رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إذا صلح الراعى.. صلحت الرعية


سيدى الرئيس: بعد أيام قليلة بإذن الله تعالى- ستجلس على كرسى الحكم.. حينها سيلتف حولك كثيرون.. ستجد بجوارك بطانة الخير والنصح الرشيد والأتقياء ممن يخافون على تراب هذا الوطن.. وستجد بجوارك أيضا بطانة السوء من حملة المباخر وأصحاب المصالح والمنافع.. كما ستجد بينهم المرتشى واللص والمنافق

سيدى الرئيس: الحبيب المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم ــ يقول: «إذا صلح الراعى صلحت الرعية».. وبكل أمانة.. نحن نثق فيك ونرى أنك رجل صالح - وطنى-أمين على أرض وعرض وثروات وتاريخ هذا الشعب.. وهذه الثقة لم تأت من فراغ.. بل نشأت ونمت وترعرعت من مواقفك العظيمة لصالح الشعب ضد أيادى الغدر والإرهاب الداخلى والخارجى.

سيدى الرئيس: ما سبق كان رأينا فيك.. أما عمن سيعاونونك فى تحمل هذه الأمانة.. فلا نشك أو نشكك فى اختيارك على الاطلاق.. ولكن نذكرك فقط بحكمة الإمام على بن أبى طالب – كرم الله وجهه- حينما قال: «إذا أردت أن تعرف الرجال.. فاعرضهم على الحق.. ولا تعرض الحق على الرجال» .. وهذا يعنى أن الميزان الحقيقى فى اختيار البطانة الصالحة .. هو «الحق» ولا شئ غيره.

سيدى الرئيس: يقول المثل الصينى: «تبنى الأوطان بالعلماء والزعماء معا».. ونحن لدينا الأن زعيم حقيقى. زعيم لديه القدرة على حفظ حقوقنا التاريخية فى مياه النيل.. زعيم سيحقق لنا العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.. زعيم سيعيد لنا أرضنا وأموالنا من اللصوص.. زعيم لديه أجندة وطموحات وأفكار لمشاريع مثل السد العالى وتأميم قناة السويس والاصلاح الزراعى ومجانية التعليم التى تركها لنا «عبدالناصر».. زعيم يعمل بحديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ «اللهم أحينى مسكينا.. وأمتنى مسكينا.. واحشرنى فى زمرة المساكين».. زعيم نتمنى من الله عز وجل أن يكون فى لين سيدنا أبى بكر.. وشدة وعدل الفاروق عمر بن الخطاب.. وحلم عثمان بن عفان.. وحكمة وحياء على بن أبى طالب.. وزهد عمر بن عبدالعزيز ـ رضى الله عنهم أجمعين.

سيدى الرئيس: لم يتبق لنا سوى أن ننصحك باختيار العلماء الحقيقيين لا المزيفين .. الوطنيين لا مدعى الوطنية.. فا ستعن بهم لاسترجاع حضارة سبعة آلاف سنة.. اجعلهم لك أهل مشورة فى جميع قراراتك.. أكرمهم وتقرب منهم وأسع أنت إليهم ولا تجعلهم يسعون هم إليك.. طبق فيهم وفى نفسك قول الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم –: «إذا رأيتم العلماء على باب الحكام.. فبئس العلماء وبئس الحكام.. وإذا رأيتم الحكام على باب العلماء.. فنعم الحكام ونعم العلماء».

سيدى الرئيس: كلماتك فى الحوارات التى أجريتها مؤخرا عن الفقراء.. أثلجت قلوب الملايين. حكمتك فى تحديد مشاكل مصر وطرح وسائل علاجها دون إسراف.. أعطتك مصداقية كبيرة عند الخصوم والمحبين على السواء. سماحتك وبساطتك مع محاوريك ومشاهديك فى كشف قوة وصمود قواتنا المسلحة إلى جانب معرفة ملامح شخصيتك وتاريخك.. زادت من رصيد محبتك عند الناس. تمسكك بالبعد العربى والاستعداد للدفاع عن أى قطر شقيق.. أكسبتك شعبية جارفة .

سيدى الرئيس: لكل ما سبق.. تأكدنا من حبك للخالق سبحانه وتعالى وجميع خلقه والعكس صحيح.. لذا أكرر نصيحتى لك: ابتعد عن بطانة السوء وحاشية الفساد والآكلين على كل الموائد وغواية السلطة وألاعيب المنافقين والانتهازيين.. وأعلم أن رأس الحكمة مخافة الله.. ولا تنس أنك ميت وأننا أيضا ميتون.. واعمل بالحكمة التى تقول: «لو دامت لغيرك ما وصلت إليك».

■ كاتب صحفى


هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.