رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحزاب ونواب: المشاركة الواسعة للشعب المصرى تنعكس على مسار الديمقراطية والحياة السياسية

الانتخابات الرئاسية
الانتخابات الرئاسية 2024

أكد العديد من السياسيين والبرلمانيين أن المشاركة الكبيرة من كل طوائف الشعب المصرى فى الانتخابات الرئاسية ستغير بشكل كبير مسار الحياة السياسية خلال الفترة المقبلة، وستفتح الأبواب أمام الأحزاب لاستعادة دورها وأنشطتها فى الشارع مرة أخرى. 

وقال الدكتور هشام عبدالعزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، إن ما رأيناه وعايشناه على مدار ٣ أيام خلال عملية التصويت فى الانتخابات الرئاسية يؤكد أنها لم تكن انتخابات تقليدية كسابقتها من الانتخابات التى كنا نراها.

وأضاف أن هذه الانتخابات هى الأكبر فى تاريخ الانتخابات المصرية، فالشعب المصرى منذ عام ١٩٥٢ يبحث عن انتخابات ديمقراطية حقيقية، حتى تحققت فى انتخابات ٢٠٢٤، والتى تدشن لحياة سياسية جديدة، كما أنها عبرت عن الواقع بنزول أعداد كبيرة يستحيل معها التوجيه لصالح أى ناخب معين.

وأشار إلى أن مصر ستنتقل نقلة كبيرة إلى الأمام عقب تجاوزها الأزمة الاقتصادية التى يعيشها الجميع، وسيتغير مستقبلها للأفضل تحت القيادة السياسية الحالية.

من جهتها، قالت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، إن ما شاهدناه فى الانتخابات الرئاسية يؤكد أنها ستغير مسار الحياة السياسية خلال الفترة المقبلة، وسترسم ملامح النظام السياسى المصرى، وأيضًا الطريق للجمهورية الجديدة، التى نحن على أعتابها.

وأضافت أن وجود ٤ مرشحين فى الانتخابات الرئاسية ما بين مستقل و٣ رؤساء للأحزاب، جعلنا أمام تعددية فى المدارس الحزبية والاتجاهات الفكرية، ما انعكس على زيادة الإقبال على التصويت، فوجدنا مشاركة غير مسبوقة وهى الأكبر من نوعها، وبالتالى كل هذه الأمور تحمل دلالات على كل المستويات.

وأكدت «مديح» أن الحياة السياسية فى مصر، خاصة الحزبية، أصبحت فى وضع تاريخى بعد الانتخابات، ولن تكون كما كانت قبلها، وسنشهد تطورًا ملحوظًا وانفتاحًا أكثر فى هذا الملف خلال السنوات المقبلة.

وفى السياق ذاته، قال المستشار حسين أبوالعطا، رئيس حزب «المصريين»، عضو المكتب التنفيذى لتحالف الأحزاب المصرية، إن المصريين بمشاركتهم المشرفة والكبيرة فى الانتخابات الرئاسية قدموا للعالم تجربة ديمقراطية عظيمة ورائعة ومتفردة أمام العالم أجمع، موضحًا أن الانتخابات الرئاسية واحد من أهم وأخطر الاستحقاقات الانتخابية فى تاريخ مصر، لا سيما أنها تأتى فى توقيت صعب، وسط ظروف دولية وإقليمية بالغة التعقيد ووسط مؤامرات ومخططات تحاك بالدولة المصرية.

وأضاف «أبوالعطا» أن المصريين بعثوا برسالة واضحة وحاسمة للعالم بأنهم اختاروا طريق الاستقرار والأمن لمصر، بتأييدهم ودعمهم الكاملين للدولة فى هذه الانتخابات، خاصة أن هذا الأمر يعد بمثابة مهمة وطنية أمام كل المصريين، الذين رسموا، بجميع اتجاهاتهم وانتماءاتهم السياسية والشعبية، مستقبلًا جديدًا لمصر باختيار وانتخاب رئيس مصر القادم، لإدارة شئون البلاد بحكمة ووعى خلال الفترة المقبلة.

وأوضح رئيس حزب «المصريين» أن المشاركة بكثافة والإقبال الشديد على التصويت فى الانتخابات الرئاسية رسالة تحد من المصريين لأعداء الداخل والخارج بأن الشعب يقف خلف الدولة المصرية، لمواجهة جميع التحديات والمخاطر الداخلية والخارجية التى تواجه مصر.

