رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مقترح أمريكى نحو قرار من مجلس الأمن.. غزة وأزمة الرهائن معضلة دولية

المؤشر السياسى والأمنى، ما يتردد من أن الولايات المتحدة الأمريكية تضغط للمطالبة بـ«وقف النار فورًا» عبر مجلس الأمن، وفق صيغة مختلفة، تعيد الحوار نحو ضرورة إيقاف الحرب العدوانية التى يقودها السفاح نتنياهو، مع حكومة الحرب الإسرائيلية الصهيونية على قطاع غزة، حرب إبادة ودمار ومجاعة لم نشهدها عبر حروب العالم منذ الحرب العالمية الأولى، أو الثانية.

* المؤشر الجديد تحذير الرئيس بايدن من وضع «خطير جدًا جدًا فى غزة»
نتائج أولية لتعثر الحوار ومساعى المفاوضات بين حركة حماس، وفريق الدول الضامنة: مصر وقطر وفرنسا، ودولة الاحتلال الإسرائيلى، وعدم وضوح مسارات الموقف الذى يسعى له السفاح نتنياهو، وتضارب مواقف حكومة الحرب «الكابنيت» من رد حماس، أصاب الشلل السياسى، الأمنى من أى حوار إضافى، جاء ذلك متزامنًا مع تحذير الرئيس الأمريكى جو بايدن من وضع «خطير جدًا جدًا فى غزة»؛ إذ لم يجر التوصل إلى اتفاق» هذا الأسبوع، لهذا تقول الإدارة الأمريكية إن الولايات المتحدة قدمت نسخة جديدة من مشروع قرار فى مجلس الأمن يدعو إلى وقف فورى لإطلاق النار فى غزة، والقرار الأمريكى يجعل جهود الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والمجموعة الأوروبية ودول الفيتو فى مجلس الأمن أمام حراك محموم، الأساس فيه ضغوط هادئة على دولة الاحتلال الإسرائيلى، بهدف توصيل المساعدات إلى الفلسطينيين الذين يتضورون جوعًا فى القطاع، فى مقابل إطلاق حماس الرهائن الإسرائيليين، دون تفاصيل مرحلة.

* حالة ترقب
الدبلوماسية الأمريكية بدأت السعى لرصد ردود الأفعال من المجتمع الدولى على الصيغة الأمريكية الجديدة والرهان حراك سياسى أمنى تشارك به الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات العالم الإغاثية والإنسانية، لوقف النار وإمكانية «حسم مصير» نتائج الحوار للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، بوساطة من الولايات المتحدة ومصر وقطر وفرنسا، تعتمد صيغة مقترح بايدن، التى ذيلت هدف الحراك الأمريكى، استنادًا لمدى مخاوف جديدة حول العواقب الأمنية والإنسانية التى يمكن أن تظهر فى غزة بعد تقارير عن وفيات بسبب المجاعة فى شمال القطاع بعد خمسة أشهر من الحصار وحرب الإبادة الجماعية، من الكابنيت العسكرية التدميرية، من حكومة السفاح نتنياهو، الذى يهدد يوميًا باجتياح رفح وخلخلة الأمن على الحدود مع مصر دون مراعاة أى تحذيرات من الكارثة التى من المتوقع حدوثها قطعًا.
حالة الترقب انتشرت سياسيًا ودبلوماسيًا حول المجتمع الدولى ودول المنطقة والإقليم التى تحلل كيف جاءت التعديلات على النص الأمريكى المقترح: أن مجلس الأمن يدعم بلا لبس الجهود الدبلوماسية الدولية للبدء فى التنفيذ السريع والعاجل لاتفاق على وقف إطلاق النار فورًا لنحو ستة أسابيع فى غزة مع إطلاق جميع الرهائن حينما تتفق الأطراف، وأنه يدعم بشكل كامل استخدام نافذة الفرصة التى يوجدها أى وقف للنار لتكثيف الجهود الدبلوماسية وغيرها بهدف تهيئة الظروف للوقف المستدام للأعمال العدائية والسلام الدائم، بين الفلسطينيين والإسرائيليين طبقًا للقرار 2720.

