رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدحت العدل: يوم فوز «الإخوان» بالرئاسة «نزلت على عينى شاشة سودا».. وبكيت من الفرح فى «٣ يوليو»

مدحت العدل والدكتور
مدحت العدل والدكتور محمد الباز

- قال إن محمد مرسى كان مندوب الجماعة فى الاتحادية ويعمل لدى المرشد

- المثقفون لم يفرطوا فى ثورة 25 يناير.. وكل الثورات يخطفها المنظمون والدمويون

- رأيت البرادعى فى الميدان وكان مرعوبًا ولفت نظرى أنه «مرعوش» من الناس 

- بعد الإعلان عن «مشروع الـ100 يوم» أدركت أن «الإخوان» يحكمون شعبًا لا يعرفونه

قصيدته «إحنا شعب وانتو شعب» لخصت موقفه من جماعة الإخوان، وجسّدت رؤيته لمصر وهويتها، وفسّرت دخوله فى معركة بلا سلاح مع التنظيم الإرهابى، وقت سيطرته على حكم مصر، وهو ما واجهه التنظيم بالتكفير وتسليط منابره الإعلامية لتشويهه وشتمه، وتحويله لهدف للجماعة وعناصرها.

وخلال حواره مع برنامج «الشاهد»، الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد الباز على قناة «إكسترا نيوز»، والذى تنشر «الدستور» تفاصيله، كشف الكاتب والشاعر مدحت العدل عن مواقفه وقت حكم جماعة الإخوان الإرهابية ومواجهته لهم وتكفيره منهم، ولماذا رفض لقاء رئيسهم محمد مرسى فى قصر الاتحادية، بالإضافة إلى قصة تأليف قصيدته الشهيرة «إحنا شعب وانتو شعب» وأسباب كتابة مسلسل «الداعية»، الذى انتهى تصويره قبل ثورة ٣٠ يونيو بيوم واحد، ورصد حالة الشارع الحقيقية ضد حكم الجماعة الإرهابية قبل الإطاحة بها.

■ أنت أول كاتب جسّد مرشد الإخوان الأول حسن البنا فى الدراما التليفزيونية فى مسلسل «العندليب».. لماذا قررت ذلك؟

- عبدالحليم حافظ ولد فى عام ١٩٢٩، وجماعة الإخوان أنشئت فى عام ١٩٢٨، والمسلسل كان «العندليب.. حكاية شعب»، لذا إلى جانب تجسيد حياة عبدالحليم كنت أروى ما يحدث فى مصر.

وقد هالنى أن جماعة الإخوان بعد سنة واحدة من تأسيسها تجولت فى ٤ آلاف قرية، وهو شىء خيالى، وخطر ببالى أنها بالتأكيد تتلقى مساعدات من جهة ما، وأنا بصفتى ناصريًا فكل ما قاله جمال عبدالناصر وما حدث فى المنشية مذاكره كويس، ومؤمن بأن هذا وطن «كوزموبوليتانى»، ولا يمكن أن تحكمه فئة ضيقة الفكر، وقد نفذت المسلسل فى ٢٠٠٣ وكان يعنينى أن أتكلم عن الإخوان وما وصلوا إليه، ولم يخطر فى بالى أنهم سيصلون يومًا للحكم. 

■ ما رد فعل الجماعة على تجسيدك المرشد الأول فى هذا المسلسل؟

- لم يعلقوا بشىء، لأننى كنت أعرض تاريخًا، حتى عبدالرحمن السندى عرضته كاملًا بكل عنفوانه وقوته، ولم يكن عندهم استعداد للرد، لكن ردوا على مسلسل «الداعية».

■ ما شعورك عندما بدأ الإخوان يسيطرون على الحياة السياسية فى مصر وأصبحوا فى موقف قوة؟

- يوم فوز محمد مرسى أحسست بشاشة سوداء نزلت على عينى أنا ومراتى، وإنى مابقتش أشوف، ومن حسن حظها إن ضغطها منخفض لأنه كان هايجرالها حاجة، وأحسست أننا سنعيش فى كابول، وكنت أفضل فوز أحمد شفيق فى الجولة الثانية من انتخابات ٢٠١٢، وزرته فى بيته ومع فريق عمله، لأنه ليس مرتبطًا بالشارع، وأنا كنت فى الميدان وحاولت تقريبه من الشباب، لأنه مهما كان فهو أفضل من مرسى.

