رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صوت إفريقيا فى العشرين

بموافقة كل قادة الدول الأعضاء، طلب ناريندرا مودى، رئيس وزراء الهند، خلال الجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين»، أمس السبت، من رئيس الاتحاد الإفريقى أن يأخذ مكانه عضوًا دائمًا فى المجموعة. وبالفعل، انتقل رئيس جمهورية جزر القمر، ليجلس إلى جوار قادة الدول الأعضاء، وأصبح اتحاد دول القارة السمراء، هو التكتل الإقليمى الثانى، الذى يحصل على العضوية الكاملة بالمجموعة، بعد الاتحاد الأوروبى. 

القمة الثامنة عشرة لرؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين، التى تستضيفها العاصمة الهندية نيودلهى، أمس واليوم، شعارها «زهرة اللوتس»، التى «تعبر عن فكر وإيمان وتراث الهند القديم»، وعنوانها «أرض واحدة.. عائلة واحدة.. مستقبل واحد»، ورسالتها، أو رسالة رئاستها الهندية، هى «السعى لتحقيق نمو عادل ومنصف لجميع دول العالم». وفى مسودة البيان الختامى، رحّب قادة الدول الأعضاء بحصول الاتحاد الإفريقى على العضوية الدائمة، مؤكدين أن ذلك سيسهم بدرجة كبيرة فى مواجهة التحديات العالمية الراهنة. 

كان الاتحاد الأوروبى، هو العضو المكمل للمجموعة، التى تضم ١٩ دولة هى الولايات المتحدة، بريطانيا، روسيا، الصين، الهند، الأرجنتين، أستراليا، اليابان، كندا، البرازيل، فرنسا، ألمانيا، إندونيسيا، إيطاليا، المكسيك، السعودية، جنوب إفريقيا، كوريا الجنوبية، وتركيا. ومع إسبانيا، الضيف الدائم، وجهّت الهند الدعوة إلى قادة مصر، بنجلاديش، موريشيوس، هولندا، نيجيريا، سنغافورة، الإمارات، وسلطنة عُمان، للمشاركة فى القمة، التى تأتى تتويجًا لاجتماعات وزراء وكبار مسئولى الدول الأعضاء، والمدعوة، طوال العام.

باسمنا، باسم المصريين، أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى عن ترحيب مصر بالانضمام المستحق للاتحاد الإفريقى إلى عضوية مجموعة العشرين، بعد أن توجّه بالتهنئة، فى مستهل كلمته، للهند على الهبوط الناجح على القمر، وبالشكر لأخيه رئيس الوزراء الهندى على حفاوة الاستقبال، وعلى الجهد الذى بذله فى رئاسته المجموعة، الذى تم تتويجه باستضافة نيودلهى هذه القمة، التى أعرب الرئيس عن تطلعه إلى أن تخرج برسالة قوية، ترتقى لمستوى المسئولية الملقاة على عاتق القادة المشاركين فيها: مسئولية تحقيق آمال شعوبهم.

تحقيق هذا الهدف، وسط هذه التحديات، غير المسبوقة، التى تواجهنا اليوم، يتطلب، كما قال الرئيس السيسى، منظورًا شاملًا، لصياغة ترتيبات مستقبلية، محورها النظام متعدد الأطراف، استنادًا إلى مقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وقواعد القانون الدولى، وتعظيم دور المؤسسات الدولية فى الاستجابة الفعّالة للأزمات والتحديات.

فى أقل من ٣٠٠ كلمة، تناول الرئيس غالبية موضوعات، قضايا، وشواغل الدول الإفريقية، والدول النامية إجمالًا، وأكد أهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماجها فى الاقتصاد العالمى، على نحو متكافئ، لافتًا إلى أهمية دور مجموعة العشرين، خاصة على صعيد معالجة اختلالات الهيكل المالى العالمى، وتطوير مؤسسات التمويل الدولية، مع وضع حلول مستدامة للمشاكل الهيكلية، التى تواجهها الدول النامية، سواء فيما يتعلق بتنامى إشكالية الديون، أو تضاؤل جدوى المعونات التنموية، مقابل تعاظم مشروطيات الحصول عليها، واتساع الفجوة التمويلية لتحقيق التنمية المستدامة، والانتقال العادل إلى اقتصاد منخفض الكربون.

انطلاقًا من رئاسته «اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الإفريقى للتنمية»، النيباد، شدّد الرئيس السيسى على ضرورة معالجة أزمة ديون دول القارة، وتمكينها من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وتقديم المساندة الفعالة لها فى مواجهة تداعيات الأزمات العالمية المتلاحقة، على الاقتصاد والغذاء، لافتًا إلى أن مصر أعلنت، مؤخرًا، عن استعدادها لاستضافة مركز عالمى لتخزين وتداول الحبوب، بالتعاون مع شركاء التنمية، تكاملًا مع الجهود المشتركة للتصدى لهذا التحدى، ودعمًا لمنظومة العمل الدولى متعدد الأطراف. واختتم الرئيس كلمته، أو كلمة مصر، بالإعراب عن تطلعه، وتطلعنا، إلى أن تسهم القمة فى اتخاذ خطوات حاسمة إزاء التحديات، التى تحول دون التعافى الاقتصادى وبلوغ التنمية المستدامة.

.. وتبقى الإشارة إلى أن الرئيس السيسى أجرى، على هامش مشاركته فى القمة، عددًا من اللقاءات، تشاور خلالها بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك مع رئيس جمهورية جزر القمر، الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى، ورئيسى وزراء الصين واليابان، ورئيسة المفوضية الأوروبية، ورئيس المجلس الأوروبى، و... و... والرئيس البرازيلى، الذى من المقرر أن تتسلم بلاده، اليوم، رئاسة الدورة التاسعة عشرة لمجموعة العشرين.