رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متحدث كنيسة الروم الأرثوذكس: "لدينا انجيل واحد فقط.. وهذا أصل اللفظ"

الأنبا نيقولا أنطونيو
الأنبا نيقولا أنطونيو

قال الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الارثوذكس، ومتحدث الكنيسة في مصر ووكيلها للشؤون العربية، إن لفظة "إنجيل" باللغة العربية مشتقة من مثيلتها اليونانية (إيفانجيليو)، وتعني في الأصل "النبأ السعيد" وكان هذا اللفظ يُطلق على الرسول الحامل بشارة إنتصار الجيش إلى الإمبراطور. 

وأطلق المسيحيون الأوائل هذا اللفظ على حاملي بشارة الرب يسوع المسيح، باعتبارها البشرى الأسعد للبشرية، حسب قول الملائكة للرعاة: "فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب"  ومن ثم حملت الكتب التي تتكلم عن هذه البشرى السعيدة هذا الاسم. كما عُرف كاتبوها بالإنجيليين. وصارت هذه اللفظة تاليًا مصطلحًا مسيحيًا منتشرًا في كل اللغات.

ووصلت هذه البشارة السعيدة في أشكال أربعة كتبها أربعة من تلاميذ المسيح؛ اثنان منهم، متى ويوحنا من الاثني عشر،؛ واثنان من تلاميذهم، مرقس ولوقا، ولأن بشرى المسيح واحدة تالياً الإنجيل واحد، وهو بشارة يسوع المسيح، التي لا تقتصر على تعليمه وعجائبه، بل تلتحم بشخصه، وما حققه من أجل خلاص البشر. كما رواها أحد هؤلاء الإنجيليين الأربعة. إذًا، في المسيحية يوجد أربعة بشائر تكوّن إنجيل واحد، لا عدة أناجيل. 

لعبت صورة المسيح الحي والقائم من بين الأموات الدور الأهم في تجميع أقواله وعظاته وعجائبه، وما قام به في أثناء حياته الأرضية، قبل صلبه وموته. فقد انطلق التلاميذ بعد العنصرة، إلى التبشير بالمسيح القائم من بين الأموات. 

فالذين كتبوا كانوا شهودًا حاضرين، كما كتب الإنجيلي يوحنا في رسالته: “الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته أيدينا”.

كتب كل من الإنجيليين الأربعة بشارة المسيح، انطلاقاً من الهدف الذي دعته إليه البشارة بالمسيح. هذا تم بوحي إلهي، كما يقول بولس الرسول: "أن إنجيلنا لم يصر لكم بالكلام فقط، بل بالقوة أيضا، وبالروح القدس"، حتى تظهر صورة المسيح، وكذلك عمله وتعليمه الخلاصيين ببيان أكثر وضوحاً وبتفصيل وعمق أكبر. 

وإن احتوت الكتب الأربعة أحداثًا كثيرة، لكنها واحدة، وأقوالاً كثيرة، لكنها متشابهة. فقد قدم كل من الإنجيليين الأربعة بشارة المسيح بالطريقة الفضلى، التي كان المبشرون يفهمونها، وذلك بإلهام الله ، حتى تصل إلى قرائها على حقيقتها.

الكتب الأربعة تُظهر أبعاد شخص المسيح وبشارته بغنى، ما كان لكتاب واحد أن يُظهره. لذلك رفضت الكنيسة، منذ البدء، دمج هذه الكتب الأربعة في كتاب واحد شامل. فاللاهوت الذي یکشفه كل من الإنجيليين الأربعة في كتابه، لا يمكن أن يبقى إياه، في حال دمجت سويًا في كتاب واحد.

وتضم الكتب الثلاثة الأولى، متى ومرقس ولوقا، الكثير من الأحداث والأقوال المتطابقة. أما يوحنا، الذي كتب البشارة الإلهية، فجاء كتابه متميّزًا في الأسلوب وطريقة العرض، فدعي بالإنجيل الروحاني، مع أنه أبرز لاهوت التجسد كما لم يتكلم غيره عنه.