■ شاركت فى ٢٥ يناير ودعمتها.. فهل المثقفون والنخبة السياسية فرّطوا فيها للدرجة التى تركت الإخوان يسرقون الثورة؟ 

- المثقفون لم يفرطوا فى ثورة ٢٥ يناير، لكن الإخوان كانت الجماعة الوحيدة المنظمة والممولة من الخارج، وإمكاناتهم كبيرة جدًا، بينما المثقفون غير متحدين، ولا يوجد ما يجمعهم سويًا، ولا يتفقون بسهولة، أما الإخوان فقوة منظمة ديكتاتورية، تستند إلى حكم دينى، ويعملون فى السياسة منذ ٨٠ سنة، ولا يمكن مقارنتهم بمجموعة مثقفين لا غرض لهم إلا الوطن ومصر، لأنى لا عايز أبقى وزير ولا فلان يبقى رئيس، وفى كل الثورات فى التاريخ مَن خطفها هم المنظمون والدمويون. 

■ كيف يمكن تحصين ثورة 30 يونيو ومصر من الإخوان؟ 

- أتذكر فى هذا الإطار طلبًا طلبه منى الراحل نور الشريف قبل أن يموت بأسبوعين، وقال لى: بلغ طلبى للرئيس السيسى، وقال: قل للرئيس إنه يجب أن يكون فى كل مدرسة فى مصر بالصيف سينما، حتى لو ستعرض أفلامًا أبيض وأسود فقط، بدلًا من أن يلعب أحد فى أدمغة النشء.

والحصن الوحيد لمصر وثورة ٣٠ يونيو من أفكار الجماعات المتطرفة هو المعرفة والثقافة والتعليم المتطور الجيد والنهضة الحقيقية.

 

■ ما رأيك فى مشهد فيرمونت ووقوف عدد من المثقفين والنخبة السياسية خلف مرسى؟

- ليس كل المثقفين فى منتهى البراءة، وليس كلهم كان كل تفكيرهم فى مصر، وأكيد البعض لديه أهداف أخرى ويريد أن يكون مع الحكم الحالى، وهذه هى طبيعة الإنسان فى كل مكان.

وكنا فى مرة فى برنامج تليفزيونى بعد حكم الإخوان، وكان هناك الشاعر سيد حجاب والدكتور وسيم السيسى ومعز مسعود، وحسام بدراوى، وناس بدقون، والمذيع عمل جلسة لتجميع الناس، فقلت قصيدة «إحنا شعب وانتو شعب»، وكانت صدمة لجميع الحاضرين وللمذيع، فالمذيع كان طالبًا منى كلمة تجمع الناس، لكنى قلت «إحنا شعب وانتو شعب»، ووجدت أن إحساسى الشخصى أهم من الكلمة التى طلبها، لكن جميع المثقفين ليسوا على نفس درجة الوعى، ولا كلهم لديهم التجرد من المصلحة. 

■ هل اقتربت من الدكتور محمد البرادعى؟

- رأيته مرة فى الميدان وكان مرعوبًا جدًا، وكنا ننزل لنختلط بالناس لكنه كان «مرعوش منهم»، ولفت نظرى حالة الخوف من الناس.

■ قبل وصول الإخوان للحكم هل كانت هناك اتصالات بينك وبينهم؟ 

- لم أتواصل مع الإخوان أو أشتبك معهم قبل فوز محمد مرسى بالرئاسة، وكل ما حدث من اشتباك كان بعد وصوله الحكم، أما قبل ذلك فلم يكن عندى استعداد للتحاور مع طرف يؤمن بأنه يتكلم باسم ربنا، هاكلمه فى إيه وهو يتكلم كأنه يُوحى إليه.

