رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مبارك... قتل الرجل الثانى !!


...استمرت سياسة تجريف الوطن حتى وصلت إلى الرجل الثانى.. فى أى مكان، وأى موقع وفى أى مؤسسة !! كان هذا هوالخطر الأكبر على المؤسسات العامة حيث تم تجريد جميع المواقع من أى قيادى فى صفوف المستوى الثانى والثالث، واستمر المجتمع تحت قيادة الرجل الأول.. عندما طالبت الجماهير بأن يكون لديها نائب للرئيس، خرج علينا «مبارك» ليعلن أنه لا يجد هذا الرجل الذى يصلح نائبا له!..

... وأطاح بكل الأسماء التى كانت فى ذاكرة الجماهير.. وكانت الضحية الأولى «عمرو موسى»حيث جاءت أغنية «شعبان عبد الرحيم» لتطيح به خاصة بعد أن رددت الجماهير اسمه كنائب للرئيس.. والضحية الثانية كان الدكتور «كمال الجنزورى» والذى أطيح به كرئيس وزراء باعتبار أن قامته أصبحت تقترب من قامت الرئيس وهذا يمثل جريمة لا تغتفر! لكن الضحية الثالثة كانت وزير التموين «أحمد جويلى» حيث أصبح يمثل قيمة شريفة ونظيفة أمام الجماهير خاصة مواقفه الشجاعة وانحيازه لأغلبية الشعب، واصطدامه مع رجل أعمال «مبارك» حتى إنهم حاولوا إسقاطه فى انتخابات برلمانية رغم إنه كان مرشح الحزب الوطنى!! هكذا كان «مبارك» يقوم بتجريف الأرض كى يأتى بـولى العهد «جمال».. حتى إنه قام بتعديل الدستور كى يتطابق مع الأمير المنتظر حتى يأتى ملكا على البلاد.. وكانت الكارثة الكبرى عندما أصبح الرجل الأول فى كل المواقع التالية مهمته هى سحق وإبادة الرجل الثانى، وأصبحت الهيئات العامة والمؤسسات والشركات القابضة والتابعة والجامعات وكل الكيانات الاقتصادية والاجتماعية يندر فيها وجود للرجل الثانى، بل تم منح جميع السلطات للرجل الأول حتى يبيد الرجل الثانى .. ويستمر إلى الأبد الرجل الأول، بل استطاع الرجل الأول أن يهدد كيان المجتمع كله فى حالة غيابه.. واخترعوا لأنفسهم مد الخدمة بعد الستين لعدم وجود من يصلح حتى وصلت فى بعض الأحيان إلى ما بعد السبعين! وأصبح خروج الرجل الأول من موقعه مرتبطاً بشهادة وفاته فقط.. أدى هذا كله إلى تخريب البلاد فى جميع المجالات خاصة المواقع التى تدير ثروات البلاد.. أو ذات الأهمية الاقتصادية والسياسية حتى النقابية.. كانت هذه السياسة تعلن أن المجتمع قد أصيب بالجمود فلم يعد منتجا للرجل الثانى مما سبب الخطورة الأكبر.. وأصبح مطار القاهرة الدولى المنفذ الوحيد لهروب الرجل الثانى وكذلك جميع المبدعين والمخترعين والكفاءات من كل المواقع .. أصبحت أمريكا وأوروبا تتنافسان على الحصول على الرجل الثانى، وأصبح المصريون يرددون أن المصرى ينجح فى الخارج ويفشل فى الداخل، والحقيقة أن الرجل الأول هوالذى فشل وليس المصريون! بسبب هيمنة الرجل الأول انتشر الفساد واكتسب شرعية قانونية واخترع اللوائح السرية والعلانية ومن خلالها تم استنزاف ثروات البلاد.. رفض الرجل الأول مبدأ تعيينات الشباب حتى يستطيع الحصول على أكبر قدر من الأموال التى كانت مخصصة للتعيينات وأصبحت هيئات ومؤسسات حتى الإدارة المحلية بها وظائف شاغرة ومكاتب خالية من العاملين وتقلص عدد العاملين فى كل المؤسسات إلى مستوى خطير حتى إن بعض المبانى الحكومية كانت شبة خالية من العاملين بها.. إننا أمام ظاهرة خطيرة لا يجوز أن تستمر، ويحب الإطاحة بالرجل الأول المستبد والفاسد وإتاحة الفرصة للوطنية المصرية كى تقود البلاد نحو الأفضل.. لا يجوز أن نعتبر أن السن الكبيرة هى المسئول فى إدارة شئون البلاد، بل إن الشباب هوالقائد ويجب رفع الحظر عنه حتى تنطلق البلاد، وتخرج من شيخوخة الرجل الأول الذى حطم الأمانى الوطنية للشعب المصرى.

■ رئيس اتحاد أصحاب المعاشات