رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خميس الجارحى: الإخوان علموا بميعاد فض «رابعة» ولم يُخرجوا النساء والأطفال لاستخدامهم «دروعًا بشرية»

خميس الجارحى
خميس الجارحى

قال خميس الجارحى، المنشق عن جماعة «الإخوان»، إن الجماعة كانت ترغب فى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا خلال فض اعتصام «رابعة»، من أجل ادعاء المظلومية والمتاجرة بهم، وأكبر دليل على ذلك أنها علمت بميعاد الفض ولم تُخرج النساء والأطفال من الاعتصام. 

وأضاف «الجارحى»، خلال حواره مع الكاتب الصحفى الدكتور محمد الباز، فى برنامج «الشاهد» على قناة «إكسترا نيوز»، أن فتاوى يوسف القرضاوى بأن النزول إلى ميدان رابعة «فرض عين» أسهمت فى تضليل الناس، وأحدثت الشقاق داخل كثير من الأسر.

وأشار مؤلف كتاب «حتى لا تقع فى الشباك»، الذى يفضح فكر الجماعة، إلى أن الجماعة استخدمت العنف بعد ٣٠ يونيو بشهادة قياداتها، لدرجة أن أحدهم خرج على الشاشات وعبر عن فخره بأن حركة «حسم» الإرهابية هى الذراع المسلحة للجماعة.

خميس الجارحى: الإخوان علموا بميعاد فض «رابعة»

ولم يُخرجوا النساء والأطفال لاستخدامهم «دروعًا بشرية»

■ بداية.. ما المدة التى قضيتها داخل الجماعة؟

- علاقتى بالجماعة الإرهابية بدأت منذ المرحلة الإعدادية، منذ الصغر تلقفنا أعضاء الجماعة الشباب من خلال الهوايات المحببة لنا كصبية صغار مثل ممارسة الرياضة والتجمعات الترفيهية.

ثم فى مرحلة ما يتم استقطابنا من داخل المسجد وتبدأ برامج التربية الإخوانية فى العمل كحاضنة للشباب منذ الصغر وحتى المرحلة الجامعية، وكنت مرتبطًا بالجماعة فكريًا، بمعنى أننى لم أنخرط تنظيميًا فى التخطيط لها، وكنت أرفض العمل السرى، وأقول «نجلس فى المسجد بدل التجمع فى بيوت أحد الإخوة».

وبعد ارتباطى الفكرى بالجماعة كنت أخطب فى بعض المساجد، وارتبطت بأشخاص من الإخوان، ومُورس علىّ الكثير من الدعوات الفردية للانخراط فى الجماعة، حتى أتحول من محب، إلى عضو «عضو عامل».

وبعد ثورة يناير، عُرض علىّ أن أنضم رسميًا للجماعة ولكنى رفضت، لم أحضر الأسر الإخوانية لرفضى العمل السرى.

وكنت مع الإخوان حتى يناير ٢٠١١، وبعد ذلك رأيت أشياء لم تكن ظاهرة قبل ذلك، بمعنى «رأيت كثيرًا من الأكاذيب»، والاغترار والإحساس بالذات زيادة على اللازم، وكانوا يشيعون بأنه لولا الإخوان لم تقم ثورة يناير ٢٠١١، وسط إنكار لأى دور آخر للشباب.

وعندما ذهبت لمعسكر خاص تابع للجماعة فى مطروح بعد يناير ٢٠١١ اكتشفت كل هذه الأكاذيب، وتمت دعوتى لهذا المعسكر من أجل الانضمام للجماعة كعضو عامل، ولربط الأفراد بالجماعة وتحويل المحبين والمؤيدين لأعضاء عاملين.

وكانت هناك محاضرة بعنوان «الربانية فى الإسلام»، وكان هناك سؤال داخل المحاضرة يقول «هل الربانية لا تتوافر إلا فى الإخوان أو منهج الإخوان؟»، فكانت الإجابة من أحد قياديى الجماعة بأن الربانية لا تتوافر إلا فى منهج الإخوان، فصُدمت لأنى أعرف أن المؤمن لا يشترط أن ينضم لأى جماعة حتى يكون مؤمنًا ربانيًا، وهناك فى عوام الناس من هم أفضل من الإخوان، فوجدت احتكارًا للفكرة وتمييزًا للجماعة عن غيرها من المسلمين.

