رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أيام الثورة والخلاص.. أحمد مجاهد: أقصى ما كان يمكن أن نخسره فى «اعتصام المثقفين» أن نتعرض للضرب.. والسيسى حمل رقبته على كفه فى 30 يونيو

 الدكتور محمد الباز
الدكتور محمد الباز و الدكتور أحمد مجاهد

قال الدكتور أحمد مجاهد، الرئيس الأسبق للهيئة العامة للكتاب، إن أكثر ما أثار دهشته خلال ثورة ٣٠ يونيو هو سرعة الشعب المصرى فى اكتشاف حقيقة جماعة الإخوان وتأكده من أنهم تنظيم سياسى صريح لا علاقة له بالدين ويعمل فقط على تسييس الدين على هواه.

وكشف «مجاهد»، فى حواره مع الإعلامى الدكتور محمد الباز، فى برنامج «الشاهد» على قناة «إكسترا نيوز»، عن أنه كان شاهدًا على الكثير من أعمال التحريض من الإخوان خلال فترة عمله فى الهيئة، حيث كانت هناك عناصر من الجماعة تتدخل لحذف بعض الأشياء من الكتب داخل المطابع.

وأكد أنه رفض مقترحًا إخوانيًا بتحويل مسمى مكتبة الأسرة إلى مكتبة الثورة، وعلى إثر ذلك صدر قرار بإقالته من منصبه فى هيئة الكتاب، لافتًا إلى أن المثقفين ردوا بغضب على ذلك القرار، وأصروا على الاعتصام داخل الوزارة.

■ بداية.. إذا جلست لتكتب عن ثورة ٣٠ يونيو.. ما الذى يمكن أن تقوله بشكل عام؟

- هذا سؤال مهم وعابر لكل ما هو شخصى وصغير، ولكل ما هو جوهرى وكبير، والمثقف المصرى عندما يستشعر الخطر يكون «فاعلًا»، ويؤدى دوره تجاه المجتمع، ولكن فترات صمت وإحجام المثقف المصرى عن المشاركة فى الفعل السياسى طويلة جدًا، أبرز تجليين لها الأول بعد ١٩٦٧ عند دخول كل الشعراء والكُتّاب للجبهة فى السويس، ومحاولة استنهاض الأمة حتى تحقق النصر فى ١٩٧٣، والثانية كانت تتعلق بمعركة داخلية وهى الهوية الوطنية المصرية.

عندما شعر رجل الشارع العادى، وليس المثقف فقط، أن هويته عرضة للتغيير تحرك، والمصرى بطبيعته مؤمن ومتدين، ويستمع لأم كلثوم ويشرب شايًا على القهوة، وهذا لا يتناقض مع تدينه، وهذا من الطبيعة العادية التى لا تتنافى مع جوهر الدين، فعندما وجد ما يجبره على تغيير هذه الهوية خرج للشارع، واعتصام المثقفين كان أول اعتصام قبل ٣٠ يونيو.

■ بماذا شعرت عند وصول الإخوان للحكم؟

- كانت لحظات صعبة جدًا ولم أعصر على نفسى ليمونة مدة حكم محمد مرسى، بأى شكل من الأشكال، لأن المثقفين كانوا يرفضون وصول الإخوان للحكم، ولأن المثقفين أكثر ناس يعرفون أن طبيعة الإخوان تختلف مع الهوية المصرية، وكنا متوقعين هذه النتيجة.

ولكن المثير للدهشة هو سرعة الشعب المصرى فى اكتشاف هذه الحقيقة، بعد ما كان يردد «ما نجرب الناس بتاعة ربنا»، ولكن سرعان ما اكتشف الشعب أن الإخوان تنظيم سياسى صريح لا علاقة له بالدين، ويعمل فقط على تسييس الدين، وأنا تحسست الخطر بحكم عملى فى السينما والمسرح والشعر والفنون الشعبية، وكانت كل هذه المجالات مهددة من الجماعة الإرهابية.

الإخوان لهم يد طويلة فى صناعة النشر والفنون، وهذه تمثل خطوة مهمة بالنسبة لهم، لأن الترقى فى المراتب الإخوانية يعتمد على قراءة الكتب ومناقشتها مع الإخوة داخل الجماعة، ولذلك كانوا مسيطرين على صناعة النشر بشكل كبير جدًا.

