رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باظ شقلباظ

طارق عبدالفتاح
طارق عبدالفتاح

اجتمع سبعة من أساتذة الجامعات وعمداء الكليات فى منزل أحدهم ليتدارسوا أسباب عدم ترشح أى منهم لمنصب رئيس الجامعة، تنحنح د. سيد أبوشقرة، وقال: الحل عند الشيخ الزقازيقى، تطلع الجمع إليه كغرقى مدت لهم أطواق النجاة. وقال د. ياسر المهدى: من هو وكيف سيساعدنا؟ واصل د. سيد حديثه: هو ليس شيخًا بالمعنى المعروف، ولكنه يستطيع تسخير الجن لخدمة أهدافنا، ضجّت صالة الشقة بالنقاش والجدل، وفى النهاية حدث إجماع على الفكرة.

كان الأساتذة من عمداء الكليات يشعرون بالغبن واتفقوا على أنه فى حالة فوز أحدهم بمنصب رئيس الجامعة فإنه سوف يعيّن ثلاثة منهم نوابًا له، والثلاثة الآخرون سيرسلهم فى بعثات دراسية للخارج.. أقسم الجميع على الوفاء بالعهد.

استمع إليهم الشيخ مسعد الزقازيقى، الذى كان يرتدى جلبابًا أبيض وتعلو رأسه طاقية بيضاء شبيكة كتلك التى نراها على رءوس الحجيج العائدين، طلب منهم أن يقوموا بالوضوء، وأدخلهم إحدى حجرات المنزل الريفى البسيط الخالية إلا من بعض فرش بسيط وخداديات مستديرة موزعة فى الأركان، أشعل مواقد البخور المتناثرة، طلب منهم ترديد بعض الأدعية «يا الله يا جبار بحق كن فيكون، فلتكن المشيئة حاضرة والمعاونة جابرة والقوة الجبارة فى طوعنا وطوع أسيادنا من الجن، اللهم ساعدنا على ضعفنا، وأخرجنا من يأسنا، وهب لنا ما نريد، فأنت أقرب إلينا وعبادك المسخّرين من حبل الوريد».

أمرهم الشيخ الزقازيقى أن يدوروا وهم يرتدون ملابسهم الداخلية فقط حول عروسة بلاستيكية للأطفال بجوارها موقد للبخور، وأمرهم، وسط دهشتهم، أن يرددوا وراءه «حظلم باظ شقلباظ، الكل لاظ والجرهم بيوزع السكر ويلف البظاظ، يا ألطاف يا ألطاف الآن الآن باظ شقلباظ»، بعد سبع دورات جلسوا منهكين مستندين على الخداديات، فأخبرهم بأن الجن رافض التجسد فى أجسادهم، لأن أرواحهم ليست صافية، أخذوا يرتدون ملابسهم وهم لا يدرون الخطوة القادمة. رفض الشيخ مسعد تقاضى أى أموال منهم، وتحت ضغط قال لهم: أنا راضٍ بأى هبة من الله.

بعد أسبوع تجمعوا فى نفس الحجرة، ولكن أراهم الشيخ مسعد فيديو دورانهم حول العروسة وهم يرددون التعاويذ بملابسهم الداخلية، وطلب منهم أن يجمعوا له ٢ مليون جنيه، وإلا فإن الجن سيغضب وسيقوم بنفسه بنشر هذا الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعى، أفقدتهم الصدمة توازنهم، ماذا سيكون مصيرهم إذا نشر هذا الدجال الفيديو؟ كيف سيواجهون طلابهم وأسرهم والمجتمع؟ 

جمعوا ٢٠٠ ألف جنيه وأعطوها للدجال، بعد مرور شهر واصل ابتزازه وتهديدهم بنشر الفيديو، أعطوه ٥٠ ألف جنيه أخرى، وأخذوا تعهدًا على الدجال بألا ينشر الفيديو، ولكنه اتصل بهم بعد شهر آخر، وأكد لهم أنه على العهد، ولكن الجن الملعون يصر على الحصول على مبلغ مليون جنيه، وإلا سيفضح أمرهم.

لم يستجيبوا للابتزاز، فنشر الدجال الفيديو، تحاكت الجامعة والجامعات المجاورة بما حدث، ونشرت الصحف الفضيحة، بعد عدة شهور عادت الحياة لطبيعتها، وفى أحد الأيام طلب منهم د. أشرف مرسى التجمع فى منزله لأمر هام.