رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد الشهاوى: الشاعر الآن يحتفى بديوانه مع أسرته فقط ثم يضع النسخ فى الدرج

أحمد الشهاوى
أحمد الشهاوى

قال الشاعر والروائى أحمد الشهاوى إن المصرى القديم عرف الشعر وكتب الأشعار، مشيرًا إلى أنه أحصى بنفسه ٥٠ كتابًا باللغة الإنجليزية عن شعر المصريين القدماء، فى إطار مشروع ضخم لجمع «ديوان الشعر المصرى»، من القدماء والمعاصرين.

وأضاف «الشهاوى»، خلال حواره مع الإعلامى الدكتور محمد الباز، فى برنامج «الشاهد» على فضائية «إكسترا نيوز»، أن تذوق المصريين للشعر شىء أصيل فى وجدانهم قد يصيبه الفتور أحيانًا لأسباب متنوعة، لكنه يبقى جوهرًا أصيلًا يستعيد بريقه بسهولة بأقل جهد.

وشدد على ضرورة أن يحرص الشاعر على التواصل مع العالم والقراء، من خلال الاطلاع على الإنتاج الشعرى من مختلف الثقافات، دون أن يؤثر ذلك على اعتداده بمصريته، وأن يكون حريصًا على إظهار مصريته فى أشعاره، لأنه من الوارد أن تترجم أعماله للغات أخرى ولا يليق أن تكون شبيهة بالشعر الإنجليزى أو الفرنسى أو شعر آخر.

■ هل تغير ذوق المصريين فى تذوق الشعر؟ وهل هويتنا المصرية تغيرت؟

- فى الحقيقة ذائقة الشعب المصرى لم تتغير ولن تتغير، فالمصرية مسألة موجودة بالدم والسلوك، ولكن هناك بعض الأمراض التى تطفو على السطح لا يعول عليها ويمكن معالجتها طالما الأصل موجود ونقى.

فكرة «المصرية» فكرة مهمة للهوية الخاصة بنا، فمن خلال أسفارى عندما أقرأ الشعر باللغة العربية وتتم ترجمته بأى لغة أكون حريصًا على أن أبرز مصريتى فى شعرى.

يجب علىّ ألا أتأثر بما هو فرنسى أو إنجليزى فى شعرى، فلا بد أن أبرز مصريتى فيما أقوله، وألّا أتأثر بما هو أجنبى، ولكن هذا لا يمنع أن أقرأ فى كل أنواع الفنون الشعرية من جميع أنحاء العالم.

ولا أخفى عليك أن هناك شعراء مصريين تأثروا بالشعراء الذين عاصروهم من الفرنسيين والإنجليز، ففكرة الحفاظ على «المصرى» فى كل الكتابات مهمة للغاية.

■ ما تقييمك لتذوق الأجيال الجديدة الشعر؟ وما الجهود التى تساعد على زيادة إقبالهم على تذوق الشعر والقراءة بشكل عام؟

- المصرى لديه مخزون ثقافى وحضارى عريق ما زال يؤثر فيه منذ القدم، فالثقافة المصرية القديمة مستمرة حتى وقتنا هذا، ومن المبهج أن معرض الكتاب هذا العام يحتفى بعالم المصريات الأيقونى سليم حسن، وهذا دليل على استمرار الثقافة المصرية على مر العصور.

وبالتالى لا بد أن نوفر للأجيال الحديثة الكتب المصرية القديمة وإعادة نشرها، وذلك من أجل التعرف على الهوية المصرية وثقافتنا العريقة.

■ هل تراجع المنتج الشعرى بشكل عام فى مصر والعالم؟

- أرى أن المنتج الشعرى تراجع بشكل كبير، مصريًا وعربيًا، ومن الخطوات الجيدة أن معرض الكتاب هذا العام قرر إعادة وطباعة كتب عالم المصريات سليم حسن، شخصية المعرض لهذا العام، فهذه خطوة مميزة وجيدة لتوعية الأجيال الجديدة بتاريخ مصر الثقافى، وإعادة الشعر للمكانة التى يستحقها.

فالاجتهاد المصرى الخالص نادر بشكل كبير، وهناك الكثير من كتابات سليم حسن ترجمها غربيون.

■ هل تغيرت رغبة المصرى فى تلقى الشعر؟

- رغبة المصرى فى تلقى الشعر لم تتغير، ولا بد من توفير كتابات الشعراء القدماء من أجل أن نعرف أنفسنا كمصريين، فنحن أصحاب حضارة وثقافة عريقة فى العالم.

وتراجع المنتج الشعرى فى مصر أو خارجها أمر وارد، فعلى سبيل المثال هناك شاعر أمريكى يدعى «بيلى كولينز» باع مليون نسخة من ديوانه الشعرى، فى الوقت الذى كان يطبع فيه كبار الشعراء من ألف إلى ألفى نسخة.