■ ما كواليس طلب وزير ثقافة الإخوان تحويل مكتبة الأسرة لمكتبة الثورة؟

- وزير ثقافة الإخوان استهدف مكتبة الأسرة لأنها ضد خطتهم، وطلب علاء عبدالعزيز تحويل مكتبة الأسرة لمكتبة الثورة، لأنها كانت تطبع الكتب بسلاسة، وتنشر كتبًا عن الهوية المصرية الوطنية الحقيقية التى هى ضد الإخوان.

وفى هذا التوقيت أصدرت تصريحًا بأن هناك قامات وأشخاصًا فى مكتبة الأسرة، ولا يستطيع أحد التدخل فى عملهم، وفى ثانى يوم عقدت اجتماعًا لمكتبة الأسرة، وصدر بيان دقيق عن سلسلة إصدارات المكتبة، وكان هناك إصداران بالفعل عن الثورة ولم يكن هناك داعٍ لهذا التحويل.

وتوقعت إقالتى من علاء عبدالعزيز، وزير ثقافة الإخوان، بعد اجتماع مكتبة الأسرة، وفى اليوم الثانى لهذا الاجتماع وجدت إقالتى من منصبى تنتظرنى على مكتبى، ولم أكن مستغربًا، ولم نكن على خط واحد مع هذه الجماعة الإرهابية.

■ هل كانت هناك محاولة من الجماعة الإرهابية لاختراق عملك فى الهيئة؟

- كان هناك اختراق ولكن لم يستطيعوا تنفيذه بالكامل، لأن هناك لجان قراءة ترفض نشر ما يريدونه، وكانت هناك «مكايدة متبادلة» مثل منح كتاب ثروت الخرباوى جائزة معرض الكتاب فى عام حكم الإخوان ٢٠١٣، وكان عاصم شلبى هو رئيس اتحاد الناشرين، وهو أحد أكبر قيادات الإخوان فى محافظة الشرقية، وكان المسئول عن تدريب محمد مرسى قبل ذلك فى محافظته، هو الذى كان يسلم الجائزة لثروت الخرباوى، الذى يهاجم الجماعة.

■ قيل إنك طبعت ٤٧ كتابًا للإخوان.. ما مدى صحة ذلك؟

- هذا الأمر لم يحدث إطلاقًا وهذا الكلام يدخلنى السجن، والحقيقة أن شعبان يوسف أحضر لى رواية من روايات سيد قطب، تحمل اسم «أشواك»، وكان سيد قطب وعائلته قد طلبوا عدم نشرها، لأنها رواية عاطفية وبها مشاهد إباحية.

وطلب شعبان يوسف نشر الرواية حتى يوضح للناس أن هذا الرجل توجد تحولات فى حياته قبل التدين، وقال إنه سيقدم دراسة للرواية يقول فيها ذلك، وقلت له: «القانون معك لأن قانون الكتب يقول إن الكتاب الذى لا ينشر لمدة ٣ سنوات من حق الناشر نشره حتى لا تتم مصادرة فكره ويتم تعويض عائلته»، والإخوان رفعوا علىّ دعوى قضائية لأنه ليس من حقى نشر الرواية لأنها تشوه صورة الزعيم، كما تم انتقادى من غير الإخوان وقالوا إننى أنشر لسيد قطب.

معرض الكتاب عندما توقف فى عام ٢٠١١، ابتكرت فكرة معرض فيصل الرمضانى للكتاب، وخلال تجولى فيه وجدت إحدى دور النشر الإخوانية وطلبت منى رؤية كتاب لأستاذ كبير فى الأزهر، واطلعت على الكتاب ووجدته جيدًا. 

واتصلت بصاحب الكتاب، وأخبرته بأن عمله فى الكتب عظيم جدًا، وقلت له «ألا يوجد شىء أبسط وننشره للناس فى دار النشر الحكومية»، ورحب بالفكرة وكان هو الدكتور سعدالدين الهلالى، والمعروف بموقفه من الإخوان، وطبع ٣ كتب مع دار النشر الحكومية، لأنها توزع أكثر وتبيع أرخص، وكان هذا فوزًا عظيمًا وشرفًا لى أنه وافق على هذا التعاون.

