رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء يكشفون خطورة إدمان الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي

خطر مواقع التواصل
خطر مواقع التواصل الاجتماعي

حماية الأطفال من خطر وسائل التواصل الاجتماعي أمر لابد من الانتباه له بشكل جاد. فمن منا لا يدرك خطورة وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال، حيث يصابون بإدمان الشاشات الخاصة بالهواتف ويفقدون القدرة على التركيز على الحديث، ويصبحون كتلة موحدة مع الحديد، لذا يجب توعية الآباء والأمهات بشكل جيد للانتباه إلى ما يحدث لأطفالهم.

وفي هذا التقرير سنوضح الصورة ونقدم بعض النصائح للآباء والأمهات للتعامل مع خطورة إدمان وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف على أطفالهم.

 

كيفية حماية الأطفال من مواقع التواصل الاجتماعي

قالت الدكتورة ريهام عبدالرحمن، أخصائية الإرشاد النفسي والأسري ومدربة معتمدة في علوم تطوير الذات، في تصريح خاص لـ "الدستور" إنَّ هناك العديد من الأضرار النفسية والاجتماعية والجسدية التي تسببها وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تؤثر على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، وتؤثر على مستوى التحصيل الدراسي ومهارات التواصل مع الآخرين لديهم، ومن أبرز هذه الأضرار:

- الانطواء والانعزال عن المجتمع المحيط بهم، وبالتالي ضعف المهارات اللغوية لديهم، والتي تؤدي بدورها لضعف قدرتهم على التعبير ومشاركة مشاعرهم، والاندماج مع المجتمع الواقعي حولهم، والتكيف معه.
- كما أنَّ الجلوس لفترات طويلة ومتأخرة من الليل على الأجهزة الإلكترونية قد ثبت علميًا أنه يؤدي إلى ما يُسمى باضطرابات النوم، والتي يسببها اضطرابات الغدة الكظرية، وبالتالي يُسبب شعورًا بالكسل وعدم الانجاز، ونوبات من التوتر والقلق.
- هناك العديد من الاضطرابات النفسية والسلوكية التي تحدث للأطفال نتيجة استخدامهم للإنترنت ومشاهدة البرامج الكرتونية لفترات طويلة، من بينها: التوحد، وفرط الحركة، والسلوك العدواني، وضعف المهارات اللغوية.

 

 

 كيف نحمي اطفالنا من مواقع التواصل الاجتماعي

- متابعة الطفل وعدم تركه يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي دون أي مراقبة بل لابد من وضع الأجهزة في مكان مكشوف ومتابعة الطفل كن وقت لآخر.

- التحدث مع الطفل حول ايجابيات ومخاطر مواقع التواصل الاجتماعي وحثه على مشاهدة التطبيقات المفيدة والتي تقوى الذاكرة مثل ألعاب الصور المتشابهة والبازل، والألعاب الناطقة والتي تنمي مركز الكلام في المخ.

- الحرص على تخصيص أوقات محددة لاستخدام الهاتف ولابد أن يلتزم بها الطفل بحيث لا يتعدى استخدامه للهاتف عن نصف ساعة يوميا ما بين المغرب والعشاء مع الحرص على عدم استخدام الهاتف قبل النوم مباشرة.

- ايضا لابد أن يدرك الطفل أن الهاتف ليس للعب فقط ولكن من الممكن الاستفادة منه في مشاهدة بعض الفيديوهات التعليمية المفيدة أو حساب بعض الأرقام أو تحديد الاتجاهات.

- ولقد أشارت الجمعية الامريكية لطب الأطفال بأن الطفل أقل من عامين غير مسموح له باستخدام الهاتف المحمول أو مشاهدة التلفزيون وذلك للتأثير السلبي للهواتف على النواقل العصبية بدماغ الطفل، وبالنسبة للأطفال من عمر ٣- ٥ سنوات مسموح لهم بنصف ساعة يوميا، ومن عمر ٦-٨ ساعة يوميا.

- مع تقدم التكنولوجيا ينبغي على الآباء تحميل بعض التطبيقات الإلكترونية التي تحمي الطفل من المشاهد والمحتوى الغير أخلاقي والأهم من ذلك هو بناء جسور الثقة بين الآباء والأبناء فتعويد الطفل على المصارحة ومشاركة مخاوفه وأفكاره يساعد على بناء الثقة بداخله.

- من الضروري أيضا مساعدة الأبناء في الاقلاع عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من خلال حثهم على المشاركة في الأنشطة وممارسة الرياضة والهوايات المفيدة والتي تجعلهم لا يلجأون لاستخدام هذه الالعاب الالكترونية.

- القيام بتوعية الأبناء بعدم مشاركة المعلومات الخاصة بهم على مواقع التواصل وعدم الاستسلام لأي ابتزاز الكتروني من الممكن أن يحدث لهم من خلال خلق المناخ الاسري الذي يقوم على التفاهم والقبول والمشاركة.

