رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ياسر عرفات.. أيقونة النضال

ياسر عرفات
ياسر عرفات

«ننحنى إجلالًا وخشوعًا أمام أرواح شهدائنا وشهداء الأمة العربية الذين أضاءوا بدمائهم الطاهرة شعلة هذا الفجر العنيد، واستشهدوا من أجل أن يحيا الوطن»، بهذه الكلمات وقف الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات مخاطبًا شعبه والعالم العربى عام ١٩٨٨ من العاصمة الجزائرية، لإعلان وثيقة قيام دولة فلسطين.

ورغم رحيله قبل نحو ٢٠ عامًا لكن تبقى كلماته خالدة وعالقة بأذهان الشعب الفلسطينى والعرب جميعًا، إذ أعلن من خلالها عن بدء مرحلة جديدة من الصراع مع الاحتلال دفاعًا عن حق شعبه فى نيل الحرية والاستقلال وإقامة دولة مستقلة، فكان قائدًا وزعيمًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ناضل طوال حياته من أجل وطنه.

حياة «عرفات» كانت مختلفة عن باقى جيله، فنشأته فى مصر بحى السكاكينى فى القاهرة، حيث وُلد فى ٤ أغسطس ١٩٢٩ خلال فترة الاحتلال الإنجليزى، كانت من أهم الأسباب التى كوّنت له رأيًا وفكرًا سياسيًا، وأصبح مولعًا بالعمل السياسى فى سنوات الجامعة، تشغله قضية تحرر الوطن العربى من قبضة الاحتلال.

وقرر «عرفات» أن يدخل عالم السياسة من أوسع أبوابه من خلال انضمامه للحركة الوطنية الفلسطينية «اتحاد طلاب فلسطين» عام ١٩٤٤، الذى ترأسه بين عامى ١٩٥٣ و١٩٦٨، وانضم إلى مجموعات الفدائيين المصريين، التى تصدت للعدوان الثلاثى على مدن القناة.

وبعد حصوله على شهادة البكالوريوس فى الهندسة المدنية، انتقل للعمل بالكويت، ثم تعرف على صلاح خلف وخليل الوزير، وآخرين، وشكلوا معًا حركة التحرير الوطنى الفلسطينى، التى ساعدت على استعادة روح المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، وظلت تنفذ العمليات العسكرية والهجمات على مواقع إسرائيلية، حتى قرر أن يستخدم الحلول السياسية ومبادرات السلام التى تضمن للشعب الفلسطينى استقلاله.

وكانت اتفاقية أوسلو عام ١٩٩٣ هى أولى خطوات الرئيس الراحل للتوصل لحل للدولتين، ولكن لم تدم أجواء الهدوء طويلًا، بعد أن رفض الراحل أن يوقع اتفاقية لا تنص على إعادة الأراضى التى ضمها الاحتلال بعد ١٩٦٧، ومنها القدس الشرقية، لتشتعل الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام ٢٠٠٠، ومعها احتدم الصراع. ورحل «عرفات» يوم ١١ نوفمبر ٢٠٠٤، وسط جنازة شعبية وعسكرية مهيبة.