* القرار رقم 2720 حول غزة وإسرائيل
بالعودة إلى القرار رقم 2720 حول غزة وإسرائيل الذى أقره مجلس الأمن ويوافق على مشروع قرار بشأن توسيع مساعدات غزة، وصدر يوم 22 ديسمبر 2023. 
القرار، فى الأصل يدعو إلى «اتخاذ خطوات عاجلة للسماح فورًا بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل موسَّع وآمن ودون عوائق ولتهيئة الظروف اللازمة لوقف مستدام للأعمال القتالية»، بتأييد 13 عضوًا وامتناع الولايات المتحدة وروسيا عن التصويت، وفق مركز أنباء الأمم المتحدة، القرار، قدمت مشروعه دولة الإمارات العربية المتحدة، العضو العربى بالمجلس، وقتئذ.
يطلب مشروع القرار من الأمين العام للأمم المتحدة تعيين «كبير لمنسقى الشئون الإنسانية وشئون إعادة الإعمار يكون مسئولًا فى غزة عن تيسير وتنسيق ورصد جميع شحنات الإغاثة الإنسانية المتجهة إلى غزة والواردة من الدول التى ليست أطرافًا فى النزاع، والتحقّق من طابعها الإنسانى».
طالب المجلس فى قراره أطراف النزاع بالامتثال بالتزاماتها بموجب القانون الدولى وحماية المدنيين والأعيان المدنية، ووصول المساعدات الإنسانية، وحماية العاملين فى المجال الإنسانى وحرية حركتهم.
كما رفض «التهجير القسرى للسكان المدنيين، بمن فيهم الأطفال». وأكد مجددًا التزامات جميع الأطراف «فيما يخص الامتناع عن مهاجمة، أو تدمير أو إزالة أو إتلاف الأعيان التى لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة».
طالب القرار أطراف النزاع أيضًا بإتاحة وتيسير استخدام «جميع الطرق المتاحة المؤدية إلى قطاع غزة والكائنة فى جميع أنحائه»، بما فى ذلك التنفيذ الكامل والسريع للفتح المعلن عنه لمعبر كرم أبوسالم الحدودى.
كما طالب المجلس بتنفيذ القرار 2712 الذى اعتمده فى منتصف شهر نوفمبر بالكامل.
كما طلب من جميع الأطراف المعنية الاستفادة الكاملة من آليات الإخطار الإنسانى وتفادى التضارب العسكرى - الإنسانى القائمة لحماية جميع المواقع الإنسانية، بما فيها مرافق الأمم المتحدة، والمساعدة فى تسهيل حركة قوافل المساعدات.

