رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد الشهاوى: إعادة نشر كتب «التصوف الإشراقى» كفيلة بالقضاء على التطرف «2»

أحمد الشهاوى
أحمد الشهاوى

دعا الشاعر أحمد الشهاوى إلى نشر ما وصفه بالتصوف الإشراقى، وتعميم مؤلفاته وكتبه على الناس وعلى الطلبة فى المدارس، باعتباره كفيلًا بمكافحة ظاهرة التطرف والقضاء على أفكاره، ونشر الفكر الروحانى الأصيل الذى يفيد المجتمع المصرى. وفى الجزء الثانى من حواره مع الكاتب الصحفى، الدكتور محمد الباز، عبر برنامج «الشاهد» على قناة «إكسترا نيوز»، نفى «الشهاوى» ما تردد عن أن الشاعر «أدونيس» هو من اكتشف المتصوف الكبير محمد بن عبدالجبار «النفرى»، بل تم اكتشافه على يد أحد المستشرقين فى فترة الثلاثينيات. وأضاف أنه خاض محنة مع أصحاب الفكر التكفيرى بسبب دواوينه الشعرية، كما أن نواب الإخوان أثاروا أزمة فى البرلمان بسبب أشعاره، لافتًا إلى أنه خرج من هذه المحنة قويًا وألف كتابًا عن هذه التجربة، يستعد لنشره تحت اسم «عدماء الدين». وإلى نص الحوار..

■ هل تأثرت بالصوفية؟ وما رأيك فى فكرة إقامة المولد؟ 

- لا أظن أن قرية مصرية لا يوجد بها مقام أو مولد، وقريتى التى ترعرعت فيها كانت تضم الطريقتين الشاذلية والرفاعية، وكان الأمر يتأرجح بين هاتين الطريقتين.

وفى الوقت الحالى لم تعد توجد طرق لا شاذلية ولا رفاعية، ومن الجيد أن تعود هذه الطرق من أجل إحداث التوازن فى المجتمع، فهى طرق لا تسعى لأى شىء سوى الوصول إلى الروحانية.

وفى الحقيقة، انتشر الإخوان والسلفيون، بعد تراجع هذه الطرق فى القرى المصرية، وأسهم ذلك فى انتشار الأفكار المتطرفة بالمجتمع، وتمت محاربة التصوف بشكل لافت للنظر، مع ظهور الإخوان.

وأرى أن الإخوان انتشروا بسبب غياب أهل التصوف، وأنشطتهم المتمثلة فى إقامة الموالد والذكر، فهم أشخاص يريدون وجه الله فقط، لا يريدون شيئًا ماديًا.

أهل الذكر والتصوف، لا يريدون منصبًا أو مالًا، ولا يتسارعون على السلطة، بل هم يحبون فقط، ويتقربون إلى الله بالحب، وبعضهم لديهم أموال ينفقونها على المريدين.

فى قريتى كان يأتى أناس من جميع القرى المجاورة، ولم يكن معهم مال، وكنت أحضر معهم هذه الموالد وأنشطة الطرق، وكنت من مريدى الطريقة الشاذلية، وأذهب إلى موالد القرى الأخرى، فى ظل نشأتى الأزهرية التى ربت فىّ هذا الحب.

■ حدثنا عن محمد بن عبدالجبار المشهور بـ«النفرى» الذى يعتبر من أعلام التصوف الإسلامى؟ 

- محمد بن عبدالجبار والمعروف باسم «النفرى»، هو من أعلام التصوف الإسلامى فى العالم، عاش فى عصر الدولة العباسية، وكان من مشايخ الصوفية، وارتحل وتنقل بين العراق ومصر.

ومن أشهر كتابات النفرى «المواقف والمخاطبات»، ومن فرط تواضعه لم يكتب ما كان يقول، إنما كان يؤلف كتابه شفهيًا لمريديه، ويكتفى بذلك، الأمر الذى جعلنا نُحرم من هذا العلم، بل أسهم هذا فى تراجع التصوف فى العالم العربى، وليس مصر فقط.

بعد فترة وجوده فى مصر، عاد «النفرى» إلى العراق ثم عاد ومات فى مصر، ولكن لم يعثر على قبره، كما أنه لقب بـ«الإسكندرى»، وكتب كتابًا غير مشهور عنوانه «موقف المواقف»، ولا يقل أهمية عن كتابه «المواقف والمخاطبات» الشهير.

■ هل الشاعر «أدونيس» هو الذى اكتشف «النفرى»؟

- فى الحقيقة هناك خطأ كبير فى هذا، وهو أن الإعلام قدَّم «أدونيس» على أنه هو الذى اكتشف «النفرى»، وهذا غير صحيح بالمرة، والذى ثبت بعد ذلك بالدليل.

