رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حماس ومجزرة سيناء والدور المأمول للقوات المسلحة المصرية


دكتور عبدالعظيم محمود حنفى

تصريحات مسئولى حماس الإخوانية الأخيرة تستلفت النظر وما يستلفت النظر أكثر أن المجزرة التى حدثت ضد جنود مصر النبلاء الأطهار جاءت بعد أيام قليلة من زيارات متتابعة لهنية وآخرين إلى مصر التى واكبت تلك التصريحات

ومضمونها أنهم يريدون فتح المعبر للتجارة طوال الوقت وأفادوا بما يفيد بأنهم ليسوا «طمعانين» فى سيناء وبعد الحادث الإرهابى صرحوا بأنهم يريدون وجود لجنة تنسيق أمنية مع مصر أضحوا يتعاملون مع مصر ذلك الكيان الكبير كأنه فصيل من الفصائل الفلسطينية، وأنهم ألغوا منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية وأن غزة أضحت مسئولية مشتركة بين حماس ومصر وليست منطقة محتلة وبذلك يخلوا أى مسئولية إسرائيلية عن غزة بالكامل.. حماس التى سيطرت على غزة عبر الحسم العسكرى بقوة السلاح وعمقت الانقسام الفلسطينى ووجدنا فى غزة حالة انقسام رهيبة.. الإخوة فى البيت الواحد لا يكلم بعضهم البعض؟! وهذا الوضع أدى بالوضع الفلسطينى إلى نتيجة مؤسفة هى أنه لا قدرة على إجراء مفاوضات من موقع القوة ولا مقاومة ولا يحزنون! فحماس تخلت عمليا عن المقاومة ضد إسرائيل وتدعو إلى هدنة دائمة إلى أبد الابدين ويكتفون بالشعارات ما داموا يحكمون غزة ويستمتعون بحكمها بالحديد والنار ويرفضون إجراء أى انتخابات اخرى لأنهم يعرفون نتيجتها المؤكدة لإخفاق الحركة فى الجوانب التى تتعلق بتحسين ظروف الفلسطينيين الاقتصادية والاجتماعية والإدارية.

وحماس شجعت على حفر الأنفاق التى حولت سيناء إلى منصة لإطلاق الهجمات الإرهابية وبارونات حماس يستفيدون من الإتاوات التى يتربحون منها على حساب الشعب الفلسطينى فى غزة.

وحماس تعرف كل شاردة وواردة تجرى فى غزة وهى تأوى وتحمى منظمات متطرفة إرهابية خدمة لأهدافها من خلال جماعات جهادية سلفية مثل جحافل التوحيد والجهاد، وجيش القدس الإسلامى، والجلجلات، وجند الله، وجند أنصار الله، وقاعدة الجهاد ولاية فلسطين، وفتح الإسلام فى فلسطين، وعصبة الأنصار فى فلسطين، وجيش الأمّة، وجيش الإسلام. وكل تلك التنظيمات وغيرها تتطلّع إلى أن تكون جزءاً من الجهاد العالمى لتنظيم القاعدة. ذلك أن الأيديولوجيا الجهادية السلفية ترى أن الجهاد المسلّح واجب دينى بمنزلة أركان الإسلام التقليدية الخمسة يهدف إلى إقامة دولة إسلامية أممية.وكلها تعمل بعلم ورضاء حركة حماس ورأت أن تزعزع الامن القومى المصرى ثم تطالب بلجان مشتركة لتقف مع الدولة المصرية الند بالند. أى هوان وأى امتهان لكرامة مصر وكبريائها تقوم به حركة الإخوان المسلمين فى غزة. وهذا يقودنا إلى التأكيد على أن دور القوات المسلحة المصرية أن تحمى عملية بناء المجتمع ضد الأخطار الخارجية، فقد ألقت المقادير على عاتق القوات المسلحة طوال تاريخ مصر عبء الحركة السريعة للدفاع عن التراب المصرى المقدس واستجابت قواتنا المسلحة لهذه المهمة استجابة صادقة مخلصة وتحركت فى سرعة لرد العدوان وأثق أن قواتنا المسلحة تعرف أن قيمتها الحقيقية وفاعليتها الأصيلة تأتى من مقدار التحامها بالثورة الشعبية لجماهير وطنها وهى القاعدة الطليعية لثورتها وهذا الالتحام والولاء لتطلعات الشعب ومنع اختطاف تطلعاته المشروعة من قوى الظلام والاظلام والإرهاب هو ضمان نقطة الارتكاز الوطيدة وهو فى نفس الوقت ضمان سلامة الطريق. وأعداء مصر فى الداخل والخارج يدركون أن ضرب مصر هو المطلوب لتحقيق مطامحهم فى استعادة سيطرتهم على مصر الحرة الناهضة الحضارية الوسطية والقوات المسلحة درع الشعب المصرى عليها أن تحمى إرادة الثورة والثوار الحقيقيين من السطو والاختطاف والإرهاب وأن تصون تراب وطنها الخالد.

■ أستاذ العلوم السياسية