التنسيق الحضاري يدرج اسم كمال الدين صلاح ضمن "حكاية شارع"
أدرج الجهاز القومي للتنسيق الحضاري اسم كمال الدين صلاح، ضمن مشروع "حكاية شارع"، الذي أطلقه الجهاز بهدف التعريف بالشخصيات المهمة التي أطلقت أسماؤها على بعض الشوارع.
نبذة عن كمال الدين صلاح
ولد محمد كمال الدين صلاح في 28 مايو 1910، وترعرع في كنف والده الّذي كان علامة، وقاضيًا ونائبًا في المحكمة، وهذا مما ساعد محمد كمال الدين على أن يتعلم من والده قيم العدل والثبات، التي اتصف بها أثناء عمله الدبلوماسي، وينهل من مكتبة والده العريقة. وقد بدأ كمال حياته مناضلًا فى الحزب الوطنى الذى أسسه مصطفى كامل.
قدر لكمال الدين صلاح أن يعمل سفيرًا لمصر في الأماكن الأخطر أمنًا، والأعقد سياسة، حيث كان أول تعيينه كسفير لمصر عندما عين سفيرًا في القدس، في وقت كانت فيه الثورة الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني في أوجها، فشارك في كفاح الشعب الفلسطيني، لكن السلطات أبعدته عن الشرق الأوسط، وتم نقله إلى اليابان إبان الحرب الصينية اليابانية، ثم ذهب إلى لبنان في وقت كانت الجيوش البريطانية والفرنسية تتهيأ لغزو لبنان التي كانت ملجأ للعرب الأحرار الذين فروا من قبضة الإنجليز في كل من العراق وفلسطين وإيران، فقام بمساعدتهم مما أدى إلى أن ينقل من بيروت إلى القاهرة التي بقي فيها حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.
اغتيال كمال الدين صلاح
لم يكن الاستعمار مطمئنًا لما يقوم به كمال الدين، فحاولوا عدة مرات عرقلة أعماله في سبيل نيل الصومال لاستقلالها، لكن جميع محاولات الاستعمار كانت تبوء بالفشل، ولعل ذلك راجع لما يحظى به كمال الدين من ثقة النخب الصومالية، حيث رأوا فيه انحيازًا لقضاياهم ومواجهًا للاستعمار في الصومال.
ومن المؤامرات التي حيكت ضد كمال الدين من قبل الدول الاستعمارية، أن القوى الاستعمارية أرادت إبعاده من المجلس الاستشاري للإدارة الوصية، وطالما، أنها لا تقدر الجهر بذلك لجأت إلى بعض ضعاف القلوب والنفوس بكتابة عرائض وشكاوى ضد كمال الدين وتدينه بتدخله في الشؤون الداخلية الصومالية، وقدمت الشكوى إلى المجلس الاستشاري وإلى الأمم المتحدة، غير أن هذه الشكاوى لم تجد تفاعلًا من قبل المعنيين بها، وذلك لمعرفة الكل مدى نزاهة كمال الدين وحبه للشعب الصومالي ونضاله في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال للصومال.
استمرت القوى الاستعمارية في مؤامراتها ضد كمال الدين، حتى جاء يوم 16 أبريل 1957م، وحينما انتهت جلسة اللجنة الثلاثية وخرج بعدها كمال الدين بسيارته التي يقودها بنفسه متجهًا إلي القنصلية المصرية التي وصلها حوالي الساعة الواحدة ظهرًا، حيث لاحظ عدم وجود الشرطي ولا الحارس الصومالي المعين على باب القنصلية، وأثناء سيره هاجمه شاب صومالي وطعنه بخنجر مسموم سبع طعنات، وفي الطعنة الثامنة ترك القاتل الخنجر في ظهر القتيل بعد أن تجمع الناس في حديقة القنصلية، وقاموا بالقبض عليه.
وقد كشفت التحقيقات أن الجاني يدعى محمد عبد الرحمن في الثلاثين من عمره وأنه كان قد درس في الأزهر الشريف علي نفقة الحكومة المصرية. وبذلك أصبح محمد كمال الدين صلاح أول شهداء وزارة الخارجية المصرية.
تكريم ذكرى كمال الدين صلاح
عبر الشعب الصومالي عن وفائه للبطل الشهيد كمال الدين صلاح حينما قدم رئيس الجمعية التشريعية إقتراحًا للجمعية في 30 أبريل سنة 1957 نحو مشروع تكريم ذكرى كمال الدين صلاح، فوافقت عليه الجمعية بالإجماع بإعتبار يوم 16 أبريل من كل عام يوم الذكرى لشهيد الصومال محمد كمال الدين صلاح، كما أطلق اسمه على أحد شوارع العاصمة، وكذلك على عيادة طبية، كما أجرى إكتتاب باسم الشهيد بلغ دخله في اليوم الأول نحو 10.796 شلن صومالي.