الكاتب آرثر آربرى، المستعرب وكان مستشرقًا، وأحد أساتذة الجامعة المصرية، طلب منه أستاذه فى بريطانيا أن يبحث عن محمد عبدالجبار «النفرى، و«آربرى»، وجد كتب «النفرى»، وعلى الفور تم نشرها بالعربية وترجمها إلى اللغة الإنجليزية، ولذلك فـ«النفرى» لم يؤثر فقط فى العالم العربى، بل المشهد العالمى أجمع.

الكاتب آرثر آربرى، نشر كتبه عن «النفرى» فى مصر عام ١٩٣٥، أما «أدونيس» فعثر على الطبعة المصرية لكتب «النفرى» فى الجامعة الأمريكية بلبنان عام ١٩٦٥، أى بعد ٣٠ عامًا من اكتشاف «آربرى»، وهذا هو الدليل على أن «أدونيس» لم يكتشف «النفرى».

■ حدثنى عن الشاعر صلاح عبدالصبور ودوره فى الكتابة الصوفية؟

- سأقول لك معلومة لا يعرفها الكثيرون، صلاح عبدالصبور، الذى يعتبر من أعلام الشعر العربى، قد مهد لكتابات «النفرى»، و«صلاح» لديه الكثير من القصائد فى التصوف قبل «أدونيس»، وهذا دليل آخر على أن «أودنيس» لم يكتشف «النفرى».

■ ما رأيك فى الدكتور مصطفى محمود؟ وكيف تعامل مع «النفرى» من خلال كتابه «رأيت الله»؟

- فى البداية، هو طبيب وليس دكتورًا، فهو لم يحصل على الدكتوراه، مصطفى محمود تعامل مع «النفرى» من الخارج ولم يصل للجوهر الداخلى له، وهذا رأيى، فهو لم يصل لما وصل إليه محمد عبدالجبار النفرى.

وأنا جلست مع مصطفى محمود ومعى الكاتب يوسف زيدان، وحدثنى عن «النفرى»، وقلت له قرأت كتابك «رأيت الله»، وأنت تعاملت مع «النفرى» من الخارج ولم تدخل فى لغته ولا روحه، وتضايق من رأيى كثيرًا، ولكننى لم أغيره ولن يتغير.

■ لماذا تراجعت كتب التصوف فى مصر والعالم العربى؟ وكيف تستعيد هذه الكتابات مجدها مرة أخرى؟

- للأسف هناك عدد كبير من دور النشر فى مصر والغرب يتلقى أموالًا، لكى لا ينشر كتب التصوف فى جميع دول العالم، الأمر الذى أدى إلى تراجعها بشكل كبير، خاصة فى فترة ظهور الإخوان، ومحاربة السلفية لها.

هذه التصرفات حدثت بشكل كبير فى مصر والمغرب، الأمر الذى أثار دهشة الكثيرين من محبى ومريدى الصوفية.

■ حدثنا عن المحنة التى واجهتها مع المكفرين بسبب دواوينك؟ وما الذى تبقى منها فى وجدانك؟

- فى عام ٢٠٠٣، عايشت معركة مباشرة مع المُكفرين بسبب دواوينى التى كتبتها، خاصة كتابى «الوصايا فى عشق النساء»، واستمرت معى هذه الأزمة لما بعد عام ٢٠١٠، ولكننى خرجت منها قويًا، كما منحتنى فرصة أن أعيد قراءة تاريخ الأزهر وجماعة الإخوان، وأن أستفيد من ذلك بشكل أو بآخر، وأتسلح أيضًا بمعرفتى الدينية أكثر مما كنت عليه سابقًا.

وعلمتنى هذه التجربة ألا أتوقف عند هؤلاء؛ لأن معظمهم يتكسبون من مواقف كهذه وليس لوجه الله، أو لوجه أى أيديولوجية كما يدّعون، كما خرجت من هذه التجربة مدركًا تمامًا الأسباب التى جعلت الإخوان أو المنضوين تحتهم يفعلون مثل تلك الأمور.

والإخوان استغلونى كجسر ليحصلوا على مكاسب أخرى من الدولة المصرية، لأن كتابى صدر عن الدار المصرية اللبنانية، وبعد ذلك صدر فى سلسلة مكتبة الأسرة، وهم الذين أثاروا أمره فى مجلس الشعب فى ذلك الوقت، وقالوا عنه الكثير حين كان يمثل محمد مرسى الكتلة الإخوانية فى البرلمان، وخرجت كتابات أخرى تهاجمنى. بدأت حينها أتعمق فى تاريخ الأزهر والقرآن الكريم والأحاديث، وما فعله الإخوان على مدار التاريخ، ثم كتبت هذه التجربة بشكل موسع فى كتابى «نواب الله»، وكنت أكتب بشكل موضوعى ومجرد، وبشكل منحاز أيضًا؛ لأنه لولا تجربتى الشخصية معهم ما كتبت «نواب الله» أو كتابى الآخر «عدماء الدين» الذى لم يظهر بعد، وكتبته فى ٥٠٠ صفحة مزودًا بالعديد من الوثائق والوقائع.

