رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هبة شريف عن كتابها المُترجم "سياسة الإذلال": يُمارس فى العمل والمدارس

مناقشة كتاب سياسة
مناقشة كتاب سياسة الإذلال

قالت المترجمة والكاتبة الدكتورة هبة شريف، إن هناك زيادة بالوعي في أوروبا وفي عدد كبير من دول العالم، حول مناهضة ثقافة الإذلال، مشيرة إلى أن "الكرامة ليس شعورًا مكتسبًا وإنما صفة لصيقة بالإنسان".

وأضافت، هبة شريف خلال مناقشة كتابها المُترجم عن الألمانية للعربية: "سياسة الإذلال" فيمكتبة معهد جوته الألماني بالقاهرة، أن التحولات الليبرالية والتصنيع، جعل الناس تعي أكثر بحقوق الإنسان، مما دفع الحكومات بأن تكتفي بعقوبات السجن، بدون اتباع ممارسات التشهير والفضح والإذلال، لأنه منافٍ لقيمة الإنسان نفسه.

الإذلال في التربية والمدارس

وسلطت هبة شريف، الضوء على أزمة "الضرب" في المدارس كنوع من الإذلال، وهو ما طرحته أيضًا الكاتبة الألمانية "أوتا فريفرت"، مشيرة إلى أن "الإذلال في المدارس وفي تربية بعض الأمهات لأبنائهم، كما أن الإذلال حولنا في العمل وفي التنمّر على السوشيال ميديا وفي كل مكان، والكاتبة لم تكن ملزمة أن تقدم حلولًا، ولكن دورها كان عرض المشكلة ذاتها".

وفي سياق متصل، أوضحت الدكتور هبة شريف، أن المؤلفة ركزت على أن الإذلال جاءت مع البرجوازية الغربية، وكيف أن ألمانيا اتجهت مؤخرًا في سياستها إلى ثقافة الاعتذار، قائلة: على سبيل المثال أثار "فيلي برانت" الكثير من الجدل في ألمانيا، حينما ركع أمام النصب التذكاري لضحايا النازية أثناء زيارته إلى وارسو، عام 1970، اعتذارًا منه على ما فعلته ألمانيا من جرائم النازية، وذلك كان بعد هزيمة ألمانيا.

وأكملت: لم يكن في مقدور فيلي برانت فعل شىء غير ذلك، بعد هزيمة ألمانيا، فكانت أول زيارة له لبولندا، فأراد فتح صفحة جديدة بين البلدين.

المسئولية الفردية لمواجهة الإذلال

من جهته، تحدث الكاتب الصحفي إسلام أنور، عن الكتاب، قائلًا إن الكاتبة ركزت أيضًا على الأفراد الذين يدخلون طوال الوقت في مواجهة مع الدولة لانتزاع حقوقهم وحرياتهم بأنفسهم.

وأضاف، أنه ما زالت أشكال الإذلال موجودة، مثل "الضرب" في بعض المدارس والخزي الذي يشعر به الطلاب من قِبل معلميهم، ولكن ما يحميهم الآن هو  وجود قوانين وأعراف تحمي من "الإذلال".

وأكمل إسلام أنور: على المستوى الشخصي، أرى أن المجتمعات تتغير على مستوى الأسرة والمدرسة، وأصبح أولياء الأمور أكثر وعيًا في تقديم البلاغات ضد من يضرب أبناءهم، وفي ألمانيا على سبيل المثال، ليس سهلًا أن تصبح في وظيفة المُدرس، لأن "المعلم" يمر باختبارات كثيرة جدًا قبل أن يدرس للطلاب.

واختتم إسلام أنور، كلمته بأن الكاتبة أوتا فريفرت، حثت الأفراد على "مسئوليتهم الفردية"، وألا يسمحون بأن يكونوا أداة لإعادة هذا القهر، وهنا نجد أن "الوعي الجمعي" يتكون من مجموعة وعي هؤلاء الأفراد ليصبحوا "كتلة حرجة" تستطيع المقاومة والتغير، وليسوا مجرد "ضحايا".

كتاب سياسة الإذلال

ويدور الكتاب في الأساس حول السلطة والعقوبات التي تفرضها بغرض الإذلال والخزي، ولكنه يدور أيضًا حول الدول التي تمارس الإذلال تجاه دول أخرى، كما تشير الكاتبة إلى مؤسسات وجماعات ما زالت تمارس خزي الآخرين حتى اليوم: عن المدرسين في المدارس الذين يقومون بإذلال التلاميذ سواء عن طريق الضرب أم عن طريق عقوبات أخرى، عن مؤسسات وجماعات أخرى في المجتمع معروفة بقدرتها على خزي أعضائها مثل الصحف والمحاكم الشعبية والمدارس الداخلية، كما تحاول فهم إذلال جماعات الأقران لبعضهم البعض في المدارس الداخلية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي على سبيل المثال.

وتتناول المؤرخة الألمانية "أوتا فريفرت" في كتابها "سياسات الإذلال" رموز وممارسات الخزي والإذلال، وتتبعها منذ القرن الثامن عشر حتى اليوم، مع التركيز على أوروبا، وإن كانت لم تغفل على سبيل المثال ممارسات الإذلال في بلاد أخرى مثل الصين، فكانت عقوبات التشهير والتجريس والفضح تختلف في الماضي وفقًا للموقع الاجتماعي لمن قام بمخالفة القانون، وكانت التفرقة بين طبقات الهرم الاجتماعي تُتبع بكل دقة، وتؤكد على ما كان يشاع آنذاك عن اختلاف الشعور بالشرف والكرامة ومعناهما وفقًا للطبقة الاجتماعية.