رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر تفتح أبواب الذهب بالتحول الرقمى لجذب الاستثمارات العالمية فى قطاع التعدين

التعدين
التعدين

شهد قطاع التعدين فى مصر خلال السنوات الأخيرة، تطبيق برنامج شامل لتطويره وتحديثه، حيث شمل هذا البرنامج عدة محاور منها تحسين المناخ الاستثماري للقطاع، دعم التحول الرقمي في أنشطته، والاستثمار في تنمية الكوادر العاملة فيه.

 

مصر تفتح أبواب الذهب بالتحول الرقمي 

هذه الجهود جاءت بهدف تعظيم استغلال الثروات المعدنية المصرية وإطلاق الإمكانات الكاملة لهذا القطاع، ومن أبرز هذه الخطوات كان إطلاق منصة رقمية للتعدين والثروة المعدنية في مصر، حيث تضم المنصة جميع البيانات الجيولوجية والخرائط اللازمة للمستثمرين لتسهيل الوصول إلى فرص استثمارية وترويج المزايدات لجذب الاستثمارات، وقد تم بالفعل إكمال التقييم الفني لهذه البوابة.

 

27 خامة تعدينية

كما تم أيضًا إنشاء قاعدة بيانات شاملة للثروات المعدنية في مصر، حيث تم تجميع المعلومات الأساسية لـ27 خامة تعدينية، ويجري حاليًا مراجعة وتدقيق هذه البيانات استعدادًا لإدراجها ضمن المنصة الرقمية الخاصة بالمعادن.

 

منصة رقمية للتعدين

ومن جانبه أكد المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، أن إطلاق أول منصة رقمية مخصصة للاستثمار في قطاع التعدين يمثل تحولًا مهمًا في تعزيز جاذبية القطاع للاستثمارات وفي تنفيذ التحول الرقمي بشكل كامل، لافتًا إلى أن هذه المبادرة الطموحة تأتي ضمن سلسلة من الإجراءات الإصلاحية التي تقوم بها الوزارة لتحسين أداء قطاع التعدين وزيادة فعاليته.

 

جذب المستثمرين من مختلف أنحاء العالم 

وتهدف هذه البوابة إلى جذب المستثمرين من مختلف أنحاء العالم من خلال توفير البيانات والمعلومات الضرورية رقميًا عن الفرص المتاحة، مما يتيح لهم تقديم عروضهم للاستثمار في المناطق التعدينية المصرية عبر مزايدات سيتم طرحها على البوابة.

كما أن هذا المشروع يسرع من اتخاذ القرارات الاستثمارية ويعزز من كفاءة التفاعل بين المستثمرين والدولة، على غرار الأساليب المتبعة في دول رائدة في قطاع التعدين مثل أستراليا وكندا، وتأتي هذه البوابة كجزء من جهود وزارة البترول والثروة المعدنية لتحديث القطاع وتعزيز مكانته كقطاع جذاب للاستثمارات العالمية.

 

تدريب العاملين على تشغيل المنصة

كما أكد «الملا» ضرورة تركيز الجهود على تدريب العاملين في هيئة الثروة المعدنية والكوادر المسئولة عن تشغيل المنصة الجديدة ليكونوا قادرين على التعامل بكفاءة مع البوابة الرقمية، مشددًا على أهمية مواكبة التحديثات والتطورات المستمرة في المجال، وألمح إلى الحاجة لإتاحة الخرائط الرقمية الحديثة على البوابة لزيادة فاعليتها، مشيرًا إلى أن التسويق الفعّال للبوابة الاستثمارية سواء داخليًا أو خارجيًا سيمثل نقلة نوعية في مناخ الاستثمار بقطاع التعدين.

 

كبرى الشركات العالمية 

يتألف فريق تنفيذ منصة مصر للتعدين من تحالف يضم بعضًا من كبريات الشركات العالمية المتخصصة مثل The MSA Group وGold Pyramid Group وSpatial Dimension وNew Smart Egypt، بالإضافة إلى فريق من هيئة الثروة المعدنية.