وحين أعلن مرسى عن مشروع الـ١٠٠ يوم، أدركت أن الإخوان يحكمون شعبًا لا يعرفونه، وقلتها على الهواء لياسر على، المتحدث باسم مرسى: أنتم تحكمون شعبًا لا تعرفونه، وقلت لهم: إنتم مش هتكملوا سنة فى الحكم، وكتبت مقالات مُنعت من النشر، وكان من بينها مقال: «كُن رئيسًا لكل المصريين».

■ لماذا كنت متيقنًا من أنهم لن يكملوا سنة فى الحكم؟

- كان هناك شخص مصرى نتعامل معه فى دبى منذ ٢٠ سنة، واكتشفنا عند وفاة والده أنه من عتاة الإخوان، وكل من يحضرهم من مصر للعمل فى دبى كانوا من الإخوان، وعند وفاة والده زاره خيرت الشاطر، ووقتها عرفنا إنه إخوان، وقلنا له: إوعى تكون فاهم إن الناس بتحب مرسى، ولأثبت له ذلك سألت ٥ أشخاص أمامه من العاملين فى المطعم الذى اجتمعنا فيه عن مرسى، فهاله ما قاله الخمسة.

وقلت له: إنتم مش عارفين حاجة، وكان متخيل مثل باقى الإخوان إنهم هيحكموا ٥٠٠ سنة، وكان عندهم ثقة مبالغ فيها، مبنية على أساس إنهم مسنودين من الخارج، لكننا شعب جبار لا يمكن أن يحكمنا أحد غير بمزاجنا.

■ وُجهت إليك دعوة ضمن الفنانين والمثقفين للقاء مرسى ورفضتها.. لماذا؟ 

- مش هيتنصب عليا أنا من شبرا.. كلمنى خالد يوسف ودعا الناس لمقابلة مرسى، فقلت له: مش جاى.. آجى أعمل إيه وأقول إيه؟، قال لى: اسمك موجود فى القائمة، فقلت له: امسحه.

ورفضت عن قناعة، وكان رفضى مبنيًا على أساس فكرى، لأن فكرتى التى أقتنع بها عن الفن منكرة عند الإخوان، وكان اللقاء «شو إعلامى» فقط، وكنت أتابع الحوار وكان كل الكلام تقليديًا، وتم أخذ اللقطة الإعلامية فقط.

وعندما تواصل معى ياسر على، متحدث الرئاسة فى هذه الفترة، ليشرح لى ما تم تحقيقه فى الـ١٠٠ يوم الأولى، قلت له: حضرتك بتتكلم عن سويسرا أو بلد لا أعرفه؟، وقلت له: انزل شوف الناس فى الشارع واركب تاكسى وهتشوف الناس حالها إيه، وده اللى مش هيخليكوا تكملوا أكتر من سنة.

■ ما اللحظة التى أدركت فيها أن الإخوان يسقطون؟

- فى لحظة إطلاق مرسى الإعلان الدستورى، وقد نزل فنانون كثيرون أمام المنصة فى مدينة نصر اعتراضًا على الإعلان الدستورى، والجميع كان لديه شعور بأن محمد مرسى رئيس جمهورية يعمل لدى المرشد، وأنه مندوب الجماعة فى قصر الاتحادية، ولم تكن الفكرة مقبولة بالنسبة للجميع، ولم يكن الوضع طبيعيًا لدولة فى حجم مصر.

واشتركت فى الحراك منذ أول يوم، بداية من إنتاج مسلسل «الداعية»، وتم تحضيره وعُرض فى رمضان بعد سقوط الإخوان، وصورنا المسلسل أثناء حكم الإخوان، وكانت فكرته عن داعية يحرّم الموسيقى ثم «يحب واحدة بتاعة مزيكا».

والمظاهرات المصورة داخل المسلسل كلها حقيقية وطبيعية، وكان هناك رد فعل غير طبيعى من الجماعة الإرهابية على المسلسل، من محاولة الوصول للرقابة على المصنفات الفنية لإيقافه، ثم تقديم شكوى فى الأمن الوطنى، ولكن كل أجهزة الدولة لم تستجب لتحريض الإخوان.

