رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر 80 روسيا

بهذا الشعار، العنوان، أضىء مبنى وزارة الخارجية على نيل القاهرة، أمس السبت، وكذا برج الإذاعة والتليفزيون «أوستانكينو»، Ostankino Tower، بالعاصمة الروسية موسكو، أحد أطول الأبراج فى القارة الأوروبية، احتفالًا بمرور ٨٠ سنة على بدء العلاقات بين مصر وروسيا. وفى خطابات تهنئة متبادلة، أكد وزيرا خارجية البلدين عمق وخصوصية العلاقات المصرية الروسية، واعتزام الجانبين العمل المشترك من أجل تعزيز أطر التعاون القائمة فى شتى المجالات، وتوثيق عُرى الصداقة بين الشعبين المصرى والروسى.

احتفالات البلدين بهذه المناسبة الخاصة، المقرر أن تستمر لمدة سنة كاملة، سيتم خلالها إنتاج برامج وثائقية وتليفزيونية مشتركة، وإقامة مشروعات تعاون متخصصة فى عدد من المجالات، بالتنسيق والتعاون بين وزارتى خارجية البلدين، إضافة إلى برامج تدريب لشباب الدبلوماسيين وطلاب الجامعات، ومعارض مشتركة فى الوزارتين، للمواد الأرشيفية والوثائقية حول تاريخ العلاقات بين البلدين، و... و... وغيرها من الفعاليات والبرامج المشتركة، التى تهدف إلى تسليط الضوء على تاريخ وخصوصية وتنوع العلاقات المصرية الروسية.

بدأت العلاقات الدبلوماسية بين مصر والاتحاد السوفيتى فى ٢٦ أغسطس ١٩٤٣، وتطورت بعد ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، وبعد تفكك الاتحاد، سنة ١٩٩١، كانت مصر فى طليعة الدول التى أقامت علاقات دبلوماسية مع روسيا الاتحادية. وخلال السنوات التسع الماضية حدثت طفرة كبيرة فى العلاقات، بدأت بزيارات متبادلة لرئيسى البلدين، إذ زار الرئيس عبدالفتاح السيسى روسيا مرتين فى ٢٠١٤: فى فبراير عندما كان وزيرًا للدفاع، وفى أغسطس بعد انتخابه رئيسًا. وفى فبراير ٢٠١٥، زار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مصر.

فى سياقات ومناسبات مختلفة أعرب الرئيس السيسى عن اعتزازه بعلاقات الصداقة التاريخية الوطيدة مع روسيا الاتحادية، وبالتطور الملموس الذى شهدته خلال السنوات الأخيرة فى العديد من القطاعات الحيوية، وبتنفيذ مشروعات كبيرة وطموحة، تخدم البلدين، وتستجيب لتطلعات شعبيهما فى تحقيق مزيد من التقدم الاقتصادى. والمعنى نفسه كرره الرئيس بوتين، أكثر من مرة، أحدثها خلال النسخة الثانية من القمة الإفريقية الروسية، التى استضافتها مدينة سان بطرسبرج، أواخر يوليو الماضى، والتى شدّد خلالها على الأهمية التى يوليها لاستمرار التنسيق والتشاور مع الرئيس السيسى بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وأعرب عن تقديره لدور مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

أيضًا، أشار وزيرا الخارجية، سامح شكرى وسيرجى لافروف، فى رسائل التهنئة المتبادلة، بحسب البيان الصادر عن الخارجية الروسية، إلى الطبيعة الودية، تقليديًا، لعلاقات البلدين القائمة على الاحترام المتبادل، والمستوى العالى من الشراكة الاستراتيجية الذى تم تحقيقه، كما أكدا اعتزامهما مواصلة الحوار السياسى حول القضايا الملحة على جدول الأعمال الإقليمى والدولى، إضافة إلى تعزيز التعاون الثنائى متعدد الأوجه. وكنا قد أوضحنا، فى مقال سابق، أن العلاقات المصرية الروسية، السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية، تقوم على المصالح المشتركة، وتحدد أطرها السياسة الخارجية الأوسع، التى تبنتها مصر منذ منتصف ٢٠١٤، أو «دولة ٣٠ يونيو»، والتى تقوم على تنويع الخيارات، الندية، الاحترام المتبادل، عدم التدخل فى الشئون الداخلية، والحفاظ على الدولة الوطنية بوصفها حجر الأساس فى بناء النظامين الإقليمى والدولى.

إلى جانب الزيارات المتبادلة، والاتصالات التليفونية المتكررة، التقى الرئيسان السيسى وبوتين، مرارًا، على هامش مؤتمرات دولية. وبدءًا من الدورة التاسعة لـ«اللجنة المصرية الروسية المشتركة للتعاون التجارى والاقتصادى والعلمى والفنى»، التى أقيمت بالعاصمة الروسية موسكو، فى مارس ٢٠١٤، وحتى الدورة الرابعة عشرة، التى استضافتها القاهرة فى مارس الماضى، شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين تطورات كبيرة، رافقتها طفرات أكبر فى العلاقات السياسية والعسكرية، وتوّجتها اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجى، التى تم توقيعها فى أكتوبر ٢٠١٨، والتى يُوفّر إطارها العام آليات مختلفة، لتعميق العلاقات الثنائية، واستغلال الفرص الاقتصادية التكاملية، وتعزيز وتعميق العلاقات الثنائية.

.. وأخيرًا، أضيف إلى ما يجمع البلدين الصديقين عضويتهما فى تجمع الـ«بريكس»، الذى تشاركت روسيا والصين والهند والبرازيل فى تأسيسه، سنة ٢٠٠٩، وجرت دعوة مصر، الخميس الماضى، للانضمام إليه اعتبارًا من أول يناير المقبل.