■ ما كواليس كتابك «عدماء الدين»؟

- يتضمن معركتى الشخصية ضد الإخوان قبل عام ٢٠١٠، التى جعلتنى أسجل كل شىء ضدهم فى الكتاب الذى سيصدر قريبًا، والذى يضم العديد من الوثائق والمستندات، فهم لديهم أساليب تكفيرية ضد أى شخص لا يسير على طريقهم، وخرجت من هذه التجربة لأكون شخصًا آخر، ولن أكتب حول هذا الأمر مرة أخرى، لأن لدىّ مشروعًا آخر يتضمن ١٠ كتب عن التصوف.

وكتاب «نواب الله» يلخص فكرة أن هؤلاء الإخوان يعتبرون أنفسهم نوابًا لله، والله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى نواب، أما كتاب «عدماء الدين» فهو يلخص حقيقة أنهم ليسوا علماء للدين كما يدعون طوال الوقت، وهذا الكلام ليس تقريريًا أو إنشائيًا أو مباشرًا فقط، بل من الوقائع والأحداث الحقيقية.

■ من وجهة نظرك.. لماذا لا يدعم الغرب فكرة التصوف فى مصر؟

- الغرب سواء فى أمريكا أو كندا أو أوروبا لا يدعمون التصوف داخل البلدان العربية؛ لأنهم يدعمون فقط المتطرفين، حتى تكون هذه البلدان دائمًا تحت بركان وتكون مضطربة، فالتصوف يجعل الحياة سلسة وسهلة، ويخلق حوارًا وثقافات وحضارة ورخاءً بين المجتمعات، فضلًا عن ضمان حرية التعامل مع الروح والنفس، والغرب لا يريد ذلك إطلاقًا.

أعرف جيدًا أن عددًا كبيرًا من الناس تقدم لتأسيس منتديات صوفية هنا فى مصر وبعض البلدان العربية الأخرى، ولكنهم لم يتلقوا دعمًا من الاتحاد الأوروبى أو كندا أو أمريكا أو بريطانيا، على الرغم من أن جامعة أكسفورد تضم مركزًا للشاعر الصوفى محيى الدين بن عربى، وهناك أيضًا مركز آخر له فى سان فرنسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية.

الغرب يهتم بالتصوف لصالحه، لكن سياستهم لا تدعم التصوف، ولكن من أجل دعم التصوف الآن يجب توفير العمل الجماعى على إعادة نشر جميع كتب التصوف فى مصر؛ لأن الكتب منشورة بالفعل ولكنها غير متوافرة، رغم أن المصريين هم من بدأوا النشر، ولكن علينا أن نواصل ذلك.

وجميع كتب التصوف كان ينشر فى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى مصر، وبشكل شخصى اقتنيت كتاب «كشف المحجوب» للهجويرى من المجلس، والآن علينا أن نوجه بالنشر مرة أخرى، وأن يتولى أساتذة التصوف نشر كل كتب ورسائل الماجستير والدكتوراه حول التصوف الإسلامى خلال الـ٥٠ أو ٦٠ عامًا الماضية.

■ كيف ترى أهمية دعم التصوف فى مصر؟

- كانت هناك سلاسل كثيرة عن التصوف تصدر عن دار الشعب فى الماضى، وأصدر الشيخ عبدالحليم محمود العديد من كتب التصوف بشكل فردى، الذى كان مُطاردًا من الجميع حتى وهو يشغل منصب شيخ الأزهر، وكان يمليها ولا يكتبها؛ لأنه كان يقدم التصوف للعامة والبسطاء، وأراد أن يقدم المتصوفين بشكل بسيط ومتاح، من أجل نشر الفكر الصوفى فى مصر وفكرة الموالد. ونشر فكرة التصوف فى مصر يساعدنا فى الانتصار على التطرف فى النهاية، والقضاء على أى متطرفين، من خلال توفير مصادر أخرى للنور؛ لأن السلفى يحتاج منصبًا وأموالًا ودعمًا، والإخوانى يبحث عن السلطة طوال الوقت، أما المتصوف فهو يبحث عن الله والنور.