وتعرضنا لهجوم كبير لإيقاف مسلسل «الداعية»، لأن الإعلان التمهيدى له كان يحمل شعار «يسقط يسقط حكم المرشد»، والمسلسل كان يتناول تاريخ ظهور الجماعات الإسلامية، وقتل الشيخ الذهبى، وهذا ما خلق حالة الانتفاضة ضده من قبل الإخوان. 

وكان يحمل أغنية فى التتر لشد انتباه المصريين تقول إن هذه الجماعة ضد كل أوجه الحياة، وكانت كل كلمة موجهة للشعب المصرى فى هذا الاتجاه، وأنهينا تصوير المسلسل يوم ٢٩ يونيو لتنزل المظاهرات يوم ٣٠ يونيو، وكان هناك رفض لشراء المسلسل من جميع المحطات، ولكن جمال العدل قال: «هانتج المسلسل ده حتى لو هعرضه على اليوتيوب».

ونزلنا فى يوم ٣٠ يونيو فى مجموعتين لاعتصام المثقفين ولميدان التحرير، وذهبت أنا لاعتصام الاتحادية بعد مذبحة الاتحادية، وعرضت عليهم أن يذهبوا لميدان التحرير لقلة عددهم، واجتهدت كثيرًا لدخول الصحفى الحسينى أبوضيف إلى المستشفى بعد رفض معظم المستشفيات استقباله، وكانت هناك منصة فى ميدان التحرير وترتيب مع على الحجار ومحمد منير لتقوية الاعتصام.

وبعد نجاح ثورة ٣٠ يونيو تم بيع المسلسل بمبيعات تفوق الخيال فى الداخل والخارج، فقد كسّر الدنيا بعد سقوط الإخوان وعُرض فى رمضان، والمسلسل كان مقررًا أن ينتهى بقتل الداعية الذى عاد إليه الوعى، ثم مع ظهور حركة «تمرد» قررنا أن تكون النهاية مفتوحة، ووضعنا أمام المشاهد نهايتين ليختار منهما، الأولى أن يُقتل الداعية، والثانية أن يُلقى القبض على الشخص الذى يحاول قتله، وينجو الداعية ليكمل طريق الوعى.

■ ما الدور الذى لعبته جبهة الإبداع فى محاربة الإخوان؟

- مشكلة الإخوان مع الفن أن كلًا منا يلعب على مساحة الإبداع، ولذلك فهذه الجماعة تخاف من الخيال والفن فتقول: الفن حرام، ونحن رحبنا فى جبهة الإبداع بكل الطوائف، والجبهة ضمت ٣ آلاف مبدع فى كل المجالات، وكانت معظم الاجتماعات فى نقابة الصحفيين، وكان هناك فنانون عرب يتواجدون فى الاجتماعات ويتضامنون معنا.

■ كفّرتك جماعة الإخوان وكفّروا المطرب على الحجار عندما قدمتما قصيدة «إحنا شعب وانتو شعب».. ما ظروف كتابة هذه القصيدة؟

- ذات يوم كنت أزور متحف رمسيس ويصا واصف، أنا وزوجتى، وقد كنت أريد أن أشعر بأننى أرتبط بالجذور والتراث حتى أحمى نفسى، فوجدنا فى المتحف سيدات يصنعن النول، فقلت لزوجتى إن هذه السيدة التى تصنع النول فى المتحف كانت جدتها بالتأكيد تصنعه منذ ٥ آلاف سنة، وبالتالى من المستحيل أن يحرّم أحد الفن ويكون مصريًا. 

وكتبت مقالًا عنوانه «إحنا شعب وانتو شعب»، ثم بدأت فى كتابة القصيدة، وقلت من خلالها رأيى فيما يحدث، فكانت القصيدة أشبه بقنبلة ألقيتها فى وجه الإخوان، ومن هنا بدأت المعركة، ودافع عنى من دافع، ومنهم الدكتورة فاطمة ناعوت، التى دافعت عن القصيدة دفاعًا مستميتًا، وهناك من هاجمنى واتهمنى بتفرقة الشعب.