وأكد أن المشهد الانتخابى العظيم سيسهم بما لا يدع مجالًا للشك فى تحريك الحياة السياسية خلال الفترة المقبلة، فالانتخابات عكست الدور البارز للأحزاب وما تعكسه من زخم سياسى، فى ظل حرص الأحزاب على عقد مؤتمرات جماهيرية ولقاءات مع جموع الشعب المصرى لعرض برامجها الانتخابية وأفكارها، وهو ما أسهم فى زيادة شعبية هذه الأحزاب فى الشارع، وفتح قنوات تواصل مع الشعب المصرى.

وأوضح: «الجديد أن الأحزاب بدأت تفكر فى البدء فى ممارسة دورها الأساسى، فتكوين الحزب هدفه الوصول إلى السلطة»، مشيرًا إلى أن المشهد الانتخابى عكس صورة مشرفة عن الدولة المصرية التى تقف مؤسساتها على مسافة واحدة من جميع المرشحين.

من جهتها، ثمنت النائبة ميرال الهريدى، عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى، المشاركة الكثيفة والإيجابية للشعب المصرى فى ممارسة حقوقه السياسية والدستورية فى ماراثون الانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أن المشهد الانتخابى هذه المرة كان نتاجًا للتحول غير المسبوق فى ملف الإصلاح السياسى، والتغيير الجذرى فى كيفية إدارة الحياة السياسية فى مصر خلال السنوات الأخيرة، وخاصة فى ظل اتخاذ العديد من الخطوات التى صححت مسار المناخ السياسى، وأصبح كل مواطن يشارك فى الانتخابات من منطلق حرصه على استخدام حقه الدستورى عن وعى وإرادة.

وأكدت أن الانتخابات الرئاسية سيكون لها مردود إيجابى كبير خلال الفترة المقبلة، لا سيما مع فتحها الباب أمام الأحزاب السياسية لإعادة تقديم نفسها للمواطنين فى الشارع بصورة أكثر تنافسية وتعددية، بل والدفع بمرشحين قادرين على التنافس فى انتخابات رئاسية، بعد أن كانت طيلة السنوات الماضية تتصدر المشهد فى الانتخابات البرلمانية فقط.

ولفتت إلى أن الأحزاب سيكون لها دور مختلف فى الشارع بعد الانتهاء من هذه الانتخابات، وسيتم الاعتماد عليها فى كثير من المهام، وستشعر بمزيد من الحرية وسهولة التحرك، بل وتوسيع نطاق التعاون بينها وبين الحكومة فى تلبية متطلبات المواطنين وحل المشكلات.

وأضافت عضو مجلس النواب أن مسار الحياة السياسية، فى السنوات الأخيرة، شهد العديد من التغيرات، أبرزها انطلاق الحوار الوطنى والنقلة السياسية غير المسبوقة الذى صنعها من خلال توحيده لكل التيارات السياسية، ولم شمل الأحزاب المعارضة، قبل المؤيدة، وتطرقه للعديد من الملفات التى تمس احتياجات المواطنين وتشغل حيزًا كبيرًا من الرأى العام، وكذلك الخطوات الجادة التى اتخذتها لجنة العفو الرئاسى فى الإفراج عن قوائم متتالية من المحبوسين احتياطيًا، إلى أن جاء ماراثون الانتخابات، وأصبح المواطنون يمتلكون الوعى السياسى الكافى، ليجعلهم يشاركون فى الانتخابات واختيار رئيس مصر القادم بكل حرية وشفافية، ما يؤكد أننا سنشهد تغييرًا كاملًا للأفضل فى مسار الحياة السياسة الفترة المقبلة. 

من جانبها، قالت النائبة نشوى رائف، عضو مجلس النواب، إن المشاركة الواسعة التى شهدتها الانتخابات الرئاسية، وحرص المصريين فى الداخل والخارج على الالتزام بواجبهم الوطنى وأداء حقهم الدستورى المهم، أثبت أن لمصر شعبًا واعيًا مثقفًا قادرًا على تحمل المسئولية والوقوف إلى جانب الوطن فى أوقات المحن والأزمات، قاهرًا للتحديات.