■ هل كنت تشهد تحريضًا من عناصر إخوانية داخل الوزارة؟

- كانت هناك تحريضات لإثارة القلق فى الهيئة، وأحد العاملين بالهيئة خالته مباشرة كانت زوجة محمد مرسى، وأبرز المضايقات التى تعرضت لها كانت فى المطابع، حيث كان الإخوان يحذفون حروفًا وجملًا من المطبعة ولدىّ دلائل على ذلك، وهذه القلاقل كانت بسبب أنهم يريدون أموالًا وكنت أتعامل معهم بالتفاوض ويقتنعون، لأنه توجد شفافية وكان الكلام معهم واضحًا.

■ هل رصدت ميولًا لبعض الكُتّاب ناحية الإخوان فى كتاباتهم؟

- يوجد نوعان من الميول، ميل فى الكتابة والفكر لم أرصده لأنه صعب، والميل الثانى للأموال والأعمال، وقد حدث، ومنهم من التقى بوزير الثقافة الإخوانى علاء عبدالعزيز، بعدما أقالنى، وجلسوا معه وقالوا إنهم يستطيعون عمل أكثر من شىء له، وتم تصويرهم ونشر صورهم بالجرائد.

الدكتور صلاح المليجى أحد مسئولى قطاع الفنون التشكيلية مثلًا، كان وزير الثقافة قد طلب منه أن يرفع بعض اللوحات لأن بها مشاهد خارجة، وهو رفض وقال إنه لن يرفعها حتى لو أُقيل فيها، وبالفعل تمت إقالته.

■ ما رد فعل المثقفين على إقالتك؟

- بعد إقالتى من وزير الثقافة حدث رد فعل غاضب من المثقفين، وكان فى البداية من مجموعة صغيرة، والوزير كان بمكتبه وكانت الهتافات حوله كثيرة ضد الأخونة والإقالات، وعندما تصاعدت الإقالات تم تنفيذ خطة، بما تحمله الكلمة من معانٍ، لدخول الوزارة والاعتصام بها.

وكان هناك اجتماع للمثقفين ممن هم ضد حركة الإخوان، والذين تمت إقالتهم من المجلس الأعلى للثقافة، وبعدها ذهب عدد من كبار المثقفين والفنانين ودخلوا وزارة الثقافة بهدوء شديد جدًا، حتى يقابلوا الوزير وبعد تجمعهم أعطوا إشارة البدء من «البلكونة»، وبعدها انتقلنا للوزارة. 

وكانت هذه هى المرة الأخيرة لدخول الوزير الإخوانى علاء عبدالعزيز وزارة الثقافة، وتم نقل مكتبه لهيئة الكتاب.

ثم توافد العديد من الفنانين والمثقفين للاعتصام، وبعدها جاء السياسيون، وتم إنشاء مسرح تقدم عليه فقرات فنية، ثم بدأ الجمهور يأتى وأصبحت هناك اعتصامات أخرى على غرار هذا الاعتصام.

والهدف من الاعتصام كان إسقاط هؤلاء، والمعركة معهم كانت صفرية، وأحمد المغير وشباب الإخوان حاولوا فض الاعتصام بالقوة، وكان المعتصمون يعرفون بقدومهم ومستعدين له، وأدوا الواجب معهم وضُرب أحمد المغير نفسه.

■ هل حدث تواصل رسمى من أى من أجهزة الدولة معكم؟

- لم يحدث تواصل رسمى مع المثقفين المعتصمين بوزارة الثقافة، والشرطة كانت موجودة لتؤمّن مقر الوزارة وفى الوقت نفسه تؤمّن المعتصمين، والناس كانت تحتفل معهم بـ«كلاكسات» السيارات، حتى جاء يوم ٣٠ يونيو.

وخلال الاعتصام تم استشراف مزاج المصريين وهواهم وخطوتهم القادمة، وسار الجميع نحو خطوة ٣٠ يونيو.

■ ما توثيقك لمشهد ٣ يوليو وموقف الجيش؟

- سعيد لأمرين أن الجيش شديد الوطنية وشديد الإخلاص لطلبات الشعب، وكان عادلًا بما يكفى، حتى الرئيس السيسى كان يقول «أنا نصحت وطلبت وقُلت»، فالرئيس نصح مخلصًا ولم تتم الاستجابة لنصائحه.