■ هل أسهم ارتفاع تكلفة طباعة الكتب فى تراجع الشعر فى مصر؟

- بالفعل، تبلغ تكلفة طباعة الـ١٠٠ نسخة من الكتاب بين ٧ و١٠ آلاف جنيه، وهذا يزعج الشعراء، خاصة أن العائد من إصدار هذه الكتابات قليل.

كما أن الأشخاص الموكلة إليهم مهمة وضع المناهج الأدبية هم شعراء سابقون، أى أصدروا دواوين يومًا ما، ثم لم يواصلوا السير فى درب الشعر، أو كان درعميًا أو أزهريًا، وكلهم يعرفون العروض والأوزان، وينظمون قصائد ليست شعرًا، فيختارون لزملائهم وأحبائهم وأصدقائهم شعراء لم نسمع بهم من قبل، لكنهم موجودون فى المناهج الأدبية.

■ هناك علاقة وثيقة بين الملحن والشعر، فهل نفتقر للملحنين أصحاب الذائقة الراقية القادرة على التقاط الكنوز الشعرية؟ ولماذا يندر وجود شاعرات يتمتعن بالزهو نفسه والألق اللذين يحيطان الشعراء الرجال؟

- الملحن المصرى هو الذى يكتشف المطربين والمطربات قبل النقاد، وهذا أسهم فى زيادة الوعى الثقافى للكثير من الأجيال القديمة، ففى الوقت الحالى لا يوجد هذا الملحن الذى يستطيع أن يقدم لحنًا لقصيدة شعرية.

فى فترة الثمانينيات لم تكن هناك شاعرة واحدة، الأمر الذى يعبر عن تراجع الشعر فى مصر بشكل كبير، ونحن بلد الثقافة الأعرق فى المنطقة. ولكن فى مصر حاليًا عدد عظيم من الشعراء والشاعرات، وهناك تراجع فى الشعر على مستوى العالم، وكانت هناك شاعرات يكتبن باللغة العامية المصرية، فهل نستطيع أن نعد ٢٠ شاعرة فى هذا الجيل بمستوى ممتاز ومثقفات ويعرفن لغات أجنبية، أشك فى ذلك.

■ المسرح الشعرى كان مزدهرًا فماذا حدث له؟

- الإنتاج المسرحى موجود ولكنه قلّ، لأن المسرح القومى يقدم كل عام مسرحية واحدة، وتوجد مشكلة فى إدارة المسرح، وكنا نعوّل على مسارح الأقاليم والهيئة العامة لقصور الثقافة التى تملك بيت ثقافة فى كل محافظة ومدينة.

هذه القصور والبيوت كانت تقدم مسرحيات بالفصحى، سواء شعرًا أو نثرًا، ومن النادر الآن أن تقدم ذلك، وهذا يأخذ من حركة الشعر ويُعقد المهمة ويغلق الطريق على الشاعر، والشعراء نأوا بأنفسهم عن كتابة المسرحية الشعرية، رغم أن صلاح عبدالصبور وربيع أباظة وفاروق جويدة ومحمد سليمان وأحمد سويلم قدموا مسرحًا شعريًا، منه ما عُرض ومنه ما ظل حبيسًا بالأدراج، والمسرحية الشعرية التى تظل حبيسة الأدراج لا يعوّل عليها.

الشاعر ظلم نفسه لأننى كصحفى أفهم قواعد اللعبة وآلية الترويج والتسويق، ولا بد أن يعطى كتابى لمن يريد.

الراحل جمال الغيطانى كان من أكثر الكتّاب كرمًا وكان «لا يستخسر»، وكان يعطى الناس كتبه سواء نقادًا أو أدباءً أو شعراءً أو كتّابًا جددًا.

كنت أحمل كتبى حتى المترجم منها فى كل سفرياتى وأقوم بتوزيعها مجانًا حتى لو كان سعر الكتاب يصل إلى ٢٠ دولارًا، لأنه قد يقرأه من يكتب عنه رسالة ماجستير أو دكتوراه أو ينتقده، لكن الشاعر فى أى بلد يصدر كتابًا ويضعه فى الدرج ويفرح به هو وأسرته فقط وهذا من باب العجز فى التواصل والمادة.

ذات مرة شاركت بأحد المؤتمرات فى كوالالمبور، وكانت معى شاعرة هندية كبيرة تحدثت معها عن الشعر بصفته سفيرًا لبيئته وثقافته وللبلد الذى يسافر إليه أو يمثله، فقالت: الحمد لله أن لدىّ المال الذى يمكننى من التنقل بحرية، فى إشارة منها إلى سوء أحوال الشعراء.

