رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى يومه العالمي.. محمد العرجة: "الأيام" أول كتاب قمت بقراءته خلال مرحلة النضج الفكري

د. محمد رمضان العرجة
د. محمد رمضان العرجة

بمناسبة اليوم العالمِي لِلكتاب وحقوق المؤلف الذي يقام كل عام في 23 أبرِيل، بعد أن قررت اليونسكو منذ عام 1995 الاحتفال بالكتاب ومؤلفي الكتب.. تتنوع  حكايات الكُتاب مع الكتب الأولي التي دفعتهم لإستكمال القراءة وإنتاج أعمالهم الأدبية والإبداعية والتى لها وقع السحر في تغيير نظرتهم للحياة فيما بعد؛ وهي كتب تختلف إتجاهاتها بين أوساط المثقفين المصريين في عام 2024 بين السياسي والأدبي والأقتصادي؛ وغيرها من المؤلفات التي كانت زادهم وزوادهم فى مسارات إبداعاتهم.

"الدستور" بهذه المناسبة، استطلعت آراء الدكتور محمد رمضان العرجة، مدرس التاريخ اليوناني والروماني بكلية الآداب جامعة القاهرة عن أول الكتب قامت بإقتنائه فى مستهل حياتهم: 

قال الدكتور محمد رمضان العرجة، إن الكتب والمكتبات تمثل ركائز أساسية لبناء الهوية الثقافية لأي مجتمع، فالكتاب ليس مجرد صفحات مطبوعة، بل هي نافذة تثرى معرفتنا وتعمق فهمنا للحياة، ويمثل تاريخ الكتب رحلة طويلة من التطور والتغيير، بداية من الرسوم والرموز التصويرية، وظهور الكتابة على الألواح الطينية حتى الاعتماد على الورق والرق في الحضارات القديمة ومنها الحضارة المصرية، والتي كان ورق البردي أحد مصادر تاريخها خلال فترات مهمة في تاريخنا القومي وخاصة العصرين اليوناني والروماني.

يمثل كتاب "الأيام" لعميد الأدب العربي طه حسين أهمية كبيرة بالنسبة لي، فقد كان أول كتاب أقوم بقراءته خلال مرحلة النضج الفكري في المرحلة الثانوية، فلم يمثل لي فقط مجرد سيرة ذاتية لفهم تجارب وتحولات أحد أعلام الثقافة المصرية ورائد من روادها وهو طه حسين الذى مثل رمزًا للتحدي في كل زمان ومكان، وبأسلوبه الأدبي السلس والعميق جسد لي هذا الكتاب اسمى معاني الصدق والنضال وأصبح مصدر إلهام لي ولكثير من أبناء جيلي. ويبدو أن القدر يريد أن يربطني بطه حسين مرة أخرى بالتحاقي بكلية الآداب جامعة القاهرة، هذا الصرح العريق الذي كان البيت الكبير الذي عاش فيه طه حسين طالبا ثم أستاذا وعميدًا، وتمثال طه حسين الذي يشكل جزءا كبيرا من هوية الكلية منذ أول يوم التحقت بها حتى الآن، ليس هذا فحسب بل التحقت بقسم التاريخ هذا القسم العريق الذي عمل فيه طه حسين مدرسا للتاريخ اليوناني والروماني بعد عودته من بعثته العلمية حتى ضمت الجامعة الأهلية إلى وزارة المعارف فعين بها عام 1925 م أستاذا لأدب اللغة العربية، ويشاء القدر بعد تعييني معيدا أن أتخصص في نفس التخصص وهو التاريخ اليوناني والروماني، ودراسة اللغة اليونانية واللاتينية والتي لم يتوقف طه حسين عن الدعوة إلى ضرورة الاهتمام بهما وتدريسهما، ففي كتابه المهم مستقبل الثقافة في مصر يقول "أنا مؤمن أشد الإيمان وأعمقه وأقواه، بأن مصر لن تظفر بالتعليم الجامعي الصحيح، ولن تفلح في تدبير مرافقها الثقافية الهامة، إلا إذا عنيت بهاتين اللغتين، لا في الجامعة وحدها، بل في التعليم العام قبل كل شيء".

وفى اليوم العالمي للكتاب سيظل طه حسين ومنتجه الفكري موضع دراسة وبحث حتى بعد مرور خمسين عامًا على رحيله، فمنجزه العلمي والأدبي هو جزء لا يتجزأ من تاريخ وطننا الحبيب.

كما بدأت رحلتي كمؤلف في محاولة لتتبع الحياة اليومية للمجتمع المصري بكل فئاته السكانية خلال العصرين اليوناني والروماني في ضوءالأوراق البردية المكتوبة باللغة اليونانية والتي مثلت مصدرا واقعيا، غير منتحل مثل المصادر الأخرى وهما كتاب "مجتمع القرية في العصر البطلمي"، الذي صدر عام 2018 م عن دار العربي للنشر والتوزيع، وكتاب "رسائل من صعيد مصر في العصر الروماني" الذي صدر عام 2022 م عن دار عابد للنشر والتوزيع.