رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الحساسيات البصرية المفرطة".. كتاب جديد للمغربي عزالدين بوركة

الحسساسيات البصرية
الحسساسيات البصرية المفرطة كتاب جديد لعز الدين بوركة

صدر للشاعر والباحث في الجماليات المغربي عزالدين بوركة كتابه التحليلي الفني: "الحساسيات البصرية المفرطة، مفاهيم الفن العائم" عن دار أكوار بطنجة، يأتي الكتاب في 270 صفحة من القطع المتوسط.

 

ويسعى بوركة في مؤلفه إلى الإمساك بالمفاهيم الفنية المعاصرة التي يصفها بأنها طافية وعائمة.. لا ترسو على أرض ثابتة وصلبة.. إذ بتنا نحيا في عصر سائل، كل المفاهيم فيه تعد زلقة وصعبة القبض والضبط.

 

يؤكد بوركة أنه: "لا يقين مع الفن المعاصر، فهو فنّ الشك والارتياب، لا يقدم بدائل ولا يعطي حلولا جاهزة، بل يجعلنا نرى ونشاهد ونلحظ لنُعلّق ونتجادل.. إذ إنه نتاج المشاهدة والخطابات المصاحبة وردود الأفعال التي تلي عملية العرض.. وإن كانت الفنون السابقة تطمح إلى الإجابة عن أسئلة الإنسان الكبرى، وتسعى إلى تهذيب الذوق وبناء الفرد الحداثي".

في تصديره يقول محمد الشيكَر الأكاديمي والباحث في الجماليات المعاصرة: "على الإشكال مدار هذا العمل البحثي الماتع، ففيه يشرعنا الأستاذ الباحث عز الدين بوركة، على الكارتوغرافيا الجمالية الجديدة التي دشنها الفن المعاصر، ويقودنا برشاقة وأناقة في مساربها المثيرة والمحملة بالأسئلة السجالية. ويقدم، بحق، منجزاً يستحق الإشادة والاحتفاء".

 

 بينما يتحدث عز الدين بوركة عما سماه بالمفاهيم العائمة قائلا: "الفن بمفاهيمه لم يسلم من التغيرات الجوهرية التي مست باقي الأنظمة والأنساق الإنسانية، حيث تحول بدوره من حالة صلبة متماسكة، تستند فيها كل التوجهات على قواعد معروفة وملموسة، وتنتعش في أراضٍ ذات سيادة كاملة، من الصعب أن تتواصل في ما بينها، إذ لكل أرض حدودها وأسوارها العالية التي يصعب اختراقها، إلى حالة من السيولة والذوبان المستمر، كل شيء فيه يطفو عائما، مثل جزر متفرقة، غير أنها متصلة رغم انفصالها عبر جذمور خفيّ، ورابط لامرئي. وهي تعمل منفصلة عن بعضها البعض ومتصلة في الآن نفسه، فالفن المعاصر هو فن التزامن.. فن تتداخل تياراته مع بعضها البعض لتوّلد تيارات جديدة، وفي الوقت عينه فهي معزولة، لكن دون أسوار".

يُقارب الباحث عزالدين بوركة عبر أسلوب تحليلي، وعبر نماذج غربية وعربية وعالمية، مفاهيم الفن المعاصر، متوقفا عن أهم التقاءات هذا البراديغم بمجموعة من الفلسفات والتيارات والتوجهات والمواضيع الراهنة، منذ نشأته وصولا إلى عصر الذكاء الاصطناعي.