رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية في مصر تحتفل بحلول أسبوع زمن المجيء

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول أسبوع زمن المجيء، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية مستوجاة من دراسة حول الإيمان المستقيم للقدّيس يوحنّا الدمشقيّ قالت خلالها "أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ".. يا إخوتي، إنّ طريق الربّ الذي يُطلَبُ منّا إعداده يتمّ من خلال السير عليه، ونحن نسير عليه أثناء إعداده. حتّى لو قطعتم مسافة طويلة على هذا الطريق، يبقى عليكم دائمًا أن تعدّوه، كي تتمكّنوا، من النقطة التي بلغتموها، من البقاء مشدودين نحو الأبعد. بهذه الطريقة، ومع كلّ خطوة تقومون بها، تلاقون الربّ الذي تعدّون طريقه، الربّ المتجدّد دائمًا والأعظم دائمًا. لهذا السبب، يصلّي البارّ بهذه الطريقة: "عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَ فَرَائِضِكَ فَأَحْفَظَهَا إِلَى النِّهَايَةِ" .

الطريق الأبدي

رُبَّما أُسمِي "الطريق الأبدي" لأنّه إذا أعدّت العناية الإلهيّة طريق كلّ إنسان وحدّدت له نهايته، فإنّ طيبة ذاك الذي تتقدّمون باتّجاهه غير محدودة. لذا، سيقول المسافر الحكيم والمصمّم إنّه ما زال في بداية الطريق حين يكون قد بلغ نهايته؛ سينسى ما يوجد وراءه ليقول كلّ يوم: "يَهُمُّني أَمرٌ واحِد وهو أَن أَنْسى ما ورائي وأَتَمطَّى إِلى الأَمام". 

لكن نحن الذين نتكلّم عن التقدّم على هذا الطريق، فليساعدنا الربّ لنكون على الأقلّ قد بدأنا بالسير عليه! برأيي، كلّ مَن بدأ بسلوك هذا الدرب أصبح على الطريق الصحيح؛ لكن علينا فعلاً أن نكون قد بدأنا. وأن نكون قد وجدنا "سبيلاً إلى مدينة مأهولة" ، لأنّ "الَّذينَ يَهتَدونَ إِليهِ قَليلون"، وكثيرون هم الذين "يتخبّطون في وحدتهم".

وأنت يا ربّ، فقد أعددتَ لنا طريقًا، وعلينا فقط أن نوافق على السير عليه. علّمتنا طريق إرادتك وقلت: "هذا هو الطَّريق فآسلُكوه إذا يامَنتُم وإذا ياسَرتُم". هذا هو الطريق الذي وعد به النبي: "ويَكونُ هُناكَ مَسلَكٌ وطَريق يُقالُ لَه الطَّريقُ المُقَدَّس لا يَعبُرُ فيه نَجِس". "كنت شابًا وقد شخت"، وإن لم تخنّي ذاكرتي، فأنا لم أرَ قط جهلاء يتوهون على طريقك؛ إنّما بالكاد رأيت بعض الحكماء الذين استطاعوا السير عليه حتّى النهاية.

 "أَنتَ الَّذي كونَ كُليَتَيَّ ونَسَجَني في بَطْنِ أُمِّي" : أنت مَن بفضله أبصرت النور مثل طفل صغير عارٍ، لأنّ أنظمة طبيعتنا تنصاع لأوامرك على الدوام. أنت مَن مهّدت، بنعمة الرُّوح القدس، خلقي ووجودي، "لا مِن دَمٍ ولا مِن رَغبَةِ لَحْمٍ ولا مِن رَغبَةِ رَجُل بل مِنَ اللهِ". لقد حضّرتَ لولادتي بمثابرة تتخطّى أنظمة طبيعتنا.  ولدتني، فحظيت بِالتَّبَنِّي، وجعلتني عضوًا من أعضاء كنيستك المقدّسة والمعصومة من الخطيئة.

أنت مَن أسقيتني حليبًا روحيًّا، أي حليب كلماتك الإلهيّة. أنت مَن قوّيتني مقدّمًا لي غذاء يحصّنني: جسد الرّب يسوع المسيح إلهنا، ابنك الوحيد، القدّوس؛ أنت مَن أسكرتني بكأس الألوهيّة، كأس دمك المحيي، الذي أهرق من أجل خلاص العالم أجمع.

لقد أحببتنا يا ربّ، ووهبتنا ابنك الوحيد مضحّيًا به من أجلنا، وشرب تلك الكأس بكامل إرادته ومن دون مقاومة... هكذا يا ربّ، انحنيت لتحملني على كتفيك، أنا الخروف الضالّ، ووضعتني في مراعٍ نضيرة : أرويتني وأنعشتني من منبع العقيدة الحقيقيّ من خلال رعيانك الذين كنت أنت نفسك راعيهم قبل أن تسلّمهم خرافك.