■ ما تفاصيل مشروعك الضخم «ديوان الشعر المصرى» الذى من المتوقع إطلاقه فى معرض القاهرة الدولى للكتاب؟

- مشروع «ديوان الشعر المصرى»، المقرر إطلاقه بمعرض الكتاب خلال هذه الدورة، تأخر ٥٠ عامًا، وهدفه تقديم الشعر المصرى، كما ينبغى، لأنه يجرى تدريس الشعر الجاهلى والأندلسى فى مختلف مراحل الدراسة، ولم يُقدم لنا شعر العصر الأيوبى والفاطمى والمملوكى، وهذا تقصير من الباحثين وخبراء المناهج.

المسألة الأخرى أن الجامعة المصرية مثل جامعة القاهرة تخلو من وجود كرسى للأدب المصرى القديم والمعاصر.

ويوجد شعراء بالعامية وباللغة المصرية القديمة، لأن اللغة العربية أصبحت لغة رسمية لمصر سنة ٨٧ هجريًا، وقبلها كان يوجد شعر وحضارة.

وأحصيت بنفسى عشرات الكتب الأجنبية التى تسجل الشعر المصرى القديم ولكن لم تترجم، وإن كانت هناك محاولات خجولة، وأتساءل: أين هم أساتذة الأدب الإنجليزى والألمانى وأساتذة الحضارة المصرية القديمة لأنهم لم يقدموا شيئًا؟ يوجد شعر مصرى كثير باللغة العربية الفصحى، ولكننا كنا ندرس للمتنبى وأبوالعلاء المعرى، ولا ندرس ابن قلاقس، ولا ابن نباتة، والوحيد الذى نجا من التجاهل والنسيان هو عمر بن الفارض، والإمام البوصيرى صاحب قصيدة البردة الشهيرة، رغم أن له دواوين كثيرة أخرى.

وهناك أيضًا الشاعر ابن الكيزانى، شاعر عظيم ولكنه لم يُسمع به من قبل وكل ما بقى من شعره جزء بسيط، وغالبية شعره اختفى، سُرق أو أُحرق فى العصر الأيوبى الذى شهد حرق العديد من الدواوين والكتب والمخطوطات، فيما نجا قليل منها احتفظت به المكتبات الأوروبية مثل مدريد وأيرلندا وإيطاليا. 

مشروع «ديوان الشعر المصرى» مكون من ٦ دواوين، ويشارك فيه أساتذة جامعات ومتخصصون فى هذه العصور والشعراء الذين لهم علاقة بالتراث.

والدكتور أحمد بهى الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهو أستاذ أدب، هو صاحب فكرة مشروع «ديوان الشعر المصرى»، المقرر طرحه فى معرض الكتاب الدولى.

فكرة المشروع جميلة وجعلتنى أبتعد عن مشروعاتى الخاصة وأنشغل بهذا الأمر؛ لأنه يخص مصريتى وهويتى، لأننى دخلت فى معارك كثيرة بسبب الشعر المصرى بالفصحى، وأشهرها مع الشاعر الفلسطينى سميح القاسم الذى قال إن مصر ليس فيها شعراء فصحى. 

توجد كتب قليلة عن الأدب المصرى صدرت قبل ٦٠ عامًا ولم تُطبع مرة أخرى، وقدمت فى مشروع «ديوان الشعر المصرى» بيانًا عن مصر الشعرية، ومقدمة عن كل شاعر، ولماذا ننشر هذه السلسلة وفيها موقعة تاريخية، فهى ليست منشورًا سياسيًا ولا دعائيًا.

وقد اخترت عنوانًا يكون قريبًا من الجمهور العام الذى أنصت لأم كلثوم وفيروز وصباح فخرى، فى أغنية «يا شقيق الروح من جسدى»، من كلمات ابن سناء الملك، وأغنية «يا من لعبت به شمول»، لـ«البهاء زهير»، وهى قريبة من المصريين والعرب.

■ لماذا استبعدت الشعر المدائحى فى أعمالك؟ وما الذى اكتشفته خلال مسيرتك؟

- استبعدت كل ما هو مدائحى فى الشعر، لأننى أردت تقديم الريادة، والشعر حديث فى ريادته وخوضه تجارب مختلفة، ويجب ذكر أن البهاء زهير قدم بشكل نثرى الرسالة التى أرسلت إلى لويس التاسع عشر، والتى تجب إذاعتها فى التليفزيون يوميًا؛ لأنها قطعة أدبية سياسية عسكرية دينية وقصيرة، ولم أكتشفها إلا مؤخرًا، وكان يجب أن تكون متواجدة فى المناهج التعليمية بالمدارس؛ لأنه أمر يقدم لك ثقافة مصر وفكرها وبلاغتها. 

