رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بين لويس عوض.. وإدوار الخراط "٢- ٢"

ذكرت في المقال الماضي أن صالون إدوار الخراط، الذي انعقد في ٢٥ مارس الماضي، ناقش كتاب "مذكرات طالب بعثة" للويس عوض، وكتاب "مجالدة المستحيل" لإدوار الخراط، وتحدث حول هذين الكتابين الناقد الأدبي الأستاذ إيهاب الملاح، وكاتب هذه السطور.

وفي المقال الماضي تحدثت بالتفصيل عن كتاب "مذكرات طالب بعثة" للويس عوض، وفي مقال اليوم أتحدث عن كتاب "مجالدة المستحيل" لإدوار الخراط. 

يحدثنا إدوار قلته فلتس يوسف الخراط (١٦ مارس ١٩٢٦- ١ ديسمبر ٢٠١٥) في سرده لسيرته الذاتية عن مولده بالإسكندرية لأب صعيدي من أخميم وأم من دلتا النيل، وكيف حصل على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية عام ١٩٤٦.

عمل إدوار الخراط في مخازن البحرية البريطانية، ثم موظفا في البنك الأهلي، ثم عمل موظفا بشركة التأمين الأهلية المصرية عام ١٩٥٥، ثم مترجما بالسفارة الرومانية بالقاهرة.

وشارك الخراط في الحركة الوطنية الثورية بالإسكندرية عام ١٩٤٦، واعتقل سنتين في ١٥ مايو ١٩٤٨ في معتقلي أبوقير والطور، وعمل في منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية في منظمة الكتاب الإفريقيين والآسيويين من ١٩٥٩ لحتى ١٩٨٣.

رصد إدوار الخراط في سيرته الذاتية مراحل حياته بدقة بالغة، وحدثنا عن أخميم، مكان مولده وجغرافيتها وملامحها، وعن تعميده في الكنيسة، وعن عشقه وعلاقته بالبحر.

واستخدم الخراط الأدب الرفيع والكلمات البليغة المعبرة عن عاطفته الجياشة تجاه الطبيعة والبحر، مستخدما روعة العبارة وبلاغة التعبير وسلاسة الأسلوب وعذوبة الكلمة.

تحدث الخراط عن هويته المصرية العربية الإنسانية عبر التاريخ، وكيف أنها ظلت صامدة متماسكة في وجه العولمة والتسطيح والتنميط وسيطرة قوى الطغيان بأشكاله، وكيف صانها متمسكا بالقيم الإنسانية الكبرى ضد كل آليات القهر والتجريد النمطي والاستلاب وسطوة النزعة الاستهلاكية المدمرة، وضد التزمت وضيق الأفق والتعصب والانصياع لطغيان السلطات بكل أنواعها.
رفض الخراط ضيق الأفق والتعصب ووهم امتلاك الحقيقة المطلقة سياسيًا ودينيًا وثقافيًا.. 
تحدث الخراط في "مجالدة المستحيل" عن علاقته المبكرة بالشعر وكتابة القصة القصيرة والرواية والدراسات النقدية، وعمل تحليلًا لكتاباته ونظرته للمرأة وعلاقته بها. وتحدث عن خبرته في الترجمة، كما أكد الرابطة العائلية ومحبته العميقة لزوجته وأولاده، إيهاب وأيمن، ولأحفاده.

كما سرد الخراط في سيرته حبه للسفر والتنقل واكتساب الخبرات المختلفة من تنقلاته، مع رفضه زيارة إسرائيل باعتبارها دولة محتلة. وأكد إدوار الخراط إيمانه بقيم الحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان، ورفضه التمييز، وانحيازه لكل ماهو إنساني.

حصل إدوار الخراط على جائزة الدولة التشجيعية لمجموعة قصصه "ساعات الكبرياء" ١٩٧٢، وفي عام ١٩٩٩ نال جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية، وفي العام نفسه نال جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وفي ٢٠٠٨ فاز بجائزة ملتقى الرواية العربية الرابع في القاهرة.