رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء فلسطينيون يعلقون على محاولات الاحتلال دخول رفح واستهداف المدنيين

غزة
غزة

علّق مجموعة من الخبراء والسياسيين الفلسطينيين على محاولة الاحتلال دخول مدينة رفح جنوب قطاع غزة، واستمرار قصف الاحتلال للمنازل هناك الذى أسفر عن وقوع عشرات الشهداء والجرحي.

نتنياهو يبحث عن نصر وهمي على جثث الشعب الفلسطيني

وفي هذا السياق، قال الدكتور جهاد أبولحية أستاذ القانون والنظم السياسية، مصلحة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تكمن في استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بهدف البحث عن نصر وهمي على جثث الشعب الفلسطيني يخرجه من المأزق السياسي الذي وضعته به عملية طوفان الأقصى.

وأضاف أبولحية في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن نتنياهو يرفض فكرة توقف هذا العدوان لأسباب متعلقة به شخصيًا من الدرجة الأولى، وهذا بات واضحًا للكثير وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية التي ترى أن نتنياهو بدأ يتمرد عليها ويضعها في موقف حرج في الآونة الأخيرة أكثر من مرة دون مبالاة، وذلك بسبب مصلحته الشخصية فقط .

وأكد أبولحية أن الفرصة ما زالت سانحة للتوصل إلى اتفاق رغم كل هذه التصريحات المحبطة التي صدرت عن نتنياهو، وخاصة أنها تصريحات شعبوية أكثر منها سياسية أو ذات شكل رسمي، فالأيام القادمة سوف تكون مليئة بالتفاصيل حول هذا وسوف ينحني نتنياهو ويرسل وفده إلى القاهرة للجلوس على طاولة التفاوض.

وحول تهديد الاحتلال بدخول رفح وبدء عملية في الجنوب، قال أبولحية إن دخول رفح بواسطة جيش الاحتلال الإسرائيلي وبها  أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني يعني ارتكاب مجازر بشعة سوف يروح ضحيتها عشرات الآلاف بسبب الاكتظاظ السكاني الكبير الذي يملأ شوارع رفح، وبالتالي أي عمل عسكري في رفح سوف تكون نتيجته خطيرة وكبيرة جدًا على أبناء الشعب الفلسطيني الذي ما زال يعيش أوضاعًا مأساوية منذ السابع من أكتوبر للعام الماضي.

فيما قالت الدكتور تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية، بعد فشل التوصل للتهدئة بسبب رفض نتنياهو أصبح الآن المشهد في قطاع غزة معقدًا، حتى إن إيجاد حالة من التوافق بين المقاومة وإسرائيل فيما يتعلق بالهدنة غير قائمة نظرًا لأن رد حركة حماس جاء مربكًا للحسابات الإسرائيلية، وهذا ما ينعكس على رد مشابه من قبل إسرائيل للرد على حماس، بحيث يربك المقاومة الفلسطينية وهذا ما ينعكس على استمرار إطلاق النار على قطاع غزة واستمرار دوامة العنف على المدنيين الفلسطينيين.

وأضافت حداد في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذا ينعكس على سيناريوهات أهمها استمرار مخططات الاحتلال فيما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي المباشر لقطاع غزة، إضافة إلى السيطرة الأمنية على جميع المناطق من ضمنها رفح، والتي يحاولون الدخول إليها قدر الإمكان رغم أنه حتى اللحظة الولايات المتحدة الأمريكية لم تعطِ الضوء الأخضر للبدء في الدخول لمنطقة رفح نظرًا لأن الخطة الإسرائيلية لمنطقة رفح غير قائمة وغير موجودة لاعتبارات الرفض الأمريكي وأيضًا الرفض المصري للاقتراب من منطقة الحدود المصرية الفلسطينية. 

أبرز سيناريوهات المرحلة المقبلة 

وتابعت حداد "لكن سيحاولون الدخول إلى رفح لتحقيق أهداف إنهاء القيادة الميدانية والبشرية لفصائل المقاومة الفلسطينية وإعادة المحتجزين الإسرائيليين الذين بحوزة المقاومة الفلسطينية حسب ما يعتقدون أنهم متواجدون برفح وأيضًا يريدون التجهيز الهندسي لبناء مناطق أمنية عازلة تمتد من بيت حانون شمالًا حتى جنوب رفح، إضافة لاحتلال محور فيلادلفيا رغم أنه سيضر بالعلاقات المصرية الإسرائيلية، ولكن سيحاولون الاحتفاظ بالخيط العريض بالعلاقات بين الطرفين من خلال نقل المواطنين إلى المنطقة البحرية".

وحول سيناريوهات المرحلة المقبلة وما تشهده من أحداث، قالت حداد ستكون معقدة نظرًا لتصميم الاحتلال الإسرائيلي على تحقيق الأهداف المتمثلة بإنهاء الجيوب العسكرية لحركة حماس والفصائل الأخرى وأيضًا محاولة إيجاد ممر آمن لإخراج المواطنين الفلسطينيين ليس كما أخرجهم من غزة إلى سيناء وإنما إيجاد طريقة تتعلق بالإمدادات الإنسانية، غير أن الهدف الضمني هو ترسيخ التهجير الطوعي.