الجيش منذ ٢٥ يناير كان حكيمًا جدًا وأثبت أن هدفه ليس المحافظة على السلطة، ولكن المحافظة على الشعب والدولة واستقرار مؤسساتها. 

■ كيف ترى الفارق بين موقف اعتصام المثقفين فى وزارة الثقافة وموقف الرئيس السيسى؟

- اعتصام المثقفين فى وزارة الثقافة كان معركة صفرية، ولم يكن لديهم ما يخسرونه سوى حريتهم، لكن عندما نقارن موقفنا بموقف الرئيس عبدالفتاح السيسى، «السيسى» شخصيًا حمل رقبته على كفه، من أجل الوطن.

كانت بالنسبة للرئيس السيسى معادلة صفرية بجد، نحن كمثقفين «كبيرنا هنتحبس ونضرب»، لكن بالنسبة لعبدالفتاح السيسى، معادلة صفرية، وكان ذلك الانحياز أول صك ثقة قوى بين الرئيس السيسى والشعب المصرى.

شاعر العامية الراحل أحمد فؤاد نجم قبل وفاته بشهر كان فى هيئة الكتاب، وكان ذلك قبل الانتخابات الرئاسية فى ٢٠١٤، دخل أحدهم وقال له «هتنتخب السيسى؟» قال له «أنتخب السيسى ولو معملش حاجة ولا هيعمل حاجة غير إنه مشى الإخوان تفضل جزمته على راسى»، ذكرت أحمد فؤاد نجم لأنه نموذج من أقصى اليسار، لمن يسأل «هتنتخب مين؟»، «كنا هنروح ومش هنرجع»، نحن الآن لدينا وطن يمكن أن نختلف من أجله، لو استمر ذلك الوضع لم يكن الوطن ليستقر.

■ كان هناك تضامن من المثقفين مع المسئولين وحالة قوة وتصميم وإرادة.. أين ذهبت هذه الحالة؟

- المثقفون اتحدوا معًا فى ثورة ٣٠ يونيو، على اختلاف مشاربهم، لأنه فى لحظات حدية فى تاريخ الوطن، يفقد كل إنسان هويته الشخصية وأطماعه ومطامعه، وصراعاته الشخصية من أجل الوطن.

وداخل اعتصام وزارة الثقافة، كان هناك مثقفون لا يقبلون بعضهم، ومختلفون أيديولوجيًا، بعد ٣٠ يونيو عادوا لخلافاتهم مرة أخرى، وعادوا للتشرذم والفردية.. لم نستطع أن نحافظ كثيرًا على زخم ٣٠ يونيو.

■ هل هذه هى طبيعة المثقفين بشكل عام؟

- طبيعة المثقف هى الميل للتغيير والاختلاف، ويحدث هذا بشكل سلمى، لا يكون المثقف منسحبًا ولا شتّامًا دون تقديم طرق بديلة.

■ هناك من يربط بين أنه لكى تكون مثقفًا لا بد أن تكون معارضًا فى المطلق.. كيف ترى ذلك؟

- المثقف هو الذى لا يوافق على أى شىء قبل أن يفكر ويقتنع به، لكن هذا لا يعنى ألا يقتنع بكل شىء، المثقف ليس سياسيًا ولا إداريًا، وإنما شخص لديه طاقة يمكن الاستفادة منها، ولديه رؤية وفلسفات، يستخلص منها ما يفيد البلد، وإذا لم نستفد من المثقف، ونستمع لآرائه، بغض النظر عن قابليتها للتحول لخطوات إيجابية أم لا، سيسبب ذلك مشكلة للمثقف، وسيشعر بأنه خصم، لذا لا بد من الاستماع للمثقفين فى مجالاتهم، وسنصل لنتائج.