■ لماذا يرى بعض المثقفين أن الطرق الصوفية معبرة عن الفكر والعقل الخرافى؟

- بعض المثقفين فى مصر يرون أن الطرق الصوفية تميل إلى الفكر الخرافى بسبب فكرة «الكرامات»، وأتمنى أن ينشر كتاب «جامع كرامات الأولياء» مرة أخرى؛ لأنه كتاب عظيم للغاية، قرأه «ماركيز» واستفاد منه كثيرًا، ففى الحقيقة أن الكرامات موجودة، سواء دينيًا أو مع الأنبياء أو مع المتصوفين، وحتى مع البشر العاديين.

هناك ظواهر لا يستطيع الإنسان العادى أن يفسرها، فمسألة أن بعض الأكاديميين أو المتخصصين يقولون إن التصوف خرافة بسبب «الكرامات»، غريبة، ويجب أن يدركوا تمامًا أن التصوف كان عاملًا مهمًا فى تحرير هذا البلد من الاستعمار، وما الذى فعله السيد البدوى الذى لم يكن خرافيًا أو يقدم خزعبلات.

أبناء الطرق الصوفية فى سيناء هم الذين واجهوا الجماعات المتطرفة؛ ولذلك استهدفوا وقتلوا قبل ٤ أعوام بمسجد الروضة، فالإخوانى أو السلفى يرى أن الصوفى عدوه؛ لأنه يعريه ويكشفه أمام الجميع، ويثبت أيضًا أنه محتال ولا علاقة له بالدين، فهناك أهداف معينة يسعى إليها بعيدًا عن الدين.

■ لماذا يرى بعض الناس أن المتصوفين فى مصر هم «الموالدجية»؟

- بعض الأشخاص يرون أن مريدى الموالد هم أصحاب التصوف فى مصر، لكن الحقيقة أن هؤلاء أناس «غلابة» وليسوا هم المتصوفين الحقيقيين، فإذا قررنا تسييد التصوف الإشراقى فى هذا البلد سننجو من أشياء كثيرة، ويذكر أن ذا النون المصرى هو المصدر الحقيقى لفكرة التصوف الإشراقى، والذى قتله صلاح الدين الأيوبى.

وأقترح تمكين التصوف الإشراقى من أن يعيش بيننا بشكل واسع، والكتب الخاصة به موجودة ومتاحة ويمكن توزيعها فى المدارس والجامعات وبين الناس، فالتصوف يحتاج إلى عقل ورؤية وإنسان يفقه ويعرف؛ لأنه لا يوجد أسهل من حفظ ١٠ خطب دينية على سبيل المثال. الأمر لا يحتاج إلى جهد كبير، فأنا أستطيع الآن أن أكتب قائمة بـ١٠٠ اسم من الكتب الصوفية فى مصر، لكن حتى الكتب الرائدة التى خرجت من هذا البلد العظيم تم تغييبها بشكل كبير، فمصر هى التى قدمت كتاب «كشف المحجوب» للهجويرى من خلال المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وقدمت أيضًا الكثير فى التصوف.

■ لماذا لم نعد نرى الأقطاب والعلماء المتصوفين الكبار على مدار السنوات الماضية؟

- البحث عن قطب أو عالم متصوف كبير فى هذا الوقت أمر صعب، لكنه بالتأكيد موجود، ومن المؤكد أن هناك شعراء عظماء فى هذا البلد، ولكن فى ظل مناخ يطرد التصوف لن تستطيع أن تجد القطب العظيم الذى نبحث عنه فى عالم التصوف.

هل يعقل أن بلدًا بهذا العمق الفكرى والتاريخى والحضارى ليس فيه قطب صوفى؟ من المؤكد لا، لكن إذا كان السياق متاحًا سيظهر بالتأكيد؛ لأن الشاعر ابن بيئته ونيله وترابه، وكذا المتصوف ابن المكان الذى يعيش فيه، وإلا لماذا كان يأتى أعظم المتصوفة إلى مصر؟ وأظن أن مصر الآن لديها الاستعداد لتقديم هذه الهوية.

■ هل ازداد التطرف مع إلغاء الموالد وحفلات الذكر؟

- التطرف ازداد بشكل كبير مع إلغاء الموالد والاحتفالات الخاصة بالطرق الصوفية وأهل الذكر، وحارب السلفيون الصوفية، وما زالوا يطاردون من يقيم أنشطتها. 

فمصر التى أنجبت ذا النون المصرى، أحد علماء المسلمين فى القرن الثالث الهجرى ومن المحدثين الفقهاء، الذى يعتبر من مؤسسى التصوف الإشراقى، لا ينبغى أن تكون فى ذيل التصوف، بل يجب أن تكون فى المقدمة. كما أن التطرف حارب التصوف قبل ألف عام، وكبار المتصوفة فى التاريخ الإسلامى مروا على مصر، لأن مصر كانت قبلة الشعراء وأيضًا قبلة للمتصوفة، بسبب وجود الأزهر الشريف، ومصر مهد حضارة وعراقة لها أصول فى كل المجالات.