رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الكحلاوى.. مداح النبى صاحب لون خاص فى الإنشاد الشعبى

محمد الكحلاوي
محمد الكحلاوي

 محمد الكحلاوي مداح النبي صاحب لون خاص في الإنشاد الشعبي، وهو صاحب أشهر المدائح النبوية، ومنها: لأجل النبي، حلوة صلاة النبي، النبي غالي، يا آل البيت، حب الرسول، عليك سلام الله وغيرها العشرات التي تغني وأنشد بها مداح النبي محمد الكحلاوي، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1912.

من كرة القدم إلى الغناء

كان محمد الكحلاوي خلال سنوات طفولته وصباه، يقضي وقته بين لعب الكرة مع أصدقائه والغناء لهم. 

وفي وقت لاحق من عمره كان محمد الكحلاوي كابتن فريق نادي السكة الحديد. حتى إنه قدم جانبًا من حياته التي احترف خلالها كرة القدم في فيلم "كابتن مصر"، إنتاج عام 1955، ومن إخراج بهاء الدين شرف، وشاركه بطولة الفيلم إسماعيل ياسين، زهرة العلا، ومحمود المليجي.

أما طريقه إلى الغناء والذي حاز فيه لقب رائد الأغنية البدوية، فقد بدأه مبكرًا عندما رافق فرقة عكاشة الفنية في رحلتها إلى بلاد الشام، دون علم والديه، ورغم عودة الفرقة إلى مصر، إلا أن محمد الكحلاوي، ظل في بلاد الشام لمدة ثماني سنوات.

مدرسة محمد الكحلاوي الإنشادية

يصف الشاعر صالح جودت، في مقاله المنشور بمجلة الكواكب الفنية، بتاريخ 21 أبريل 1953، صوت محمد الكحلاوي وأسلوبه في المديح النبوي، مشيرًا إلى: للكحلاوي أسلوب خاص في فنه، فقد لا يفهمه كثير من أهل الفن، وقد لا يدركه كثير من أبناء هذا الجيل، ذلك لأن فنه استرسال للون من الإنشاد الشعبي الذي شهدته القاهرة في القرن الماضي حينما كان الكحلاوي الكبير خال محمد الكحلاوي،  يقدم للجماهير لونًا شعبيًا من الإنشاد، بـ"صهبانة" في حي الناصرية على مقربة من السيدة زينب. 

أوركسترا القوارير الفارغة

ويضيف "جودت": كان الكحلاوي الكبير يقدم هذا اللون بصحبة أوركسترا قد يستغربه الكثيرون ممن لم يتتبعوا تاريخ الغناء في مصر، فإن أفراد هذه الأوركسترا لم يكونوا يعزفون على آلات موسيقية، بل كانوا يستعيضون عنها بالنقر على قوارير فارغة تصدر عنها أنغام متبانية منسجمة.

وفي هذه المدرسة نشأ محمد الكحلاوي، الذي تشرب هذه الروح الشعبية من خاله، ثم زاد عليها اتجاهًا جديدًا، هو تلوين أغنياته باللون البدوي، وصبغها بالصبغة الصحراوية، وقد أعانته جولاته الكثيرة في صحاري العراق والأردن وغيرها من التشبع بألحان البدو والتطبع بطابع الصحراء، حتى أصبح يزعم زعمًا لطيفًا حين يسمي نفسه وتخته والمعجبين به "قبيلة بني قحطان".

محمد الكحلاوي أشهر ظرفاء الفنانين

ويمضي الشاعر صالح جودت في مقاله عن محمد الكحلاوي: والكحلاوي إنسان لطيف المعشر، بسيط التفكير، محب للنكتة حتى لو كانت موجهة إليه، وهذا هو السبب فيما ازدحم حوله من نكات أهل الفن وقفشات خبثاء الصحفيين. ومن أشهر ما يزعمون في هذا المجال أنه اعتذر ليلة عن عدم الغناء لأن "إيديه بتوجعه". وهم يتندرون بهذه القفشة، لأن من خصائص الكحلاوي في بعض أغانيه، أن يصفق بيديه.

ويستدرك "جودت": ولكني  أجد عدة تفاسير لهذه الظاهرة، منها أن غناءه من اللون الذي يظهر فيه "الواحدة" بعنف، وتصفيق الأيدي يعتبر في تاريخ الموسيقي أول ضابط إيقاع، أضف إلى ذلك أنه يقدم ألوانًا بدوية وافدة من الصحاري، وأهل الصحاري يعتمدون في ضبط الإيقاع، بل في مصاحبة الغناء كله، على التصفيق بالأيدي عوضًا عن الآلات الموسيقية، والتصفيق نفسه يخلق جوًا من التطريب.

وإذا ذكرت أن الكحلاوي الكبير، كان يستعين على الإنشاد بالنقر على القوارير، فقد تدرك بعد ذلك أن تصفيق اليد على اليد هو التطور الطبيعي في لون واحد من الفن بين جيل وجيل.

محمد الكحلاوي يبتكر الديكورات البدوية 

ويمضي "جودت" عن صفات وشمائل الفنان محمد الكحلاوي: والكحلاوي بعد ذلك كريم إلى أبعد حدود الكرم، وعزائمه وولائمه وحفلاته وسهراته في عوامته الشرقية اللطيفة على شاطئ النيل بالجزيرة، مشهورة ومأثورة عند أصدقائه ومحبيه، الذين يزعمون أن رأسماله من الدنيا يتألف من عوامة، وكلب، وخاتم "سوليتير" وسيارة.

ويشدد "جودت" على أن محمد الكحلاوي: يتميز بالبساطة، وهذه البساطة تحسها في ألحانه التي تنساب في سهولة ويسر، ولهذا يحبها الجمهور ويحفظها ويرددها في كل مكان. وقد استطاع محمد الكحلاوي أن يكسو غناءه الشعبي في حفلاته بكسوة حلوة، هي "الديكورات البدوية" والراقصة الحسناء التي تصاحب برقصها أغنياته، والجو المرح الذي يخلفه حول هذه الأغنيات، وقد أنشأ بهذه المبتكرات لونًا من الفن أخذ كثير من المطربين الشعبيين في تقليده.