هناك بعض الشعراء ممن عملت رفقتهم لديهم أكثر من ١٣٠٠ قصيدة، فعليك أن تختار الأجود والوجه الجديد والمختلف فى ذلك الزمان، كما وجدت، خلال رحلة عملى، أن نزار القبانى لم يأخذ فقط النص ويعيد كتابته، ولكنه يملك رؤية واضحة على العمل الشعرى.

النقاد يقولون إن نزار القبانى كان يعتمد رؤية عمر بن أبى ربيعة؛ لأنه كان يضع عددًا كبيرًا من أسماء النساء فى قصيدته الواحدة، ولكنى اكتشفت أن «القبانى» أخذ من رؤية الشاعر المصرى ابن سناء الملك، وهناك بعض النقاد السوريين أكدوا هذا الأمر بشكل واضح، وأثبتوا أن القبانى أخذ ولم يستلهم أو يوظف. 

■ ما أهمية مشروع ديوان الشعر المصرى؟ وما تفاصيل خطتك لاستكمال المشروع؟

- مشروع «ديوان الشعر المصرى» الذى تقدمه الهيئة العامة للكتاب سيتم تقديمه بسعر فى متناول الجميع، ومن المؤكد أنه سيعيد قراءة المشهد من جديد؛ لأنه يأخذ ١٠٠٠ سنة، وسنتوقف عند محمود حسن إسماعيل؛ لأن حجازى وصلاح عبدالصبور كلاهما موجود بشكل كبير، بينما إسماعيل، وهو من المجددين والذى أثر بشكل كبير فى أمل دنقل، غير موجود، فعلينا أن نتوقف عنده ونذهب للجميع. 

هناك شعراء أصدروا ديوانًا واحدًا فقط من بين الشعراء الكبار، ولكن لم يلتفت إليهم أحد؛ لأنهم لم يقدموا بالشكل الكافى، وهناك على سبيل المثال ديوان لهدى شعراوى، ولا أحد يعرف ذلك، لذا سنعمل على تقديم مثل هذه الدواوين وتسليط الضوء عليهم بهذه الصفة كشعراء.

ويجب توجيه الشكر للأستاذ أحمد بهى الدين لأنه صاحب فكرة «ديوان الشعر المصرى» الذى يرد على دعاوى كثيرة للغاية: «أنتم لستم أهل شعر فصيح»، كما يرجع الفضل أيضًا للفنان عبدالرحمن الصواف لأنه صمم أغلفة تليق بهؤلاء الشخصيات واستلهم روح العصر من خلالها.

ومن أجل استكمال هذا المشروع تحدثت مع عدد كبير من الشعراء والأكاديميين فى معظم الجامعات المصرية، ووجدت أن عددًا منهم قد تخصص فى هذه العصور ولديه معرفة ودراسة، ولكنه لا يجد الوسيلة لتقديم هذا الشعر فى كتابه، كما سنحتاج إلى دعم كبير يتناسب مع المشروع، ولا بد أن تعطى روحك بشكل كامل لهذا العمل، لأنه يعبر عن فكرة الهوية.

ويجب الذكر أنه لا توجد المكافآت الضخمة، فعلينا أن نفعل ونتفاعل، وبعد انتهاء معرض الكتاب ستصدر ١٠ كتب، وحتى هذه اللحظة لدينا حوالى ٨٠ اسمًا، وهناك أسماء جديدة نضعها فى خطتنا الحالية، من أجل تغيير وجهة النظر الشعرية داخل مصر وخارجها، كما سنحفز الأكاديميين الذين يضعون المناهج من خلال النظر إلى هذه التجربة بعين التاريخ والحقيقة وليس بعين الاعتبار.

■ هل نحن أقرب إلى إعادة اكتشاف ديوان الشعر المصرى؟

- مشروع ديوان الشعر، الذى نعمل عليه فى الفترة الحالية، سيعيد اكتشاف ديوان الشعر المصرى مرة أخرى؛ لأنه لا يوجد ديوان واحد للشعراء الكبار تستطيع أن تشتريه أو تقتنيه من أى مكتبة، حتى الشعراء الذين صدرت أعمالهم قبل ٦٠ أو ٧٠ عامًا فى دار المعارف غير موجودة.

المصادر التى يذهب إليها الآخرون محدودة للأسف، ونضطر للبحث عن الكتب القديمة والمراجع التاريخية لكى نجمع شعر هؤلاء، ولكن مشروع ديوان الشعر المصرى سيعيد إلينا الفرصة مرة أخرى لاكتشاف ذلك الأمر، وأحصيت بشكل شخصى حوالى ٥٠ كتابًا باللغة الإنجليزية فقط تتحدث عن الشعر القديم فى مصر، ونحن مقصرون بشكل كبير فى حق أنفسنا من حيث الشعر المصرى القديم والشعر المصرى الذى صدر باللغة العربية.