وبعد قراءة مستفيضة فى الجماعات الإسلامية وجدت أن فكرة الاستعلاء بالإيمان والتمييز من خصائص الخوارج، والنبى، صلى الله عليه وسلم، حذر من الفتن التى يقودها الخوارج، لأنها من أخص خصائص الخوارج، وكل فرق الإسلام السياسى قائمة على تمييز النفس.

وكانت هذه الصدمة الأولى لى، وكانت هناك صدمة أخرى قبل قيام ثورة يناير، تعرضت لها وأنا أشاهد البرنامج التليفزيونى «شاهد على العصر»، على فضائية «الجزيرة»، وكان المذيع أحمد منصور، أحد قياديى الإخوان، يستضيف الدكتور فريد عبدالخالق، وهو من الرعيل الأول للجماعة، وسأله المذيع «ماذا تعرف عن مسرحية المنشية؟» وهو يقصد محاولة اغتيال الإخوان لـ«عبدالناصر».

ورد فريد عبدالخالق، بأنها ليست مسرحية، وأن أحد قياديى الإخوان حاول قتل جمال عبدالناصر، ولكن دون علم من المرشد وقتها، وكانت قواعد الجماعة تقول إن هذه مسرحية دبرها النظام للقبض على أعضاء الجماعة، وكانت هذه أول مُسلمة يدحضها أحد الرعيل الأول للإخوان.

والصدمة الثانية هى أن الإخوان وقواعدها لا يعرفون عن سيد قطب إلا أنه الشهيد الذى رفض أن يكتب كلمة تأييد لطاغية هو «عبدالناصر»، فكانت شهادة فريد عبدالخالق، أنه تم إعدامه لأنه كوّن تنظيمًا مسلحًا، كانت الصدمة هى أن أحد قياديى الإخوان ينقض الفكرة ويقول عكس الأدبيات التى يقدمها الإخوان للأعضاء.

كل هذه الشكوك ترسخت لدىّ، وكنت فى فترة يناير ٢٠١١ لا أزال ترسًا من تروس الجماعة، ولكن كلام فريد عبدالخالق دفعنى للتفكير، ولم أكمل معها عن قناعة، وكانت القشة التى قصمت ظهر البعير وهى ترشيح الإخوان مرشحًا رئاسيًا، لأننى كنت أسمع كثيرًا تعهدات الإخوان للثوار من التيارات الأخرى فى ميدان التحرير بأن الجماعة لن ترشح أحدًا للرئاسة تحت شعار «مشاركة لا مغالبة»، وكانوا يتعهدون ولا يقسمون، لأن العهد بالنسبة للإخوان لا بد من الوفاء به، حسب المنهج الإخوانى، ولكن تم نقض هذا العهد، وكانت هذه بالفعل القشة التى قصمت ظهر البعير.

وانتخبت فى المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، لأننى كنت ثائرًا على النظام القديم، وفى الجولة الثانية انتخبت محمد مرسى ضد الفريق أحمد شفيق، وكنت أقول لنفسى هذا نجاح للثورة ضد الفلول، خدعت كما انخدع معظم الشباب فى ذلك الوقت، وبعد١٠٠ يوم من حكم محمد مرسى، تحولت إلى ناقد للجماعة، عندما خرج «مرسى» مقدمًا أكاذيب بحل مشكلة أزمة الوقود والكهرباء، وحولت هذه الأكاذيب موقفى لمعاداة الجماعة.

■ كيف تم التعامل معك بعد خروجك من الجماعة؟

- بينت للناس المحيطين بى أن الإخوان كاذبون، وأن المسلم لا يجوز أن يكون كذلك، وأن هذه الأكاذيب لا يأتى من خلالها نصر، حتى لو تمكنوا لن تطول فترتهم لأنه نظام قائم على الكذب.

كذب الإخوان ظهر بعد الثورة كثيرًا جدًا ولذا تحولت لمعارض وناقد للجماعة، وتم تكفيرى من صديقى المقرب بالإخوان، وكتب منشورات عنى عبر «فيسبوك»، استخدم فيها آيات تستخدم لوصف الكفار ومنع التعامل معى.

