رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قادة فلسطينيون: مصر تقود تحركات مكثفة لوقف العدوان على غزة

قطاع غزة
قطاع غزة

أكد عدد من القادة الفلسطينيين، لـ«الدستور»، أن مصر تقود تحركات مكثفة لوقف العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى، والاعتداء على مقدساته، وذلك فى إطار دورها التاريخى، وبالتنسيق مع عدد من القوى العربية والدولية.

وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القدس والقيادى فى حركة «فتح» الفلسطينية، إنه منذ اللحظات الأولى من فجر السبت الماضى ومصر تتحرك لمنع تصاعد الأمور، خاصة أن الاحتلال الإسرائيلى يتجهز لشن هجوم كبير على قطاع غزة، يتضمن حربًا برية، قد يرتكب الاحتلال خلالها جرائم بشعة ضد الشعب الفلسطينى الأعزل.

وأضاف «الرقب»: «أمس الأول كان بيان الخارجية المصرية قويًا، واعتبر أن ما حدث فى قطاع غزة جاء نتيجة الاستفزاز من قبل الحكومة اليمينية المتطرفة فى إسرائيل، وتشجيعها لاقتحام المقدسات والاعتداء على الشعب الفلسطينى الأعزل فى القدس والضفة، والاستمرار فى حصار قطاع غزة».

وأكد أن القاهرة واصلت، من خلال اتصالاتها مع الدول العربية، خاصة مع المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية، تنظيم خطوات دولية لوقف التصعيد الإسرائيلى.

وتابع: «فى نفس الوقت تتواصل مصر مع الولايات المتحدة الأمريكية، وجهات دولية أخرى، لوقف التصعيد وفتح مسارات سياسية تنهى حالة الإحباط التى يعيشها الشعب الفلسطينى».

فيما قال الدكتور جهاد الحرازين، القيادى فى حركة «فتح»، إن مصر تبذل جهودًا كبيرة منذ اللحظة الأولى لتفجر الأوضاع فى غزة، وذلك عبر الاتصالات التى أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسى مع قادة العالم والدول العربية، وكذلك عبر الاتصالات الدبلوماسية التى أجراها وزير الخارجية سامح شكرى مع نظرائه العرب والأوروبيين، وعدد من دول العالم، فى محاولة لتوحيد الجهود للضغط من أجل التوصل لتهدئة.

وأضاف «الحرازين» أن الاتصالات التى تجريها مصر تهدف إلى الضغط لوقف تلك الاعتداءات، مع تحميل إسرائيل المسئولية الكاملة عمّا آلت إليه الأوضاع وتفجرها نتيجة جرائم وإجراءات الاحتلال التى يرتكبها بالضفة والقدس، خاصة الاقتحامات وتدنيس المقدسات وعمليات القتل والإعدام بدم بارد، واعتقال الأسرى ومواصلة الاستيطان والتهويد، ومحاولة فرض التقسيم الزمانى والمكانى، والحصار المفروض على القطاع.

وتابع: «الرد الفلسطينى جاء نتيجة لهذه الغطرسة والعنجهية التى مارستها الحكومة الإسرائيلية، وعدم تجاوبها مع المطالبات العربية والإقليمية والدولية لوقف جرائمها وجرائم متطرفيها، وضربها بعرض الحائط كل القوانين الدولية».

من ناحيته، قال بركات الفرا، السفير الفلسطينى الأسبق لدى القاهرة، إن مصر حريصة دومًا على منع ووقف أى عدوان صهيونى على الشعب الفلسطينى بصفة عامة، وعلى قطاع غزة بصفة خاصة.

وأضاف «الفرا» أن القاهرة طالبت إسرائيل بوقف العدوان وضبط النفس حتى لا يراق مزيد من الدماء مع استمرار العنف وتطور الأحداث إلى ما لا يحمد عقباه.

وأوضح أن مصر، منذ عام ١٩٤٨ وقبلها، معنية بالدفاع عن الشعب الفلسطينى وقضيته الوطنية، وتقف ضد كل الاعتداءات الصهيونية على قطاع غزة، وتجرى اتصالات مكثفة لوقف العدوان، كما تفتح أبواب مستشفياتها أمام الجرحى والمصابين جراء العدوان، مضيفًا: «تظل مصر هى السند دائمًا للشعب الفلسطينى».

فيما قال المحلل السياسى الفلسطينى الدكتور عبدالمهدى مطاوع إن الدور المصرى واضح منذ بدء تصعيد الأوضاع فى غزة، بداية من فتح السلطات المصرية المستشفيات فى مدينة العريش أمام الجرحى الفلسطينيين، الذى أصيبوا جراء العدوان، إلى جانب الاتصالات المكثفة التى أجرتها مع العديد من الأطراف الدولية والعربية للتهدئة.

وأوضح «مطاوع» أن وقف العدوان الإسرائيلى على غزة يتطلب تغييرًا فى الموقف العسكرى على الأرض، سواء لحركة «حماس» أو لإسرائيل، حتى يتم الوصول إلى نقطة معينة يقف عندها الطرفان للتفاوض.

وشدد السياسى الفلسطينى على أن الوضع مختلف تمامًا هذه المرة، لذا فإن المعايير التى سيتم بها الهجوم والهجوم المضاد ستكون مختلفة ومفتوحة، خاصة بعد أن استطاع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الحصول على تأييد الولايات المتحدة وإدارة الرئيس جو بايدن، وحكومات أوروبا.

وتابع: «المشاهد التى تم نقلها شكلت طعنة كبيرة لإسرائيل، لذا فإن رد فعلها سيكون ضخمًا وقويًا لترميم صورتها أمام الإسرائيليين والدول الأوروبية، لأن هذا الفشل الاستخباراتى الأمنى سيترك بصمته على إسرائيل لسنوات عديدة».

وتوقع «مطاوع» ألا تقبل إسرائيل أى وساطات فى الوقت الحالى، حتى تتعدل الأمور لصالحها، مع تقوية موقفها على الأرض للتعاطى مع حركة «حماس».