مخاطر إدمان مواقع التواصل الاجتماعي 

قال دكتور عبدالعزيز آدم، عضو الاتحاد العالمي للصحة النفسية، إن الكثير من الأمور التي تحيط أطفالنا وشبابنا ونراها من وجهة نظرنا على أنها مجرد تسلية دون الوعي بالأبعاد الإيجابية والسلبية لها، ولعل من أخطرها أثرًا الألعاب الإلكترونية، ولأننا نعيش في مجتمعاتنا النامية انفتاحاً معرفياً متنامياً وثورة تكنولوجية عارمة ذلك جعل هذه الألعاب متواجدة في حياة الصغار والكبار على حدٍ سواء. حيث أنه بدأ العمل في صناعة الألعاب الإلكترونية في القرن التاسع عشر، وما أن حل عام 1981م حتى انتشرت الأجهزة الإلكترونية المشبعة بالألعاب المتنوعة في كثير من المنازل ومراكز الملاهي المختلفة، وازداد عدد المستخدمين لها بشكل مطرد، حتى يكاد لا يخلو بيت من الأجهزة الذكية المتخمة بلألعاب المتنوعة، إذ تعتمد هذه الألعاب على شد الانتباه وارهاق التركيز والتفكير، ويتم لعبها في أي وقت كان فهي لا تحتاج غالباً لأكثر من شخص علاوة على سهولة حملها وتنقلها وأسعارها مجانًا في اغلب الحالات.

وأضاف خلال حديثه لـ “الدستور”، أن تأثيرها على السلوك بشكل سلبي فيصبح الشخص أكثر انطوائية، أو عصبية، أو يولد شخصية عدوانية عنيفة نتيجة الألعاب شديدة العنف والمليئة بالقتال، ويشعر بالضجر في حال الابتعاد عن لعبته المفضلة، وأيضًا من أهم الآثار السلبية التي يواجهها الفرد عند إدمان الألعاب الإلكترونية هي تأثير هذه الألعاب على صحته النفسية، حيث تم عمل مجموعة من الأبحاث على الأطفال والمراهقين وتم من خلالها اكتشاف أن الاستمرار في لعب الألعاب الالكترونية بشكل كبير وادمانها، تؤدي لإصابة الطفل والمراهق بمجموعة مشكلات نفسية أهمها الاكتئاب والقلق والرهاب الاجتماعي، ولا يخفى علينا أيضاً أن الكثير من الألعاب التي أودت بلاعبيها ومدمنيها في نهاية المطاف إلى الانتحار، إضافة إلى خطر التوحد والذي بات قريباً من الكثيرين في الآونة الأخيرة نتيجة التعلق بالألعاب الالكترونية أو الأجهزة الذكية عموماً.

وأكد على أن إضافة لتأثيرها على تدني التحصيل العلمي للطلاب، وتراجع المستوى الدراسي، وإهمال الواجبات الدراسية، واضطرابات في التعلم، أيضًا تأثر هذه الألعاب على أخلاق الفرد، ففيها اختطاف للفرد من حياته الاجتماعية واليومية وأخلاقه، وسلب لإرادته، وهذا أهم أسباب الانتحار والقيام بأعمال منافية لقيم وتربية الفرد. حيث تتحول أخلاق الفرد من الرتابة والاحتواء إلى السلبية والعشوائية، إضافة إلى بعض الألفاظ التي يتفوه بها الفرد نتيجة لممارسته هذه اللعبة بشكل كبير، أو بعض المشاهدات المخلة بالآداب في بعض الألعاب، والتي لا تناسب قيم وعادات المجتمع العربي، إضافة لإشاعة الأفكار التي تفسد عقول الأطفال والمراهقين على حد سواء، تلك التي تتسلل إلى الأسواق عن طريق بعض ضعفاء النفوس الذين يجلبونها عن طريق الانترنت ومن ثم يقومون بترويجها.

 

وأوضح لحماية الفرد من هذه المشكلات، وجب على الأسرة أولاً أن تراقب الأبناء فهم خط الدفاع الأول وطوق النجاة لهم من الوقوع في شَرك هذه الألعاب، لحمايتهم من عواقبها الوخيمة، والقيام بتوجيههم نحو أساليب الترفيه واقتراح ألعاب ايجابية لهم، وتحديد الوقت اللازم قضاؤه على الأجهزة الإلكترونية بمدة معينة، وكذلك هناك دور كبير للمؤسسات التعليمية في نشر الوعي بين الطلاب في المدارس نحو ايجابيات وسلبيات هذه الألعاب، وكذلك هناك دور كبير للحكومات والسلطات الأمنية، ليس بالسيطرة ولكن بالحد منها وحجب الضار منها، أخيراً حماية الفرد من آثار الألعاب الإلكترونية يقع على كاهل العائلة من الأساس، من خلال التثقيف وتوفير الاستقرار العائلي لهم، وكذلك اتاحة بعض الأنشطة الأخرى كالرياضة وممارسة الهوايات التي يحبونها.