 

خبير التعدين العالمي 

قال مارك كامبل، خبير التعدين العالمي، إنه من المشجع أن نرى مصر تتبنى التقنيات والابتكارات الحديثة في استكشاف واستخراج الموارد، وأكد أن هذا التطور يعد خطوة مهمة لمصر في قطاع التعدين.

 

الرقمنة في صناعة التعدين

وفي تصريح لـ"الدستور"، ذكر مارك كامبل أن الرقمنة في صناعة التعدين تؤدي دورًا حيويًا في تطوير المناجم، خصوصًا تلك الكبيرة والمعقدة، كما أشار إلى أن التقنيات الحديثة مثل الحوسبة السحابية، الذكاء الاصطناعي، الروبوتات، والحوسبة القوية، ستمكن شركات التعدين من تحسين نماذج أعمالها، وسيسهم ذلك في تبسيط الأتمتة، تحسين العمليات، زيادة السلامة، وتعزيز الكفاءة والإنتاجية، إلى جانب تحسين الاستدامة البيئية ودقة العمليات، تعزيز الاستكشاف، تحسين سلسلة التوريد واللوجستيات، وبالتالي تعزيز قدرات اتخاذ القرارات.

وأوضح أنه على الرغم من الفرص الكبيرة في قطاع التعدين، ما زال أمام مصر بعض الطريق لتجهيز نفسها في هذا المجال، حيث تمتلك مصر حاليًا منجمًا واحدًا فعالًا فقط، مع وجود منجم آخر قيد التطوير من قبل شركة Aton Mining  في هذه المرحلة، لا تزال الصناعة في مصر تركز بشكل أساسي على الاستكشاف، حيث تستخدم التكنولوجيا الحديثة للمساعدة في اكتشاف رواسب المعادن المتنوعة والهامة.

ولقد شهدت عمليات الاستكشاف تطورات كبيرة بفضل التكنولوجيا والتقنيات الجديدة لاكتشاف رواسب جديدة، كما أن استخدام البيانات التاريخية قد يكشف عن مواقع غير مكتشفة سابقًا، ولكن التحدي يكمن في كيفية استغلال هذه البيانات للكشف عن تلك المواقع.

قال «كامبل» إنه يجب الأخذ في الاعتبار تحديات مثل الحجم الهائل، عدم التناسق وعدم التوافق في البيانات عند العمل في مجال التعدين، حيث تم تطوير أدوات إدارة البيانات بشكل خاص لتحديد قيمة البيانات التاريخية بكفاءة وسرعة، مما يسهم في تسريع عملية الاكتشاف، كما يستخدم الجيولوجيون هذه الأدوات لتطوير فهمهم للرواسب المحتملة من خلال إنشاء نماذج مفاهيمية، ويعتمدون على فهم جيولوجي دقيق للمنطقة لتوجيه الإنفاق الفعال على عمليات الحفر، ويستعين المستكشفون بتقنيات تحليلية حديثة مثل التحليل بالأشعة السينية المنعكسة والمشتتة XRF/XRD)) التحليل الطيفي فوق البنفسجي، والجيوفيزياء.

بالإضافة إلى ذلك، هناك تركيز متزايد على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لتعزيز استهداف واكتشاف رواسب المعادن الجديدة، مما يدل على تطور كبير في تكنولوجيا الاستكشاف.

واليوم تتجه شركات الاستكشاف نحو اعتماد التقنيات الرقمية الحديثة من خلال الانتقال إلى منصات تعزز التواصل والتعاون، بفضل التنظيم الجيد وسهولة الوصول إلى البيانات، يمكن للفرق المختلفة التعاون بكفاءة أكبر لبناء الثقة في مشاريعهم، كما يحتاج المستكشفون إلى فهم واضح لمصادر البيانات وكيفية تجميعها، ومن الضروري أن توفر هذه الأنظمة الرقمية شفافية عالية، مثلًا، عن طريق إظهار مدى التفسير الجيولوجي المستخدم في تطوير النماذج.