سيدات الإسكندرية فى أكبر تجمع لصنع كعك العيد: فرحة وإحياء تراث

“يا كحك العيد.. يا احنا.. يا بسكويت.. يا احنا”.. أغان من الموروثات الشعبية، وغيرها من الأغاني الرمضانية، تغنت بها السيدات المسنات وردد خلفهن الفتيات الصغار والأطفال، خلال أكبر تجمع لصنع كعك العيد، بمنطق كوم الشفافة غرب الإسكندرية، لإدخال الفرحة على قلوب أهالي المنطقة بعمل كعك العيد وتوزيعه على الأسر الأولى بالرعاية.

مائدة كبيرة وطبالٍ مستديرة، تجمع حولها سيدات وفتيات وأطفال من جميع أنحاء الإسكندرية، للمشاركة في تجهيز كعك العيد، من حشو عجينة الكعك بالملبن والعجوة ونقشه ووضعه في الصاجات؛ ليصل لمرحلة الخبز، طقوس مبهجة وسط سعادة ارتسمت على وجوه الكبير والصغير، أعادت إحياء تراث العادة الشعبية المصرية القديمة التي أصبح تفتقدها الكثير من الأسر بعد انتشار شراء الكعك والبسكويت من المخابز ومحلات الحلويات المختلفة.

قالت ندا محمد، منسق الفعالية، إن اليوم يشهد عدد كبير من المتطوعين من أهالي المنطقة السيدات والفتيات، بالإضافة إلى متطوعين من كل أنحاء الإسكندرية للمشاركة في هذا اليوم، مشيرة إلى أن جميع المشاركات سعداء بالوجود في تجمع كبير يشمل فئات اجتماعية مختلفة تتجمع لعمل كعك العيد والإفطار في أطول مائدة بمنطقة كرموز وكوم الشقافة.

وأضافت، لـ"الدستور"، أن العمل مستمر من بداية الأسبوع لعمل كميات كبيرة من كعك العيد، مشيرة إلى أنه مع نهاية اليوم سيكون تم تجهيز ما يقرب من 300 كيلو كعك يتم توزيعها على عدد من المتطوعين، والأسر الأولى بالرعاية بمنطقة كوم الشقافة.

وأوضحت أن هذه الفعالية تتم للعام التاسع على التوالي بالمنطقة، التي هدفها إدخال الفرحة على الأسر والأهالي، فضلًا عن إحياء التراث حيث إن هناك الكثير من الأطفال والجيل الجديد لا يعرف شيئًا عن عادة صنع الكعك في المنزل؛ لذلك يشارك في اليوم العديد من الأطفال والفئات العمرية المختلفة ليتشارك الجميع مع بعضهم البعض في أجواء سعيدة وممتعة.

وقالت مها أبوالخير، إنها تشارك لأول مرة في أكبر تجمع لعمل كعك العيد، مشيرة إلى أنها رأت عملا جماعيا يقوم على المحبة، والترابط والتراحم، حيث يتواجد المسيحي بجانب المسلم، والفئات الاجتماعية المختلفة بجانب بعضهم بعضا دون أي فارق، فالجميع اجتمع على المشاركة في يوم سعيد لتبادل الفرحة.

وأضافت، لـ"الدستور"، أن مشاركة الأطفال بشكل كبير في اليوم هو شيء رائع، حيث يعيشون أجواء مختلفة أكثرهم لم يعشها من قبل، حيث يتنافس الجميع على الحصول على العجين ونقش الكعك، وهو شيء كنا نفتقده في بيوتنا بعد اللجوء للشراء الجاهز، موضحة أنها على مدار سنوات طويلة لم تشارك في عمل كعك العيد بالمنزل أو مع الأسرة وهذا اليوم أعاد لها ذكرياتها.

وأعربت ملك محمد، عن سعادتها بالمشاركة في عمل كعك العيد مع أشقائها وصديقتها الذين جاءوا للتطوع والمشاركة في اليوم، مشيرًا إلى أن الأجواء تتسم بالبهجة والفرحة بين الجميع: "الناس بشوشة، كلنا بنغني، وبنتعلم نعمل الكحك من اللي أكبر مننا.. الكل فرحان باللمة الجميلة".