واستخدمت صفحتى على «فيسبوك» لنقد فكرة الجماعة وكشف أكاذيبها، وكنت أدخل فى حوارات عديدة مع الناس لنقد فكر الإخوان حتى لا ينجرف الشباب ويقعوا فى شراك التنظيم، أو يخدعوا بأن الإخوان ممثلو الدين، فى حين أنهم يستخدمون الدين كمطية للوصول إلى الكرسى.

والإخوان اتبعت معى أسلوب العزلة وإبعاد الناس عنى، والكذب علىّ حتى يكرهوا الناس فىّ، من باب الاغتيال المعنوى.

وزوجتى ظلت فى الإخوان ١٨ عامًا، واستمرت بها حتى بعد أن خرجت منها وظلت بها حتى بعد فض اعتصام رابعة بشهر، ثم طلبت الطلاق منى بسبب نقدى للإخوان، ولكنى ناقشتها فى الكثير من التفاصيل حول الجماعة وأقنعتها ثم طلبت منها أن تبحث هى عن أكاذيب الإخوان.

ووقت «دستور الإخوان»، قالت الجماعة «الناس مش هتقول نعم للدستور، إلا لو قلنا لهم إن من يقول لا للدستور يدخل النار»، حينها زوجتى اعترضت على ذلك، وقالت إنه استخدام خاطئ للدين، فقالوا لها «الحرب خدعة»، فقالت «الرسول قال ذلك فى غزواته».

■ لماذا تركت زوجتك الإخوان بعد اعتصام رابعة بشهر؟ 

- قلت لزوجتى عندما كانت فى الجماعة «أنتِ على خطأ لكننى سأتركك تكتشفين هذا الخطأ بنفسك».

تركت زوجتى تنزل فى عدد من المسيرات بعد فض اعتصام رابعة فى الإسكندرية، حيث كان الشيخ القرضاوى قد أفتى بأن النزول فى المسيرات فرض عين، فكان الرجال والنساء والأطفال ينزلون فى هذه المسيرات، وخلال نزولها فى هذه المسيرات سمعت ورأت سوء الأخلاق بأذنيها ورأت استخدام الإخوان للعنف بعينها. 

زوجتى سمعت شتائم الإخوان فى مسيراتهم بعد فض اعتصام رابعة، كما كان الإخوان يتشدقون بشعار «سلميتنا أقوى من الرصاص» فى حين أنها شاهدت استخدامهم للعنف، هذا بالإضافة إلى أكاذيب الإخوان التى كنت قد حدثتها عنها، وطلبت منها البحث عن تفاصيل هذه الأكاذيب بنفسها، وعندما تأكدت من كل هذه الأكاذيب اقتنعت بموقفى وتركت الجماعة.

■ هل شاركت فى ثورة ٣٠ يونيو؟

- لم أشارك فى ٣٠ يونيو، ولكنى شاركت فى نقد فكر الإخوان لأننى خدعت بسبب هذه الفكرة لفترة طويلة، ومن أجل ذلك ألفت كتاب «رحلتى مع الإخوان»، واعتبرت كتابته مهمة لمنع الآخرين من الانخداع والسقوط فى شرك الجماعة، لأننى مدرس ولى تلاميذ وكان الطلاب يقولون «هذا ليس كلامك الذى علمته لنا» فقلت لهم «لقد تراجعت عن كل هذا الكلام».

■ عندما تحولت لناقد بعد ٣٠ يونيو دُعيت للذهاب إلى رابعة.. هذه الدعوة كانت على أى أساس؟

-الإخوان كانوا يظنون أننى ما زلت معهم وأن هذه ثورة إسلامية على خلاف الثورات السابقة وأننى سأنضم إليها، ورغم الصلاة المنقولة من رابعة على الشاشة، كانت الرؤية واضحة بالنسبة لى، وجدت أن الخطاب على منصة رابعة هو نفس الخطاب التكفيرى الذى استخدمه الخوارج فى «النهروان». 

الإخوان كفّروا الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على المنصة، كما كفّروا الكثير من مشايخ الدعوة السلفية فى الإسكندرية، إضافة إلى تكفير قيادات الجيش وغيرهم، وعندما يكفّر شيخ الأزهر فمن المؤمن؟ هم فقط؟

التكفير أمر ليس دينيًا ولكنه سياسى، بدليل أن بعض المسيحيين اتخذوا موقف الإخوان وكانوا يمتدحونهم ويطيرون بهم إلى السماء.

