رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اقتراح ينهى جميع الأطراف

بعد إذن معاليكم يعني، عندي اقتراح ممكن ينهي 90% من مشاكل الميراث والوصاية والحاجات الحلوة دي.

دلوقتي، إحنا بـ نتكلم عن إيه؟ عن الأستاذ عادل إبراهيم اللي عنده ممتلكات: عقارات/ سيارات/ أراضي/ فلوس/ بسكويت/ إندومي.... إلخ إلخ، ثم إنه الأستاذ عادل مات، فـ فيه خناقات/ نقاشات/ مسلسلات/ برامج حول مآل تلك الممتلكات.

حسب ما أنا فاهم يعني، الحوارات بـ تدور حول شقين: أولا، طريقة توزيعها أو نسب الورثة يعني مين له؟ وله قد إيه؟ مين مالوش؟ وهكذا وهكذا. ثانيا، لو الورثة لسه قاصرين، مين يحفظ لهم الفلوس لـ حد ما يبلغوا سن الرشد، تمام كدا؟

طيب يا جماعة، بعد إذن معاليكم برضه، ودون مواربة، أنا بـ أشوف إنه الشخص الوحيد اللي ينفع يحسم دا هو الأستاذ عادل الله يرحمه، هو لـ وحده لا شريك له في هذا القرار. 

بس دا مات! أيون مات، بس هو لحظة ما مات كان عايش، لحظة ما أثبت لـ نفسه ملكية أي قشاية كان عايش، فـ يبقى إجبارا وضمن مسوغات إثبات الملكية ورقة وصية يسجلها في الشهر العقاري.

رايح يشتري عربية، يجيب ورقة الوصية ضمن مستندات الملكية. رايح يشتري شقة، أرض، يخت، طيارة خاصة، رايح يفتح حساب في البنك، لازم ورقة الوصية، اللي طبعا ممكن يغير بنودها وقت ما يحب، إنما وقت ما يموت يبقى كل حاجة تمشي حسب الورقة دي.

الفلوس والممتلكات تذهب حسب الأنصبة التالية: الولد زي البنت أو الولد ضعف البنت أو البنت ضعف الولد أو الولد الكبير 20% والصغير 80%، أو العكس، أو الزوجة ليها التمن، الربع، التلت، 90%، أو جمعية محبي الكابتن سامح العيدروس ليها 16%، هو حر، دي فلوسه.

لو هو له عقيدة معينة (مسلم مثلا) وعايز يلتزم بيها، فـ يكتب كدا: توزع الممتلكات طبقا لـ الشريعة الإسلامية حسب رؤية المؤسسة الدينية الرسمية.

طيب الوصاية؟ نفس الحكاية، الوصي على أولادي القصر هو السيد/ السيدة ......، ويحضر السيد/ السيدة يوقع على قبوله المسئولية. مش مهم السيد/ السيدة دا يبقى مين: أم الأولاد/ عمهم/ خالهم/ صاحبه الأنتيم/ شريكه في الشغل، مالناش فيه.

ممكن كمان يكتب وصاية لـ أكتر من شخص بـ الترتيب، بــ حيث إذا مات الوصي بعد موت صاحب المال، تنتقل الوصاية تلقائيا لـ اللي بعده، وإذا اختار شخص واحد، الشخص دا يختار وصيا بديلا إذا هو مات، مع ملاحظة إنه سن الرشد لازم تنخفض لـ أقل حد ممكن، 18 سنة كويس جدا مش لازم 21 سنة.

بـ مجرد موت الأستاذ عادل، يصبح الشخص الوصي دا حر التصرف تماما في الأموال.

طبعا لو مشينا على النهج دا هـ تظهر أسئلة وتفاصيل، لكن كل حاجة ليها حل إذا اتبعنا الفلسفة دي.

فـ إن قال أحدهم: افرض الأستاذ عادل اختار شخص ما، والشخص دا أكل فلوس الأولاد، فـ الإجابة:

أولا، هي مش فلوس الأولاد، دي فلوس الأستاذ عادل.

