رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حدث فى سدس الأمراء

مقدرًا حجم المعاناة التى تواجهها الأسرة المصرية فى مواجهة الأعباء المعيشية، الناتجة عن الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية المركبة، التى خلفها وباء كورونا وضاعفتها الأزمة الأوكرانية، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الدولة المصرية لم تدخر جهدًا لاحتواء هذه الآثار السلبية، وأننا بفضل من الله، وبإدارة علمية وعملية دقيقة، نجحنا فى التعامل مع الأزمة، ونتجاوز مراحلها الحرجة، دون أن تتوقف عجلة الإنجاز، أو تتعثر خطط التنمية، وباتت بيننا وبين تمام الانفراج خطوات معدودة.

خلال زيارته قرية «سدس الأمراء»، صباح أمس، السبت، بدأ الرئيس السيسى كلمته بتوجيه «تحية تقدير واعتزاز» لكل المصريين، الذين يثبتون كل يوم أنهم أبناء حضارة عريقة وأمة فاضلة ووطن قوى، ويعملون بكل تجرد وإخلاص لمواجهة التحديات، من أجل مصرنا العزيزة الغالية. ثم أكد، بيقين راسخ، أن أمتنا قادرة على صياغة الحاضر وزراعة الأمل وإقرار السلام والاستقرار، وأن أرضنا الطيبة، التى كانت مبتدأ التاريخ، ستكون منطلق المستقبل «بإذن الله»، وبالعزيمة والإرادة. لافتًا إلى أن جهود الدولة، لتعزيز حالة الاستقرار والأمن الداخلى، تضاعفت وصارت تكلفتها باهظة، فى ضوء تنامى التهديدات الإقليمية، الناتجة عن تصاعد وتيرة الصراعات فى دول الجوار، بما لها من انعكاسات على الأمن القومى المصرى.

زار الرئيس قرية «سدس الأمراء»، التابعة لمركز ببا، بمحافظة بنى سويف، لتفقد وافتتاح عدد من مشروعات المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، التى تضمنت مجمع الخدمات الحكومية، الذى يقع على مساحة ٥٦٠ مترًا، ويتكون من ثلاثة أدوار، بها مركز تكنولوجى لخدمة المواطنين، مكتب بريد، وحدة للتضامن الاجتماعى، وحدة محلية، مكتب تموين، شهر عقارى، لتقديم الخدمات والمعاملات الحكومية بطرق حديثة ومميكنة، توفيرًا لوقت ومجهود المواطنين المستفيدين من المجمع بدائرة المجلس القروى وتوابعه.

الواقع يقول إن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» أحدثت نقلة نوعية واستثنائية فى غالبية القرى المصرية، وأسهمت فى تحسين الأحوال المعيشية للمواطنين، والارتقاء بمستوى خدمات البنية الأساسية والعمرانية، والنهوض بجودة الخدمات التعليمية والصحية والرياضية والثقافية، وزيادة فرص العمل المجزى واللائق والتوسع فى خدمات التدريب المهنى. و... و... وإحياء قيم المسئولية المشتركة بين كل جهات الدولة، لتوحيد التدخلات التنموية، وتحقيق أقصى استفادة من موارد الدولة وتوزيعها بشكل عادل على كل فئات الشعب. ولعلك تعرف أن قرية «سدس الأمراء»، واحدة من ٤٥٨٤ قرية، تستهدفها المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصرى، التى تغطى كل جوانب التنمية، وتوفر حزمة متكاملة من الخدمات، استكمالًا لبرنامج الإصلاح الوطنى، الاقتصادى والاجتماعى، العميق والشامل، الذى يستهدف إعادة رسم خريطة مصر. 

مع مجمع الخدمات الحكومية، ومجمع الخدمات الزراعية، الذى يضم جمعية زراعية ووحدة بيطرية ومجمعًا لإنتاج وتصنيع الألبان، جرى إنشاء ورفع كفاءة وإحلال وتجديد ٦ مدارس، ابتدائية إعدادية وثانوية، ووحدة صحية، ومركز لطب الأسرة، ونقطة إسعاف، ووحدة مطافئ، وسوق وموقف سيارات، كما جرى رصف الطرق الداخلية بالقرية، وتطوير مركز شبابها، وتوصيل الغاز الطبيعى لمنازلها، و... و... ومن «سدس الأمراء»، افتتح الرئيس، أيضًا، عبر «الفيديو كونفرانس» عددًا من المشروعات التنموية بمحافظة بنى سويف، من بينها جامعة بنى سويف الأهلية، التى تقع على مساحة ٤٠ فدانًا، وبلغت تكلفة إنشائها ٣.٧ مليار جنيه، ومستشفى «إهناسيا»، المقام على مساحة ١٦ ألف متر، ومحطة معالجة الصرف الصحى بمدينة بنى سويف الجديدة، إضافة إلى مجموعة شركات «الرواد» لإنتاج مواسير البولى إيثيلين، التى أنتجت مواسير الغاز الرئيسية والفرعية لمشروعات «حياة كريمة»، وأسهمت فى مشروعات التنمية الزراعية الكبرى.

.. وأخيرًا، ستظل مصرنا الغالية العزيزة، كما قال الرئيس السيسى فى كلمته، هى نقطة التلاقى، التى تجمع قلوب المصريين فى حبها، وسواعدهم لبنائها، وأحلامهم لقوتها وعزتها. وستبقى إرادة المصريين هى سر قوتنا ووحدتنا، هى ضامن بقائنا، ولقاؤنا مرهون بقوة أحلامنا، وآمالنا فى وطن يليق بعراقته، وجهود حاضرنا، وإشراقة مستقبلنا، وستبقى مصر هى مبتدأ الأمر وخبره، وبنا جميعًا تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.