و«الإخوان» كانت تريد أن تقسم مصر لفسطاطين، كفر وإيمان، وما جعلها تلغى الفكرة أن حزب النور السلفى كان مع الدولة وكذلك الأزهر والكنيسة، فلم تستطع «الإخوان» تقسيم الدولة.

واعتصام رابعة اعتصام خوارج، وخطابه تكفيرى، وقابلت أحد قياديى الإخوان وقت الاعتصام، وأخبرنى بأن قادة الإخوان يرغبون فى القتال، وضحك هذا الرجل وقال لى، إن شباب الإخوان يستخدمون المولوتوف لضرب الشرطة، وفجروا سيارة طبيب ومعه ابنته وكان فى طريقه لعلاج الإخوان المصابين.

وقيادات الإخوان فى الاعتصام كان معهم حرس خاص يحمل أسلحة وكلنا رأينا السلاح مع صفوت حجازى، كما أن المسيرات التى كانت تخرج فى شوارع القاهرة كان فيها مسلحون لحمايتها.

ورأيت مسلحين ينتقلون من مكان لآخر، أن الإخوانى أحمد المغير قال إن اعتصام رابعة فيه سلاح يصد جيشًا، وإنه قبل الفض بيوم أحد الإخوان طلب نقل الأسلحة من رابعة واتهمهم بالخيانة، ورفض «المغير» أن يتراجع عن شهادته أو يقول عكس ذلك.

■ قلت فى كتابك إن «الإخوان» بعد ٣٠ يونيو أعادت تنفيذ خطة سيد قطب.. ما معنى ذلك؟

- من يقرأ التاريخ لا يمكن أن يستغرب عنف الإخوان، لأنهم يتبعون خطة سيد قطب، وتتمثل فى تفجير أبراج الكهرباء وتفجير أقسام الشرطة وهى نفس الأفعال التى كانوا ينفذونها فى الستينيات.

■ كيف تصف عنف الإخوان بعد ٣٠ يونيو؟

- أعمال العنف التى مارسها الإخوان أيام سيد قطب، هى نفس الممارسات التى مارسها الإخوان بعد ٣٠ يونيو، سواءً الإخوان هم من ارتكبوها أو التيارات التى تحالفت معهم.

كما أن «اللجان الكمالية» التابعة للقيادى الإخوانى محمد كمال من «حسم» و«لواء الثورة» مارست العنف، وقد اعترفت قيادات الإخوان بذلك. 

فى إحدى قنوات الإخوان الإرهابية، خرج قيادى يدعى عماد صابر، فى الذكرى الثانية لثورة يناير، وتم عرض مشهد لتفجير كمين به ٦ جنود مصريين، ليعلق عليه القيادى الإخوانى بأن منفذى العملية هم جماعة العقاب الثورى، وهم إخوان مسلمون، فتفاجأت المذيعة وقالت له إن هذا يعتبر استخدامًا للعنف، قال لها لا، هذا يسمى حراكًا ثوريًا. 

كما أن محمد عبدالمقصود، القيادى السلفى التكفيرى، عندما حدث تفجير كمين كرم القواديس، خرج على إحدى القنوات وأقسم بالله أن الجنود الذين استشهدوا كانوا أمواتًا فى ليبيا، وأن الدولة هى من ألقت بهم فى كرم القواديس. وبعد نصف ساعة من تصريحات محمد عبدالمقصود، أذاعت قناة الجزيرة الشريط، الذى أعطاها إياها «خُذّال» بيت المقدس، وليس أنصار بيت المقدس، كما يطلقون على أنفسهم، والذى يعترفون من خلاله بكيفية تنفيذ العملية، وبالتالى ما مصير القسم الذى أقسمه محمد عبدالمقصود حتى يضلل به الناس؟ هل سيصوم ٣ أيام للتكفير عن هذا القسم أم ماذا سيفعل؟!.

كما أن مجدى شلش، مسئول الإخوان فى الخانكة، عندما خرج فى إحدى قنوات الإخوان بتركيا، قال إنهم استبدلوا شعارهم المتمثل فى «سلميتنا أقوى من الرصاص إلى سلميتنا أقوى بالرصاص»، واحتفى بأن «حسم» هى الذراع المسلحة للجماعة.

