رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع اجتماع الآباء الكومبونيان بمصر والسودان.. من هو دانيال كومبوني؟

كنيسة
كنيسة

اجتمع الآباء الكومبونيان لمصر والسودان عبر شبكة الإنترنت، بكنيسة قلب يسوع الأقدس، بوسط البلد.

وجاء ذلك لمشاركة وتقييم العمل الرعوي بمصر والسودان، حيث انتهى اللقاء بصلاة القداس الإلهي.

يذكر أن الرهبنة الكومبونيانية هي من الأرساليات اللاتينية التي تأسست على يد القديس دانيال كومبوني لخدمة بلاد إفريقيا.

من هو دانيال كومبوني؟

ولد دانيال كومبوني في قرية ليموني، على بحيرة جاردا بشمال إيطاليا في 15 مارس عام 1831، وتوفي في الخرطوم، بالسودان في 10 أكتوبر 1881. وقد أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني طوباويا في عام 1996، ثم قديسا في 5 أكتوبر 2003، وقالت الكنيسة الكاثوليكية عبر نشرتها التعرفية عن القديس، إنه يمكن وصف حياته القصيرة في ثلاثة كلمات: مؤسس، وأب، ورسول.

 

وكانت أفريقيا في تلك الأيام مكان البعثات والاستكشافات العظيمة.. وكانت هناك أيضا بعثات روحية من ضمنها الرحلة التي نظمها الأب ماتسا(Don Mazza) في عام 1857 وشارك فيها دانيال كمبوني الذي تأثر كثيرا بوضع الأفارقة الذين كانوا يعيشون تحت وطأة العبودية. فأخذ يتأمل حالهم المرير، ومن ثمّ نمى بقلبه حب كبير لأفريقيا والأفارقة ساعيا لتحقيق خلاص أفريقيا بالأفارقة.

 

وفي عام 1867، أنشأ كومبوني مقرا دائما في القاهرة القديمة ثم أسس ثلاثة معاهد بالقاهرة أيضا لتعليم الأفارقة.

وفي عام 1877، عهد إليه من قبل البابا بإرسالية جديدة لأفريقيا الوسطى كما عينه كأول أسقف هناك.

وفي يوم 10 أكتوبر 1881، توفي المطران دانيال كومبوني بالخرطوم.

استمد القديس كومبوني دعوته وحبه لأفريقيا من خلال تأمله في قلب يسوع المجروح الذي حرر الإنسان. وكان هذا دافعا قويا جعله يبذل ذاته ويتحمل المحن والشدائد من أجل رسالة الحرية والخلاص للأفارقة.

وفي عام 1867، بدأ كومبوني في فيرونا بإيطاليا بتكوين مجموعة من الكهنة، والرهبان، والراهبات، والعلمانيين من أجل إعدادهم لتحقيق رسالته في أفريقيا. ومن ثمّ، في عام 1872، قام بتأسيس راهبات كومبوني “Pie Madri della Nigrizia”.

قال كومبوني: “إن لديّ حياة واحدة فقط أبذلها من أجل أفريقيا ولو كان لديّ ألف حياة فإنني مستعد لأقدمها أيضا”.

فاليوم، تحققت أمنيته هذه من خلال 4000 مرسل كومبونياني من جنسيات مختلفة، من بينهم مصر والسودان، يعملون في أكثر من 40 دولة على مستوى العالم.

ولقد نظر دانيال كومبوني إلى أفريقيا بحب وإيمان، واحترام. ورأى أن هناك إمكانية لخلاصهم في وقت رأى فيها آخرون أرضا للاستعمار والاستعباد.

ولذلك كتب كتيبا بعنوان “خطة لإحياء أفريقيا”؛ نواتها هى “خلاص أفريقيا بالأفارقة” لأنه كان يؤمن أن الأفارقة صنّاع مستقبلهم. لذلك قام دانيال كومبوني بإرسال شابين سودانيين إلى روما لدراسة اللاهوت. كما قام أيضا بشرح المفهوم الشامل لأسس العمل الإرسالي مشجعا الرهبان والراهبات والعلمانيين على العمل الرسولي المشترك.

كان نظر كومبوني متجها دائما إلى يسوع الذي بذل ذاته من أجل خلاص الجميع، لذلك أراد تمثلا به أن هو أيضا حياته لأفريقيا.

أكد البابا فرنسيس، مرارا وتكرارا أن الكنيسة بحاجة إلى تجديد وأن هذا التجديد لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الإخلاص لدعوتها التبشيرية التي ليست فقط لبعض مؤمنيها، بل لكل من يدعي أنه مسيحي لذلك يجب على كل معمّد أن يسأل نفسه كيف يحيا دعوته الرسولية بكل قوة وحماسة على مثال القديس دانيال كومبوني وكثيرين من القديسين المرسلين الآخرين الذين اتسمت بهم حياة الكنيسة منذ نشأتها.