■ هل لعب الكُتّاب والمثقفون دورًا فى التصدى لأفكار الإخوان بشكل حقيقى ومؤثر؟ ولماذا لم تُحدث الكتابات تأثيرًا يوازن أفكار الجماعات؟

- دور المثقفين يبرز فى اللحظات الحدية، وهم استطاعوا أن يقنعوا الشعب فى تلك اللحظات أن الإخوان «مش بتوع ربنا»، أى أنها ليست جماعة تدعو إلى الله كما تزعم، لكن هذه المسائل تغيرت بعد ثورة ٣٠ يونيو، لم تعد هناك مساحات كبيرة، يُقال فيها مثل هذا الكلام. لم يعد هناك اتفاق مجتمعى، حتى بين طوائف المثقفين، لذا الفكرة الرئيسية التى تأسس عليها الحوار الوطنى، فكرة تُحترم.

كما أننى أعجبت جدًا بما وصل إليه مجلس أمناء الحوار الوطنى بأن المعادلة تُقسم لثلاثة، ثلث لأحزاب المعارضة، وثلث للأحزاب المؤيدة، وثلث للخبراء، هذه الخلطة لا بد أن تتحاور دائمًا وأبدًا فى الملفات الكبيرة والصغيرة، وبالتأكيد ستسفر عن نتائج قابلة للتنفيذ، وعلى أقل تقدير ستسفر عن أن «الناس قد سمعت بعضها، وستحترم آراء بعضها»، على جميع المستويات هذا الحوار سيخرج بنتائج بالتأكيد.

■ أنت ترى أنه فى اللحظات الحدية سيظهر دور الكتاب.. لكن ماذا عن دور المثقفين وكتاباتهم فى المعركة الممتدة؟ 

- ما زال هناك دور للمثقفين فى المعركة، باعتبارها معركة ممتدة ولكن على نطاق ضيق، على سبيل المثال سلاسل الهوية التى تصدر عن الهيئة، وهى تصدر حاليًا عن قصور الثقافة، وكانت فى الأصل تصدر عن هيئة الكتاب، هذا كله موجود لكن الحمية والحماسة وفكرة المشروع والدور أصبح أقل، حيث أصبحنا نتعامل على أن الإخوان ذهبوا وهنا يكمن الخطر.

أشخاص الإخوان ذهبوا، لكن فكرهم لم يذهب، وهو باقٍ حتى الآن، ولذلك يجب أن تكون هناك يقظة وإدراك بأن فكر الإخوان ما زال موجودًا حتى الآن، المثقفون والمفكرون يتعاملون على أنهم انتصروا وأن الإخوان ذهبوا، وأن عليهم الالتفات لصراعات صغيرة وأشياء أخرى، لكن هذا تفكير خاطئ، فهذه الأحزاب لا تقوى إلا تحت الأرض.

الإخوان اعتادوا على أن يترعرعوا تحت الأرض، وعندما خرجوا على وجه الأرض لم يستطيعوا أن يعيشوا، أفراد هذا الجيل من الإخوان ذهبوا، لكن هناك أفرادًا آخرين من أجيال قادمة، فكر الإخوان يحتاج إلى مواجهة فكرية هادئة وأنفاس طويلة. 

بقراءتك للوسط الثقافى.. هل نمتلك من يستطيع التصدى لأفكار الإخوان والجماعات المتطرفة؟

- نعم لدينا من يتصدى لأفكار الإخوان المتطرفة من الوسط الثقافى، لدينا الكثير ولدينا من يتصدى بمستويات عديدة، ويوجد من يتصدى فى الإعلام، ومن يتصدى بكتب تحمل فكرًا مستنيرًا مقابل الفكر الظلامى، ولدينا من يتصدى بشكل يفند أفكارهم القديمة، ولدينا من يتصدى بمناقشة الأحداث، والأهم عندى هو من يقدم البديل.

الدين عقيدة واحتياج وهوى شخصى لدى المصريين، ولا يجب إبعاده عن حياتهم، وهذه هى طبيعة المجتمع المصرى، هناك بعض التيارات التى تتبنى الفكر المستنير تتخيل أنه لا بد من إبعاد الدين عن حياة المصريين، لكن لا يجب أن يتم التفكير بهذا الشكل. 

هناك تيارات تريد إقحام الدين وتيارات أخرى تريد فصل الدين، لكن النتيجة ستكون واحدة لدى التيارين، نحن فى حاجة إلى صحيح الدين، وما يدخل فى العقائد والعبادات والتعامل الإنسانى الرفيع بين البشر، والدين بين العبد وربه، وعلىّ أن أنظر لما أفعله أنا وليس ما يفعله جارى.