وأكدت أن المشهد الانتخابى العظيم والملحمة الوطنية الكبيرة التى جسدها الشعب المصرى تفتح الأبواب أمام الأحزاب والقوى السياسية لاستعادة دورها وأنشطتها فى الشارع المصرى، وعودة الالتحام بالمواطن مرة أخرى، والذى أثبت وعيه وثقافته وتطوره الفكرى والسياسى من خلال مشاركته واصطفافه أمام اللجان.

وأشارت عضو مجلس النواب إلى أن «الانتخابات الرئاسية كانت بمثابة فرصة لإنعاش الحياة الحزبية والسياسية فى مصر، خاصة أنها كانت مثالًا حيًا على تطبيق وتفعيل المادة الخامسة من الدستور التى تنص على ضرورة التعددية الحزبية وممارسة الديمقراطية وضمان الحقوق والحريات، حيث شارك فى السباق الرئاسى ٤ مرشحين أصحاب أفكار وأيديولوجيات مختلفة وبرامج متنوعة، وفى مناخ حر ونزيه وشفافية كاملة تمت العملية الانتخابية، وكان الحكم فيها وعى الشعب المصرى، وهو ما نطلق عليه التنافسية والتعددية التى هى من أساس العمل الديمقراطى».

واختتمت النائبة نشوى رائف قائلة: «إن هذا المناخ السياسى السليم يضمن حالة الأمن والاستقرار الذى تعيشه البلاد، ويضع دروعًا أمام أى أزمات، ويصنع سيوفًا لمواجهة التحديات التى تحيط بالدولة المصرية من كل جانب، هذا الزخم السياسى إذا تم استغلاله الاستغلال الأمثل سيسهم بالتأكيد فى زيادة شعبية هذه الأحزاب فى الشارع، وفتح قنوات تواصل مع الشعب المصرى».

من جهته، قال اللواء دكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، أستاذ العلوم السياسية: إن الانتخابات الرئاسية والمشهد الحضارى الذى خرجت به سيسهم فى تعزيز الديمقراطية وتحقيق إرادة الشعب، وبالتالى فإن النتائج ستعكس هذه الإرادة وتحدد مسار الحياة السياسية فى البلاد، ومن ثم تحقيق التغيير والتطور فى الحياة السياسية وتعزيز الوعى السياسى وتحقيق توازن القوى بين الحكومة والشعب، لذا فإنها فرصة حقيقية للعمل نحو مستقبل مصر المزدهر وبما يليق بالجمهورية الجديدة.

وأضاف أن: الانتخابات الرئاسية تمثل بداية للتعددية الحزبية، وتساعد على إعادة هيكلة وبناء الأحزاب لتندمج الأحزاب الصغيرة مع بعضها، كى تتواجد بشكل جيد داخل المشهد السياسى، ومؤخرًا ظهرت كتل وكيانات شبابية، ما خلق حالة من الحراك والزخم، كما يمكن أن يؤدى التنافس السياسى إلى إصلاحات داخل الأحزاب.

وتابع: «ضربت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين مثلًا يجب أن يحتذى به فى كيفية تجميع مختلف الاتجاهات والأيديولوجيات فى بوتقة واحدة، واستطاعت أن تتحرك وتلتقى مع كل القوى السياسية، ونجحت فى أن تخرج بمشروع برنامج انتخابى رائع ومتميز سلمته للمرشحين الرئاسيين الأربعة، ويمكن أن يكون هذا منهجًا وبداية لإصلاح سياسى، وبما يحقق مزيدًا من التحول الديمقراطى».

وأشار «فرحات» إلى أن الأحزاب ستلعب دورًا فعالًا وحاسمًا فى تشكيل السياسة واتخاذ القرارات، من خلال تمثيل مصالح فئات محددة فى المجتمع، وتعزيز رؤيتها السياسية، وخلال فترات الاستحقاقات القادمة قد نشهد تنافسية سياسية مكثفة بين الأحزاب تتمحور حول القضايا المحلية والوطنية المهمة، مثل الاقتصاد والتعليم والرعاية الصحية والهجرة، وغيرها، ولكن يجب أن نلاحظ أن التنافسية السياسية ليست مقتصرة على الأحزاب فقط، فقد ينشأ أيضًا تنافس بين الفردية المستقلة والتيارات الشعبية والجماعات النشطة فى المجتمع بطرق مختلفة.

وأكد أن الأحزاب ستسعى خلال الفترة المقبلة للتأثير فى القرارات السياسية وتمثيل مصالح مجتمعاتها، والتنافس للفوز بالأصوات والفوز فى الانتخابات المقبلة.