رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بحلول الأحد الأوّل من الزمن الأربعيني

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الأحد الأوّل من الزمن الأربعينيّ، وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: بدخوله البرّيّة دخل الرّب يسوع تاريخ الخلاص لشعبه، شعب الله المختار. بدأ هذا التاريخ بعد الخروج من مصر، بالترحال أربعين سنة في البريّة. 

تظهر في قلب هذه الأربعين سنة أيام اللقاء مع الله وجهًا لوجه: أربعون يومًا قضاها موسى على قمّة الجبل، في صومٍ مطلق، بعيدًا عن شعبه، في عزلة الغمام، على قمّة الجبل من قلب هذه الأيام تدفّق ينبوع الوحي. نجد مدّة الأربعين يومًا هذه في حياة إيليّا: فبعد أن اضطهده الملك آحاب، سار إيليّا في البرّيّة أربعين يومًا، عائدًا بذلك إلى نبع العهد، إلى صوت الله، من أجل انطلاقة جديدة لتاريخ الخلاص 

دخل الرّب يسوع هذا التاريخ. وعاش ثانية تجارب شعبه، تجارب موسى. فقدّم مثل موسى، تقدمة مقدّسة: أن يُمحى من سفر الحياة ليخلّص شعبَه وهكذا أصبح الرّب يسوع حمل الله الّذي سيحمل خطايا العالم؛ أصبح موسى الحقيقيّ الذي هو حقًّا "في حضن الآب" ، وجهًا لوجه معه، لكي يُظهِرَه.  في بَراري العالم، إنّه حقًا نبع الماء الحيّ الذي لا يكتفي بالكلام فحسب، إنّما هو نفسه كلمة الحياة: إنّه الطريق والحق والحياة من على الصليب، أعطانا العهد الجديد. كموسى الحقيقيّ، دخل بقيامته أرض الميعاد التي مُنِعَ موسى من دخولها، وبمفتاح الصليب، فتح لنا بابها.

قد تسمع الكلام عن النّار ويمكن ألا ترى الرّابط مع الماء. اسمع إذًا كيف يسمّي الرّب يسوع الرّوح القدس ماء وهو الّذي انحدر كألسنة نار على الرّسل: "إِن عَطِشَ أَحَدٌ فليُقبِلْ إِلَيَّ" ويتابع قائلاً: "ومَن آمنَ بي فَلْيَشَربْ كما ورَدَ في الكِتاب: ستَجْري مِن جَوفِه أَنهارٌ مِنَ الماءِ الحَيّ" ويتابع الإنجيلي شارحًا: "وأَرادَ بِقَولِه الرُّوحَ الَّذي سيَنالُه المؤمِنونَ بِه..." وكذلك قال صاحب المزامير عن المؤمنين: "مِن دَسَمِ بَيتكَ يَشبَعون ومِن نَهرِ نَعيمِكِ تَسْقيهم، لأنَّ يَنْبوعَ الحَياةِ عِندَكَ ونُعايِنُ النُورَ بِنورِكَ."