان من الحكومة يقول ما بتشغلوناش ليه؟" بهذه الكلمات المعدودة اختصر الرئيس عبد الفتاح السيسي الأزمة التي يمر بها معظم الشباب من خريجي العديد من الكليات التقليدية حاليًا، والتي يشكونها وهي عدم الحصول على فرص عمل في الوقت الذي يحصل خريجي كليات التكنولوجيا "القلائل" على فرص عمل سريعة ومربحة.

 

إذ أوضح الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاحه مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية "P1" أمس الأحد، أن الأهمية الحالية والأولوية إلى التعليم الرقمي نظرًا لمتطلبات العصر الحالي وتطوراته التكنولوجية الهائلة، داعيًا الأسر المصرية أن تدخل أبنائها كليات في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي يمكنها أن تدر على أبنائهم آلاف الدولارات، وأن تبعد عن الكليات التقليدية التي اعتيد طوال السنوات الماضية الالتحاق بها.

 

وتابع بقوله واصفًا العمل في الوظائف التكنولوجية "دا أنا بقولك على حاجة هتشتغلها وأنت قاعد في بيتك، وممكن تجيب لك 30 ألف دولار في الشهر، وممكن تعملك 100 ألف دولار في الشهر"، داعيًا إلى الاتجاه لتعلم البرمجة والاتصالات بدلًا من الكليات الأدبية التي لا يجد خريجوها مكانًا في سوق العمل.

النائبة جيهان البيومي: يجب تحجيم القبول في الكليات التقليدية

وفي الوقت الذي يدعو فيه الكثيرون إلى وقف القبول في الكليات النظرية مثل التجارة والآداب والحقوق وغيرها تقول النائبة الدكتورة جيهان البيومي عضو مجلس النواب لـ"الدستور"، إنه لا يمكن إغلاق هذه الكليات ولا يمكن أن يقصد الرئيس عبد الفتاح السيسي في حديثه أن يتم إغلاقها مثلما أشاع البعض، مشيرة إلى أن منها تخصصات هامة يتم الاحتياج إليها في التدريس لمراحل التعليم الأساسي، وغيره.

ولكن وفي الوقت نفسه أكدت جيهان، أن ما كان يقصده الرئيس هو أن سوق العمل قد تشبع بخريجي هذه الكليات في الوقت الذي يحتاج فيه السوق حاليًا تخصصات أخرى أهمها التخصصات التكنولوجية المختلفة وعلوم البيانات نظرًا لمواكباتها للعصر الرقمي التكنولوجي الحديث الذي نعيشه.

وأضافت أن ما يجب هو أن يتم تحجيم أعداد خريجي هذه الكليات بدلًا من خروج أعدادًا هائلة منها مثلما يحدث حاليًا، وذلك دون أن يستطيعوا الحصول على فرص عمل تواكب العصر ومتطلبات السوق.

ليس هذه الكليات فقط بل ترى جيهان أنه ينبغي على أولياء الأمور والطلبة كذلك الابتعاد عن فكرة ضرورة الالتحاق بكليات القمة مثل الطب والصيدلة وغيرها، بل النظر إلى كليات أخرى أصبحت حاليًا هي الأكثر طلبًا في السوق، كما تعد وظائف المستقبل، وهي الوظائف الخاصة بالتكنولوجيا الحديثة ونظم المعلومات وعلم البيانات، خاصة  في الوقت الذي تعاني فيه كليات القمة من ارتفاع أعداد الخريجيين أيضًا، مما أدى إلى أن الكثير منهم لا يجد فرص للعمل أيضًا.

ولفتت بيومي، إلى ضرورة توعية الإعلام أولياء الأمور والطلبة بأهمية التعليم التكنولوجي، وتشجيعهم على الالتحاق به مرجعه قلة أعداد الملتحقين بالكليات التكنولوجية إلى عدم الوعي الكاف بأهميتها حتى الآن.

 الرئيس: وجدنا في البداية عشرات فقط المؤهلين

وقد أوضح الرئيس عبد الفتاح السيسي في حديثه أثناء افتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية "P1"  أيضًا أن مصر في بداية دخولها لهذا المجال لم تجد سوى العشرات فقط المؤهلين لدراسة البرمجة، معبرًا عن خيبة أمله في ذلك، مؤكدًا استعداد الدولة لإنفاق من 30 إلى 60 ألف دولار للفرد الواحد لتعليمه فنون البرمجة حتى تستفيد البلاد منه، وأن هذا المجال قادر على مساعدة مصر في تجاوز أي أوضاع اقتصادية صعبة.

80 ألف طالب حقوق سنويًا ولا يوجد سوى 30 ألف مبرمج فقط

جديرًا بالذكر أنه وحسب النائبة آمال عبدالحميد عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب في حديث سابق لها يتخرج في مصر سنويًا من كليات الحقوق حوالي 80 ألف طالب سنويًا، ومن كلية الآداب أكثر من 40 ألف خريج، أما من كلية التجارة يتخرج أكثر من 70 ألف طالب، بينما يعمل 30 ألف مبرمج في مصر فقط.