رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما سر رغبة تركيا في التقارب مع سوريا بعد سنوات القطيعة؟

تركيا
تركيا

يتزايد الحديث خلال الفترة الحالية حول عودة العلاقات التركية مع سوريا بعد سنوات من القطيعة بدأت في 2011، بعد موجة ما عرف بـ"الربيع العربي" في المنطقة العربية، خاصة بعد محاولات أنقرة التواصل مع القاهرة، وكذلك عودة علاقاتها مع دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إنه سيجتمع مع نظيره السوري في النصف الثاني من الشهر الجاري، لكنه أكد أن تركيا لن تطبع مع سوريا رغما عن المعارضة السورية.

أضاف أوغلو، في تصريحات غير مصورة خلال عودته من البرازيل أنه سيتم لاحقا تقييم إمكانية لقاء الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد، معتبرا أنه من المبكر الحديث عن لقاء يجمع بينهما. 

وتابع وزير الخارجية أن تركيا دولة ضامنة للمعارضة السورية، وأنها لن تطبع مع النظام السوري أو تعقد اجتماعا معه رغما عن المعارضة السورية.

وأكد أنه سيجتمع شخصيا مع ممثلي المعارضة السورية بعد ظهر اليوم الثلاثاء، مشيرا إلى أن مؤسسات الدولة التركية المختلفة عقدت اجتماعات لها مع المعارضة السورية. وقال أوغلو إن الولايات المتحدة الأميركية لم تنتقد تركيا لعقد لقاءات مع الطرف السوري، "لكننا نفهم أنها منزعجة من ذلك". حسبما نقلت قناة الجزيرة القطرية.

ويثير التقارب السوري التركي مخاوف من خسارة أطراف عديدة لمكاسبها نتيجة لتطور ذلك التقارب واحتمال تتويجه بلقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره السوري بشار الأسد، حسبما ذكر موقع إريبيان بيزنس، وأن إيران تعد من بين الخاسرين؛ لأن المصالحة مع تركيا تقوي يد الأسد في مقابل كل من روسيا وإيران.

الموقع الرسمي لقناة "الميادين" ذكرت أن روسيا شجعت التقارب بين تركيا وسوريا، وذلك بعد قطيعةٍ استمرت نحو 11 عاماً، إذ استضافت موسكو قبل أيام اجتماعا ضم وزيري الدفاع التركي والسوري، في خطوةٍ سبقتها مؤشرات على تقارب بين البلدين المتخاصمين من شأنه أن يضع القوّات الكردية أمام خياراتٍ أحلاها مر.

وكشف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لصحيفة "الصباح" التركية، الرسائل التي نقلتها أنقرة إلى دمشق خلال اجتماع موسكو، وهي احترام وحدة الأراضي السورية وسلامتها وسيادتها، وأن الوجود التركي على الأراضي السورية هدفه محاربة الإرهاب.

وصرحت أنقرة التي كانت حليفا اقتصاديا وسياسيا أساسيا لدمشق قبل الحرب على سوريا، غير مرة بأنها تحترم وحدة أراضيها، وأن هدف أنقرة هو محاربة الإرهاب على الأراضي السورية، لحماية أمنها القومي.

ووفقا لتقرير نشره موقع قناة "فرانس 24"، فقد برزت مؤشرات تقارب تدريجا. على هامش قمة إقليمية عام 2021، أجرى وزيرا خارجية البلدين محادثة مقتضبة غير رسمية. وفي أغسطس، دعا وزير الخارجية التركي مولود شاووش أوغلو إلى مصالحة بين النظام والمعارضة في سوريا.

وتلعب روسيا، دورا أساسيا لتحقيق التقارب بين حليفيها اللذين يجمعهما "خصم" مشترك يتمثل بالمقاتلين الأكراد.

ومن شأن تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق أن يشكل نقلة نوعية للنظام السوري، الذي تم حظره دوليا إلى حد كبير لسنوات. خاصة وأن في العالم العربي حاليا هناك أصوات متزايدة تقول إن الوقت قد حان للتخلي عن المقاطعة السياسية للأسد. ومن بين الداعين لهذه الخطوة الإمارات العربية المتحدة وروسيا. حسبما ذكرت "دويتش فيله".

ويرى الموقع، أن التوازن بين أنقرة ودمشق يفترض وجود تصحيحات جذرية للمسارات الدبلوماسية لكلا البلدين. وبالنسبة للأسد، فإن انسحاب القوات التركية من شمال البلاد، فضلا عن إنهاء الدعم التركي للتنظيمات العسكرية وشبه العسكرية، يعد تغيرا كبيرا.