رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عيون المها

حلمي علي سالم
حلمي علي سالم

عيون المها صدّتْ وما كنتُ ذا ذنب

بقية أنفاس الغرام على ثوبى

وما كان روضى زاهرًا وقتَ جئتها

ولا غُصنى فى الناس بالغُصنِ الرطب

ولم يكتمل بدر الحياة بأعينى 

وقد مالت الشمس الحبيبة للغرب 

أسائل أين الأمس من حُرَقِ النوى

وأين مكانى والقلائد أو جَوبى

وآنست نار العجز فى كل مشهدٍ

وأحسب لو دار الزمان على قطبى

أنادى وما خيلٌ لدىَّ وصحبة 

وللنفس تهيام وخطوى بلا درب 

لعلكَ باقٍ فى الصبابة والرضا

تحاذر منهمْ أنْ يزيدوا على الجدْب

كأنَّ علىَّ الدهرَ أخوةَ يوسفٍ

وكنتُ حثيثًا ساعيًا لو أرى جُبّى

لقلبك ذكرى لا تغيِّرها المنى

ونيرانُ وجدٍ لا تقصِّر فى النهب

ولما يزلْ وهمُ الوجودِ يحوطنى

فكيف أغنّى للنهارِ على شِعب؟ 

حنين وأطياف ونظرة عابر

ولفتة ذى الأحمالِ ما بارقٌ يَسبى

كأنَّ بى الأضغانَ واحةُ منشدٍ

وأنَّ بى الأشباح أسطورةُ الحِقْب

أسابقُ خطوى لا أفارقُ خافقى

فهلا نصيرٌ يبتغينى من الحرب؟

وكنتَ لديهم حاجةً فى صدورهم

فلما قضَوا زاغوا وجادوا من العَيب 

ملكتَ مُقامًا أو رغبتَ مكانة!

وحادتْ بكَ الآمالُ عن سُبِلِ الرَّكب

وكنتَ ترى الحظ الكبيرَ جوارَهم

وبتَّ على النجوى تطولُ بلا صحب 

بَلَى لىَ أصحابٌ وأعداءَ حُكِّموا

فكان بلاءٌ لا يقوم به صُلبى

وكان لىَ السهمُ المحلِّقُ فى العلى

وأسهمهمْ فى الروح دائمة الجذب

ولى صورة مُثلَى قرارٌ بخاطرى

ولى راية أسمَى ولى رحلة تُنْبى 

فصبرًا فإما أنْ ترى العدلَ فيهمُ

أو الراحة الكبرى وموعدة الرب

فلا تحسبنَّ اللهَ مخلفَ وعدِه

فلا حصِرَتْ منا الصدور وما تُربى

ولم أحصِ من بين الخسارات أنفسًا

شققتُ لها جيبى وقلتُ لها حسبى 

ونفسٌ هى المطلوب من كل مذهبى

وغاية روحى لو تفىء إلى جنبى

سلى عن دموعى كيف ناء بها الدجى

وأزهارَ عمرى دامياتٍ بلا ذنب

ولا تدَعى الأحداث تحكى صروفها

ولكنَّ وجهى صورة الخوف والخطْب

وأدْرجْتُ رهن الأربعين ببلدة 

كأيُّوب فى الضُرِّ المقيم وفى الكرب

أراعى حُزونًا لم أكنْ من جُناتها

ولكنّ أمرَ الله أسبقُ فى الكتْبِ

ولمَّا أراد الحظُّ نشر صحيفة

ومعقودَ خيطٍ للحياة وللكسبِ 

وكنتُ أُرِيتُ الأمر يُدفَع بالتقى

وبالصوم والقرآن من صادقِ الحدْبِ

دعوتُ وما كان الدعاءُ فضيلةً

وأعنقَتِ الحاجاتُ تنبو عن الطبِّ 

إلاهًا هدانى كلَّ رشْدٍ وضالةٍ

وألهمنى كيف المسيرُ على النُّكْب

رؤًى ما أملُّ العمر نهر ورودها

وقد أنكرتنى العاذلاتُ على الشيْبِ

ولو يعلم الأهلُ الذين أريدهم

بقاءً وسعدًا وانتهاءً عن الريبِ 

فما كان علمى ما يكون؟.. مودّتى

قضيتُ وأسبابُ الوفاءِ من الحُبِّ

تعهَّدتُ جُرحى وانتظرتُ التئامه

ولقَّنتُ نفسى ما يجدُّ من الغيب

أدورُ وللطرفِ الحسير التفاتة

ملامحَ للقربى ولستُ على قرب

لأستلَّ من داءٍ دفينٍ ورثته 

فؤادًا أباحته الخلائقُ للسلْب

خلائقُ شتَّى من أنيسٍ وموحشٍ

وما السيف فى طَوعى ولا هوَ بالعضْبِ

وما استحْقبتْ نفسى أمورًا تريبنى

ولا انتسبتْ يومًا إلى معرضِ الكذْبِ

وكنتُ بأطلال كثير شهودها

بأولِ مأخوذٍ جَنَتْهُ يدُ العَتْب

ولمْ أتقلّدْ عُدّةً أتّقى بها

سوى الحقِّ من نفسٍ حفظتُ بها تُربى