* تقرير جوزيف كراوس من AP
فى تقرير عاجل، رصدت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية مسببات التحول الأمريكى فى كل حراك الـ24 ساعة الماضية، وكتب المحلل كراوس مجموعة من حيثيات موجهة للرأى العام وفق:
* 1:
خلال الأشهر الخمسة الماضية، قتلت إسرائيل الآلاف من مقاتلى حماس، ودمرت العشرات من أنفاقهم، وأحدثت دمارًا غير مسبوق فى قطاع غزة.
* 2:
لا تزال، إسرائيل، تواجه معضلة كانت واضحة منذ بداية الحرب، وسوف تحدد نتائجها فى نهاية المطاف: فإما أن تحاول إبادة حماس، وهو ما يعنى موتًا شبه مؤكد للرهائن الذين يقدر عددهم بنحو 100 رهينة ما زالوا محتجزين فى غزة، أو يمكنها قطع الطريق على إسرائيل. صفقة من شأنها أن تسمح للمسلحين بتحقيق نصر تاريخى.
* 3:
وأى من النتيجتين ستكون مؤلمة للإسرائيليين. ومن المرجح أن يكون أى منهما بمثابة نهاية مخزية للمسيرة السياسية الطويلة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأى منهما قد يعتبر مقبولًا من جانب حماس، التى تثمن الاستشهاد.
* 4:
ينفى، السفاح، نتنياهو، على الأقل علنًا، وجود أى معضلة من هذا القبيل. وقد تعهد بتدمير حماس واستعادة جميع الرهائن، إما من خلال مهام الإنقاذ أو اتفاقات وقف إطلاق النار، قائلًا إن النصر قد يتحقق «فى غضون أسابيع».
وطالما أن الحرب مشتعلة، فيمكنه تجنب إجراء انتخابات مبكرة تشير استطلاعات الرأى بقوة إلى أنها ستطيح به من السلطة. ولكن يبدو أنه لا مفر من الاختيار عند نقطة ما بين الرهائن والنصر العسكرى.
* 5:
تقول مصر إن محادثات وقف إطلاق النار فى غزة تفشل فى تحقيق انفراجة مع اقتراب شهر رمضان، فى الوقت الذى يكثف فيه أقرب حلفاء بايدن الضغط على البيت الأبيض لبذل المزيد من الجهود لتخفيف المعاناة فى غزة.
* 6:
يبدو أن حماس ليست فى عجلة من أمرها للتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار قبل شهر رمضان المبارك، الذى يبدأ الأسبوع المقبل، أو لتأجيل عملية إسرائيلية متوقعة فى رفح، المدينة الجنوبية حيث يتواجد نصف سكان غزة. 
.. وأنه، لدى زعيم حماس يحيى السنوار، العقل المدبر المزعوم لهجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل، سبب للاعتقاد بأنه طالما أنه يحتجز الرهائن يمكنه فى النهاية إنهاء الحرب بشروطه.
* 7:
عاموس هاريل، المراسل العسكرى لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، يقول، حسبما نقلت عنه الوكالة: «إن الأهداف متناقضة تمامًا». «بالطبع، يمكنك القول إن الأمر سيستغرق عامًا لهزيمة حماس، ونحن نمضى قدمًا فى ذلك، ولكن المشكلة هى أنه لا أحد يستطيع ضمان بقاء الرهائن على قيد الحياة».
* 8:
فى تصريحات صريحة فى يناير، قال غادى آيزنكوت، القائد الأعلى السابق لإسرائيل، عضو فى حكومة نتنياهو الحربية، إن أى شخص يقترح إمكانية إطلاق سراح الرهائن المتبقين دون اتفاق لوقف إطلاق النار ينشر «الأوهام».
* 9:
من الصعب أن نتصور قيام حماس بإطلاق أثمن دروعها البشرية من أجل وقف مؤقت لإطلاق النار، ثم نرى إسرائيل تستأنف محاولتها للقضاء على الجماعة، وقد رفضت حماس فكرة استسلام قادتها والذهاب إلى المنفى.
* 10:
يتعرض الرئيس جو بايدن، أهم حليف لإسرائيل، لخطر خسارة إعادة انتخابه فى نوفمبر، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الانقسامات الديمقراطية حول الحرب. لقد أثارت الكارثة الإنسانية فى غزة غضبًا عالميًا. وتهدد الحرب بإشعال جبهات أخرى فى الشرق الأوسط.
* 11:
أظهر استطلاع نادر فى زمن الحرب العام الماضى تزايد الدعم لحماس، حيث يؤيد أكثر من 40% من الفلسطينيين فى الضفة الغربية المحتلة وغزة الحركة.
وقالت تهانى مصطفى، كبيرة المحللين الفلسطينيين فى مجموعة الأزمات، وهى مؤسسة بحثية دولية، إن هذا الدعم لن ينمو إلا إذا نجحت حماس فى رفع الحصار الطويل الأمد عن غزة.
.. عمليًا، قد يكون التحرك الأمريكى، «حافزًا له إطار» ذاتى، ربما يصطدم بوقف ورد رافض من قيادات حماس، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج إلى مناورة سياسية وأمنية، مع حراك دبلوماسى قد يبدأ العمل خلال الأسبوع، وسط احتمالات متباينة فى النتائج وطبيعة الضمانات الدولية التى تطرح على الطاولة.