الصراع بين الخير والشر فى "مسافر ليل" ضمن المهرجان الختامى لنوادى المسرح
قدمت فرقة الأنفوشي العرض المسرحي "مسافر ليل"، على مسرح قصر ثقافة روض الفرج، ضمن فعاليات اليوم الحادي عشر من المهرجان الختامي لنوادي المسرح في دورته الـ 30 "دورة الكاتب محمد أبوالعلا السلاموني"، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني.
يناقش العرض فكرة الطغيان على مر العصور، من خلال طرح عدة أفكار فلسفية كالخير والشر ومعنى الوجود الإنساني، ويتجلى ذلك في علاقة الحاكم بالمحكوم- عامل التذاكر كممثل للسلطة داخل القطار وأحد الركاب بالقطار "المسافر"- من خلال معالجة مختلفة عن النص، فنجد الراوي سائقًا للقطار، وهو ليس حياديًا بل مع مؤسسة عامل التذاكر! شخصية عبثية.. يروى الأحداث.. ولا يراها، ويقود جميع الركاب إلى مسار مجهول! حول راكب يسافر ليلًا متجهًا إلى مكان ما على متن قطار يشبه بطن الحوت الميت، وخلال سفره يلتقي بعامل التذاكر الذي يمارس عليه كل أنواع الهيمنة والسلطة في إطار عبثي.
"مسافر ليل" تأليف صلاح عبدالصبور، تمثيل أحمد إيهاب، محمد خالد، عمر الشرنوبي، منفذ إضاءة محمد صلاح، مخرج منفذ باسم رزق، تصميم وتنفيذ ديكور لبني الإمام، ملابس عبير عصام، ماكياچ يوسف صقر، موسيقى محمد إبراهيم، إضاءة وإخراج أحمد علاء علي.
شهد العرض لجنة التحكيم المكونة من د. أحمد مجاهد رئيس اللجنة، د. صبحي السيد، الموسيقار د. طارق مهران، المخرج ناصر عبدالمنعم، المخرج عادل حسان، والمخرج محمد طايع مدير ومقرر المهرجان، ونخبة من النقاد والمسرحيين، تلته ندوة نقدية أدارها الكاتب سامح عثمان، بحضور الناقدين محمود حامد وأحمد خميس.
وأشار الكاتب سامح عثمان إلى أن العرض عن نص شعري له مكانة عظيمة في المسرح المصري، مضيفًا أن التعامل مع هذا النوع من النصوص سلاح ذو حدين ويحتاج إلى وعي كبير، كونها نصوصًا مليئة بالتفاصيل، وأضاف أن المخرج تمكّن من فك شفرات النص، فرأينا عنصر الإبهار تحقق في كل من السينوغرافيا، الديكور والملابس، وهذا يعني أن هناك تكاملًا بين عناصر العرض.
من جهته؛ أوضح الناقد محمود حامد أن العرض يتناول سمة عامة لمفهوم الاحتجاج أو الإحساس بالحصار عند الشباب، وذلك تم تقديمه على مستوى جيد للغاية، مضيفًا أن أداء فريق العمل جاء جيدًا ومتكاملًا، وينم عن رؤية شبابية تُظهر الواقع المليء بالصراعات التي تجري بين القاهر والمقهور.
وأشاد الناقد أحمد خميس أيضًا بالأداء التمثيلي، والدراما داخل العرض التي أظهرت ملامح شخصية البطل الذي نجح في تجسيد شخصية الخائف والهارب من عدة مواقف تسيطر عليه، كونه يعيش طوال الوقت بشكل غير طبيعي.
"المهرجان الختامي لنوادي المسرح" يقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبدالمنعم، وتنظمه الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، ويشارك به هذا العام 27 عرضًا مسرحيًا من مختلف أقاليم مصر يستمر عرضها حتى منتصف أكتوبر الحالي، وتصدر عنه نشرة يومية، بالإضافة لكتيب وندوات تعقب العروض يشارك بها نخبة من النقاد والمسرحيين، كما تقام ورش في الفترة الصباحية عن الفلسفة النوعية لعروض نوادي المسرح حول "البناء الدرامي المغاير في عروض نوادي المسرح نصًا وصورة" تقدمها مجموعة من المدربين المتخصصين.