رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عاجل.. الازدواجية الأمريكية: دعم الفلسطينيين بـ«الكلام» ومساندة مجازر إسرائيل بالسلاح

جريدة الدستور

لا يخجل الرئيس الأمريكى، جو بايدن، من ممارسة «ازدواجية المعايير» علنًا، فيما يخص موقف إدارته تجاه الحرب الإسرائيلية الحالية ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة، المستمرة منذ ١٢٧ يومًا.

وفى أى من خطاباته الرئاسية، يحاول «بايدن» أن يروج لكونه يمسك العصا من المنتصف، بل وأنه ينظر بعين الرحمة إلى معاناة المدنيين الفلسطينيين داخل غزة جراء السلوك الإسرائيلى الغاشم، رغم أن إدارته هى الداعم الأول والأكبر لهذا السلوك، وتحديدًا على الصعيد العسكرى.

ويدعى الرئيس الأمريكى أنه وإدارته يدعمان حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة، وأن مبدأ «حل الدولتين» هو الواقع الوحيد الذى يمكن تنفيذه لإنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى إلى الأبد.

وما أن ارتفعت حدة المظاهرات والغضب ضده بسبب دعمه لما ترتكبه إسرائيل من إبادة علنية ضد الفلسطينيين العزل فى غزة، مع قرب الانتخابات الرئاسية، أدرك «بايدن» أنه يواجه عاصفة أثرت بشكل كبير على فرصه فى تلك الانتخابات.

وأظهرت استطلاعات الرأى الأمريكية الحديثة، الصادرة خلال الأسبوع الماضى، تراجعًا حادًا فى شعبية «بايدن»، قبيل أشهر من الانتخابات، نظرًا لسلسلة الفشل فى سياسته سواء الداخلية، على صعيد الاقتصاد والتعامل مع الهجرة، أو الدولية.

وأظهر استطلاع للرأى أجرته «رويترز/إبسوس»، خلال الأسبوع الماضى، أن ٣٨٪ فقط من المشاركين يؤيدون سياسة «بايدن»، بينما أكثر من ٦٠٪ ما بين معارضين أو غير راضين أو لا يحددون موقفًا تجاهها. وفى مثال متجدد، تحدث الرئيس الأمريكى، أمس الأول الخميس، عن أن سلوك إسرائيل خلال حربها فى غزة «تجاوز الحد»، مشددًا على أن إدارته تدفع بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق يضع حدًا للقتال، ويتيح إطلاق سراح المحتجزين.

وبالنظر إلى التعامل والخطوات الفعلية التى تتخذها إدارة «بايدن» تجاه إسرائيل فى ذلك الصدد، نجد أن واشنطن فى الأساس تدعم تل أبيب عسكريًا بكميات ضخمة من الأسلحة والذخائر منذ اندلاع الحرب. ومنذ بدء التصعيد الإسرائيلى فى غزة، خصصت إدارة «بايدن» نحو ١٤ مليار دولار للمساعدات العسكرية لإسرائيل، إضافة إلى ١٠ مليارات دولار لأسلحة الدفاع الجوى.

وفى السياق، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، فى تقرير نشرته خلال ديسمبر الماضى، عن أن واشنطن أرسلت طائرات وسفن شحن عملاقة تحمل كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر لدعم إسرائيل، ما يؤكد الدعم العسكرى غير المشروط الذى تقدمه إدارة «بايدن» إلى تل أبيب.

وفتحت الولايات المتحدة جسرًا جويًا عسكريًا مع إسرائيل، منذ اندلاع التصعيد الحالى، أرسلت من خلاله نحو ٢٣٠ طائرة أمريكية و٢٠ سفينة شحن، تحمل مساعدات عسكرية بلغت أكثر من ١٠ آلاف طن.