رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يرافقه حتى باب السيارة.. تفاصيل علاقة جمعت بين البابا كيرلس السادس وجمال عبد الناصر

عبد الناصر والبابا
عبد الناصر والبابا كيرلس السادس

تحل هذه الأيام ذكرى رحيل البابا كيرلس السادس، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رقم 116.

ومع فتح صفحات التاريخ نجد أن علاقة البابا بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان يشوبها الكثير من التوتر والغضب وعدم الرد.. ولكن تحولت هذه العلاقة التي كان يسودها الجفاء إلى علاقة صداقة وود ومحبة؟.
 

ونستعرض في السطور التالية، أسرار العلاقة التي جمعت بين البابا كيرلس السادس والرئيس جمال عبد الناصر

أسباب توتر العلاقة بين البابا كيرلس السادس وعبد الناصر في البداية؟

ووفقًا لكتاب “البابا كيرلس وعبد الناصر” للكاتب محمود فوزي، يروي الكاتب أنه في بداية الأمر غضب البابا كيرلس السادس كثيرًا من الرئيس عبد الناصر، حين طلب البابا مقابلته أكثر من عشر مرات، لكي يعرض عليه بعض مشاكل الكنيسة، ولكنه لم يجد أي استجابة، وكان ذلك بعد رسامة البابا كيرلس بطريركًا بشهور.

 وكان للبابا صديق عضو في مجلس الشعب، وفي يوم زاره عضو مجلس الشعب، ووجد البابا متضايقًا فسأله عن السبب، أخبره بأنه طلب زيارة الرئيس عشر مرات "دون جدوى".

وكان عضو مجلس الشعب هذا على علاقة طيبة مع عبد الناصر، وبالفعل استطاع عضو مجلس الشعب، أن يحدد موعدًا للبابا كيرلس مع عبد الناصر، إلا أن اللقاء جاء عكس توقعاتهم، فقد قابلهم الرئيس جمال عبد الناصر وكان حادًا قائلًا: “إيه في إيه هما الأقباط عايزين إيه؟ مالهم.. ما هم كويسين خالص ناقصهم إيه؟”.

وغضب حينها البابا كيرلس، لعدم سماع عبد الناصر له، وقال للرئيس: "ده بدل ما تستقبلني وتحييني بفنجان قهوة، وتسمعني" وخرج البابا كيرلس حزينًا واجمًا.

ولكن بعدها بعث عبد الناصر للبابا كيرلس، لتطيب خاطره وبدأ صفحة جديدة، وبعدها تحولت العلاقة بينهما إلى علاقة ود وصداقة وإعجاب، فقال الرئيس جمال عبد الناصر يومًا للبابا كيرلس: "أنت من النهارده أبويا، أنا هاقولك يا والدي على طول، وزي ما بتصلي لأولادك المسيحيين صلي لأولادي، ومن دلوقت ما تجينيش القصر الجمهوري، البيت ده بيتك وتيجي في أي وقت انت عاوزه".

 

لما أحب عبد الناصر البابا كيرلس السادس؟

كما حدث أن منى، ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كانت تعمل في دار المعارف، وكان ذكي شنودة، مستشار البابا كيرلس، يعمل مديرًا في دار المعارف، وفي إحدى المرات سألته منى جمال عبد الناصر، قائلة: “هو البابا بتاعكم فيه إيه”؟ فسألها: “يعني إيه”؟.

فأجابت: “بابا لما يجيله أي رئيس دولة يودعه حتى باب الصالون فقط، لكن لما يجي البابا بتاعكم يودعه حتى باب السيارة ويظل واقفًا حتى تتحرك السيارة”.

فقال لها: “لأنه راجل بسيط وليس له مطالب، ولا مطامع، ولا يخاف منه في شيء.. ولا هو عاوز حاجة فأبوكي كان شاعر بها، فلذلك فأحبه”.

ويذكر التاريخ أن عبد الناصر، كان من أبرز الحضور، لوضع حجر الأساس لبناء الكاتدرائية الجديدة، حينها، كما تبرع بالمال أيضًا لبناءها.