رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكري وفاته

43 عامًا على رحيل “شيخ القراء”.. أهالي شبرا النملة يستعيدون ذكريات الشيخ محمود خليل الحصري

الشيخ الحصري
الشيخ الحصري

تحل اليوم الجمعة، ذكرى وفاة شيخ القراء الشيخ محمود خليل الحصري، الذي وافته المنية في 24 نوفمبر 1980.

وكعادتهم كل عام، يحتفل الأهالي في مسقط رأسه بـ قرية شبرا النملة، التابعة لـ مركز طنطا في محافظة الغربية، بذكرى وفاة “شيخ القراء” بتلاوة القرآن الكريم وتوزيع الصدقات والطعام على المساكين والفقراء.

وكان الشيخ محمود خليل الحصري، أحد أعمدة دولة التلاوة، وحاملًا لكتاب الله، وله صولات وجولات كحامل لكتاب الله لا يمكن أن يغفلها أحد، فيذكر الجميع الشيخ عندما قرأ القرآن الكريم بصوته الندي في الكونجرس الأمريكي، وأسلم على يديه العديد من أصحاب الديانات الأخرى، وقد قدم الشيخ للمصحف المعلم وأسس مسجدًا ومعهدًا دينيًا يعتبران أفضل صدقة جارية له في حياته وبعد وفاته.

وقال أحمد مهنا، من أهالي القرية وموظف في الشباب والرياضة، يصف الشيخ الحصري بأنه ولد في قرية شبرا النملة، ويعتبرها قرية فخورة بتراثه القرآني العظيم، المتمثل في هذا العلم القرأني، ويقول بدأ الشيخ في حفظ القرآن منذ صغره، وتميز بقدرته على قراءة القرآن بالقراءات العشر، وقد ظهرت نجوميته منذ نعومة أظفاره، حيث حلم والده بأن عناقيد العنب ستتدلى من عموده الفقري ولن تنفد أبدًا، وتحقق هذا الحلم بالفعل. أصبح الشيخ مشهورًا وطلبًا كقارئ للملوك والرؤساء واستمر صيته حتي بعد وفانه.

وقال محمود جاد، من أبناء القرية، وخريج معهد الشيخ الحصري الثانوي الأزهري، يشير إلى أنه كان لجده علاقة صداقة قوية مع الشيخ الحصري، وقد قام الشيخ بتوزيع مصاحف على معظم أهالي القرية في إحدى الحفلات التي نظمها، وتعتبر هذه المصاحف مهداة للقرآن، فهي تتلى ليلًا ونهارًا في الإذاعة المصرية.

وقال محمود الكنيسي، أحد معلمي القرية، يشير إلى أن الشيخ الحصري كان يعتبر العلم والتعليم هديةً سخية من الله، قام بإنشاء معهدٍ في القرية على نفقته الخاصة، وتخرج منه سنويًا مهندسون وأطباء ومعلمون وضباط وغيرهم من أصحاب التخصصات المختلفة، وعند وفاته، وصى الشيخ الحصري بثلث أمواله لإنشاء وقف لله تعالى. كما قدم الشيخ العديد من المؤلفات التي خدمت العملية التعليمية وأضاءت طريق الطلاب في سعيهم للعلم.

وتحظى ذكرى وفاة الشيخ محمود خليل الحصري بتكريم واحتفاء من قبل أهالي قرية شبرا النملة والمحيطين بها. فهم يرون فيه رمزًا للعلم والتلاوة، ويحتفلون بهذه الذكرى من خلال تلاوة القرآن الكريم وتوزيع الصدقات والطعام على الفقراء والمحتاجين، هذا الاحتفال يعكس تقدير المجتمع لإسهامات الشيخ الحصري في المجال القرآني والتعليمي، ويعكس أيضًا التزامهم بالقيم الإنسانية والتراحم والعطاء.

ويظل الشيخ محمود خليل الحصري رمزًا للتلاوة وحفظ القرآن الكريم، رحل وترك إرثًا عظيمًا في مجال التعليم والتربية، وأثر بشكل إيجابي على حياة الكثيرين، تحية إجلال واحترام لذكراه ولما قدمه من جهود في خدمة الدين والعلم.