وعندما صدرت أحكام قضائية ضدهم، خرج الإخوانى أكرم كساب، وهو تلميذ الشيخ القرضاوى وكان مديرًا لمكتبه، ليقول بأن قتل القضاة فريضة دينية وضرورة ثورية، وبعدها بشهر حدثت عملية اغتيال الشهيد هشام بركات. 

■ الإخوان نزلوا إلى «رابعة» بفتوى خادعة أنه فرض عين.. هل كان نزولهم للمسيرات بعد فض الاعتصام بناءً على فتوى أيضًا؟ 

- الشيخ القرضاوى أفتى بأن الاعتصام فى رابعة فرض عين، كما أفتى بأن نزول الرجال والسيدات والأطفال فى المسيرات بعد فض رابعة هو فرض عين، وأن الزوجة يحق لها النزول فى هذه المسيرات دون أن تستأذن زوجها. 

وخلال هذه الفتاوى كان «القرضاوى» يهدم أصول وأساسيات موجودة فى الدين، لأن الكثير من البيوت حدثت فيها خلافات زوجية وشقاق نتيجة هذه الفتاوى، ولم يقتصر الأمر على نزول الزوجات فقط فى المسيرات حتى مع رفض أزواجهن، لكن أصبحت مواقف العائلات والأسر متناقضة مع بعضها، حدث نوع من الفتنة، على سبيل المثال قد تكون عائلة الزوجة مع الدولة وتكون عائلة الزوج مع الإخوان والعكس، كانت تنتج عن ذلك مشاكل خطيرة وتضطر الزوجة إلى ترك بيت الزوجية نتيجة هذا الصراع. 

■ الإخوان روجت أن فض رابعة مذبحة ومجزرة رغم وجود الممرات الآمنة.. كيف رأيت مشهد الفض؟ 

- الدولة أعطت فرصة لمعتصمى رابعة مدتها ٤٨ يومًا، وهذه المدة كفيلة لمراجعة العقل والرشد، خاصة فى ظل تصريحات الإخوان القائلة بأن الدولة لو فضت الاعتصام بخراطيم المياه سيموت الناس. 

قيادات الإخوان فى رابعة كانت تريد أن يموت الناس، ليحدثوا حالة المظلومية التى يخاطبون بها العالم، ولم يكن لديهم أدنى مشكلة فى عدد الجثث لأنهم سيستخدمونها لخدمة مصالحهم ويتاجرون بدماء هؤلاء الناس. 

مشهد فض اعتصام رابعة أسهم الإخوان فى صناعته عن عمد، وأقل ما كان يمكن أن يفعله الإخوان بعد معرفتهم بميعاد فض الاعتصام، هو إخراج النساء والأطفال، لكنهم لم يفعلوا ذلك، بل استخدموا النساء والأطفال كدروع بشرية.

■ هل استخدام المظلومية منهج فى تاريخ الإخوان؟

- بالطبع.. استخدام الإخوان سلاح المظلومية منهج على مدار تاريخهم وشىء أساسى، لأن حالة التعاطف هذه يستخدمونها فى تجنيد الأتباع بعد ذلك. 

■ كيف حسمت قرارك بالخروج من الجماعة نهائيًا؟

- تعرضت لضغوط شديدة جدًا من الإخوان، وأى قتيل كان يسقط منها كانوا يحملوننى المسئولية، لدرجة أننى كنت أدخل الغرفة وأغلقها على نفسى وأبكى. المؤيدون للإخوان يكونون أشد من أفراد الجماعة نفسها تطرفًا لأنهم لا يعرفون شيئًا عنهم ولديهم شعور دينى جارف، وكنت مترددًا فى الانسحاب من الإخوان، ولذلك ألزمت نفسى بثلاث دعوات يوميًا هى: «اللهم لا تجعل فى قلبى غلًا للذين آمنوا»، لأن عمر بن الخطاب قال «طالما الإنسان وافق الدعوة فهى مستجابة»، والثانية «اللهم ابعد عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن»، والثالثة: «اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه»، وفجأة وكنت أفتح التليفزيون وجدت حديثًا يعطى نفس المعنى ويؤيد رغبتى فى الخروج من الجماعة. ورأيت النبى محمدًا فى رؤيا، ورأيت كأن هناك نقصًا فى مبنى الصفا والمروة وقال النبى «من يكملها له جائزة منى» فأكملتها وعندما خرجت للساحة وجدت النبى فاحتضنته، فأدركت أننى على حق.