ثانيا، الأستاذ عادل اختار الشخص دا بـ كامل إرادته، ومن غير موت ولا وصاية ولا أي حاجة، فـ الأستاذ عادل ممكن ياخد ألف قرار يدمر مستقبل أولاده (المادي على الأقل) زي إنه يكون متلاف، ويصرف فلوسه في اللا شيء.

مش هـ أكلمك عن متع زي الجنس والقمار وخلافه، أهي في النهاية فلوسه ويستمتع بيها زي ما هو عايز، لكن ياما ناس بـ تبعزق فلوسها في ولا حاجة، زي الأستاذ قمر الدين اللي كان بـ يشتري حاجات يعمل بيها بودرة العفريت، اللي هـ يحضر بيها طاقية الإخفا.

أو زي الفنان عبدالحي حلمي (ودا بـ جد) اللي كان أوائل القرن العشرين بـ يكسب آلاف الجنيهات، ولما مات، صديقه كفنه إحسانا، لـ إنه كان مضيع فلوسه أولا بـ أول 

في إيه؟ ولا حاجة! يروح مثلا فندق كبير، يحجز شهر ويدفع فلوسه، ويحط شنط فيها مقتنيات غالية إيشي ساعات، إيشي عطور، إيشي هدوم فاخرة، إيشي إيشي إيشي، وبعد يومين يكسل يرجع، فـ يشتري مقتنيات جديدة ويهندم نفسه 24 قيراط، ويروح فندق جديد، وهكذا.

لما مات عبدالحي كان له حاجات في خمس فنادق حاجزهم سوا، بس طبعا ادوا الورثة هلاهيل، وكان له تصاريف تانية زي دي يضيع فيها فلوسه، اللي هو مش مهم، ما أنا بـ أكسب كتير.

لما مات، الورثة ما لقوش مليم أحمر. 

طبعا ممكن تكون دي حالة متطرفة، بس ما حضرتك كل الحالات اللي بـ تجيبوها متطرفة، أو يمكن كل الحالات في الدنيا متطرفة، وكل قصة فيها جانب عجيب لا يصدق، المهم ثالثا.

ثالثا، إحصائيا ورقميا، احتمالات إنه الوصي يجور على الميراث بـ تبقى أقل كتير كتير لما يكون اختيار الوصي دا لـ ذاته، على عكس الوصي المختار لـ صفته.

يعني إيه؟ يعني أنا لما هـ أختار وصي لـ أولادي، هـ أدقق وأعمل حسابات كتير، حسب ظروف حياتي أنا، لكن لما تنتقل آليا لـ حد بـ وصفه: الأم/ العم/ الخال/ مرات البواب، فـ نسبة غير قليلة من أي صفة هـ تكون مش مؤهلة، مش بـ الضرورة فاسدة، لأ مش بـ الضرورة.

ممكن الأم مثلا مستعدة ترمي روحها في التهلكة عشان الأولاد، بس مفيش خبرة وقليلة حيلة، تروح تجيب بـ الفلوس كتاكيت عشان تربيها وتبقى فراخ وتبيض والبيض يفقس، فـ الكتاكيت تموت. أو يطلع لها أخ  يقول لها إحنا نجيب بـ الفلوس تلات عربيات، وأشغلهم لك أوبر، وهو أصلا مش بـ يعرف يسوق.

كذلك لو الوصاية لـ الجد/ العم/ الخال، أكيد مش جد مش ولابد، وعم مش تمام، وخال إيدك منه والأرض، إنما لما صاحب المال يختار فلان، فـ يبقى الاختيار غالبا أدق وأصوب.

وأخيرا، نفسي زي ما الناس مهتمين جدا جدا بـ الشخص اللي بـ يموت، ويسيب فلوس. يفكروا شوية ماذا لو الأب مات وساب أولاده في الطل، أو يمكن كمان سابهم مديونين.