وأوضحت فى قصيدتى أن الشعب المصرى مؤمن بعدد من الثوابت، ومن لا يؤمن بها فهو شعب آخر غير الشعب المصرى، «لكن الإخوان حسوا إن على راسهم بطحة مع إنى مجيبتش سيرتهم»، فلم أقل إخوانًا ولا سلفيين، بل قلت إننا نحب الحياة وأنتم أعداء الحياة، فلماذا صنف الإخوان أنفسهم بأنهم أعداء الحياة؟

وبعد نشر القصيدة استلمتنى قناة «الجزيرة» بالشتيمة أسبوعًا كاملًا، ومن ثم خرج شيخ الدعوة السلفية بالإسكندرية ياسر برهامى يطلب منى أن أتوب، فكتبت مقالة نارية قلت فيها: كل يوم أتوب من ذنوب أرتكبها إلا من هذه القصيدة، وقلت له: أنت من يجب عليه أن يتوب يا دكتور الأطفال يا اللى بتقول إن البنت ممكن تتزوج وهى عندها تسع سنوات، وكتبت مقالة مرعبة وكنت حاسس إنى بجاهد أو بحارب.

وتكفير على الحجار من قبل جماعة الإخوان جاء عندما طلب أن يغنى قصيدة «إحنا شعب وانتو شعب» فوافقت، ولحنها أحمد الحجار، رحمه الله، ونزلت الغنوة بعد رحيل الإخوان، وكانت لى وجهة نظر هى أنه كان يجب على المطرب على الحجار أن ينزل بالغنوة فى وقت وجود الإخوان بالحكم. 

وازداد الهجوم حدة خاصة بعد اعتصام رابعة الذى زاد فيه معدل العنف، حيث أصبح هناك فريقان بشكل واضح، ومن ثم عادت قناة «الجزيرة» إلى شتمها لى أنا وعلى الحجار أسبوعًا كاملًا.

■ كيف رأيت يوم ٣ يوليو؟ 

- يوم ٣ يوليو يعتبر يومًا فاصلًا فى حياتى، ونزلت دموعى فيه فالرئيس عبدالفتاح السيسى، كان وزير الدفاع وقتها، أعطى مهلة لمحمد مرسى حتى يتراجع، مدتها أسبوع، ومن ثم مهلة أخرى مدتها ٤٨ ساعة، وكان كل رعبى أن يتراجع مرسى، ولو كان عنده دماغ كان تراجع.

وفى هذا اليوم، كان الرئيس السيسى سيعلن البيان ليذكر فيه ما حدث، كما كانت الميادين مليئة، فهذه إرادة شعب، وكانت الساعة ٤ مساء وكان الجو شديد الحرارة، والناس كانت هتنزل لكنهم كانوا فى انتظار نسمة هواء، وحينها خرجت على الهواء فى التليفزيون وقلت للناس: إنتم خايفين من الحر ومش خايفين على مصر؟.. حر إيه اللى انتو خايفين منه؟.. انزلوا لو سمحتم.

وقابلنى عبدالحكيم عبدالناصر وقال لى: أنا سمعتك فى التليفزيون ونزلت لما سمعتك أنا وابنى، ومن ثم نزلت أنا أيضًا، وبعد ساعة وصلت إلى الميدان فوجدته مليان، وفضلنا منتظرين البيان، وبعد إعلان ٣ يوليو بدأت الحياة الجميلة. و٣٠ يونيو كانت حتمية تاريخية، لأن الإخوان لن يحكموا مصر، وكان هذا شيئًا لا مفر منه، لكن سرعة سقوط الإخوان هى التى كانت مفاجئة، فالإخوان كانوا لا يعرفون الشعب الذى يحكمونه ولا يعلمون عنه شيئًا، وبدأوا فى تقسيم الغنائم مبكرًا، فقد كان لديهم ضيق أفق.

وعندما تتأمل مصر يدور بخلدك أنه من المستحيل لناس مثل الإخوان أن يحكموا مصر، فهم لا يعرفون قيمتها لأنهم تربوا على أن تراب مصر «عفن»، وعلى أنه لا توجد تحية للعلم، وهى معانٍ تربينا عليها، وهو ما كان يجرح مشاعر المصريين بشكل غير طبيعى.